×
محافظة المنطقة الشرقية

«أيام الشارقة» تستعد لـ «لائحة اليونسكو»

صورة الخبر

اختلست، أو سرقت، أو احتلت؛ فأخذت نسختين إضافيتين من التقرير الثامن لمؤسسة الفكر العربي عن "التنمية الثقافية التكامل العربي: تجارب، تحديات وآفاق"، والذي تضمن "إشكاليات الهوية العربية وتحدياتها، التكامل العربي ومشروع الدولة الوطنية، الثقافة العربية في إقليم مضطرب، التعاون الأمني والعسكري في الوطن العربي، التكامل العربي الأبعاد الاقتصادية، جامعة الدول العربية.. الواقع والمرتجى"، وهو تقرير سنوي اعتادت المؤسسة إصداره منذ 8 سنوات، ليأتي كأفضل تقرير يمكن أن يكون قائدا رائعا لصنّاع القرار في الوطن العربي، إن كانوا يقرؤونه، فالمؤسسة توصله "مجانا" لكل القيادات والوزراء والمسؤولين في جميع دول الوطن العربي. أهديت النسختين الإضافيتين "المسروقتين!" لصديقين من كبار المثقفين السعوديين، لهما وجهة نظر أو رأي سلبي في مؤسسة الفكر العربي، ولهذا لم يحضرا أي مؤتمر من مؤتمراتها الـ14 حتى الآن وآخرها الذي عقد في القاهرة الأسبوع قبل الماضي، بحضور أكبر من المؤتمرات السابقة، وكان ثرياً بجلساته ومناسباته على مدار 4 أيام، ولم يقرأ أي منهما عنها شيئاً، بل لهما وجهة نظر سلبية في صاحب فكرة تأسيس المؤسسة "خالد الفيصل نفسه" حيث يشكان ويشككان في كل كلمة يقولها، أو تصريح يدلي به، أو منجز يتحقق بدعمه، والأول من الصديقين، أعطيته النسخة دون أن أعلق بكلمة واحدة، وهو أيضاً، أخذها شاكراً ولم يكلمني أو أقابله حتى الآن، أمّا الآخر فقلت له: أرجو أن تقرأ هذا التقرير بموضوعية، فهو أفضل وأشمل من التقرير السنوي للتنمية البشرية الذي تصدره هيئة الأمم المتحدة، فرأى على غلاف التقرير شعار "مؤسسة الفكر العربي"، وقال: مستحيل يكون أفضل!! لكن من الطبيعي أن تعتبره أفضل لأنه إنتاج مؤسسة صاحبك!! وبعد 5 أيام تقريباً التقيته، فقال: التقرير فعلاً مذهل، وهو كما وصفته أنت، أفضل من تقرير الأمم المتحدة حقيقة، لكن بحكم قربك من صاحبك ومن المؤسسة؛ قل لي بصراحة: من الشركة التي تعده وتقدمه لهم بهذا العمق وهذه الدقة وهذا المستوى الرفيع في حرية الطرح والتناول للقضايا الحساسة والشائكة!؟ فقلت لصديقي: إن التقرير هذا الثامن -مثلاً- يُعدّ الأوّل ضمن سلسلة الدراسات والأبحاث والتقارير، التي تعتزم المؤسّسة إصدارها في السنوات المقبلة، لتستكمل ما بدأته في هذا التقرير الذي جاء كثمرة للتعاون ما بين المؤسّسة وجامعة الدول العربيّة، مع الأوراق البحثيّة والخبراء الذين ناقشوه، وفريق العمل في المؤسّسة، لتطويره وتوسيع مجالاته ومداه، حيث نظّمت المؤسسة على مدى أسبوعين، من 31 أغسطس/ آب حتّى 13 سبتمبر/أيلول، 6 ورش عمل، بمعدّل 4 جلسات توزّعت على يومَين للورشة الواحدة، وخُصّصت كلٌّ منها لمعالجة جانبٍ من جوانب مسألة التكامل العربيّ. وجاء التقرير الذي أهديتك نسخة منه وهو في متناول المعنيّين والمهتمّين كحصيلة للورش التحضيريّة الستّ، وموضوعُ التكامل تمّ اختيارُه موضوعاً محوريّاً للتقرير، في ضوء ما تشهده المنطقةُ العربيّة من أحداث جسام، وما تعانيه دولها من صراعات وانقسامات وتشرذم يعرّضها لأشدّ المخاطر في هويّتها وكيانها ووحدة أراضيها وسلامة مواطنيها، وفي ضوء ما تواجهه أيضاً من تحدّياتٍ مصيريّة تتهدّد وجودَها وبقاءَها، كما أنه جاء منسجماً مع الذكرى السبعين لتأسيس جامعة الدول العربيّة (1945 2015). ولهذا تم عقد ورش العمل بالتنسيق مع الأمانة العامّة للجامعة، وفي مقرّها بالذات، وجاء عنوانُ التقرير متضمناً الأبعادَ الفكريّةَ والزمنيّةَ والمراجعة النقديّة لخبرة الماضي، بنجاحاتها وتعثّراتها وإخفاقاتها خلال السنوات السبعين المنصرمة، مع التحدّيات القائمة إلى الأوضاع المأساويّة الراهنة التي تعيشها الدول العربية، والتي تشكّل معوّقاتٍ في طريق التكامل، ولكنّها تمثّل في الوقت نفسه فُرَصاً حقيقيّة إذا تم تدبّرها والتعامل معها بفطنةٍ وحسن دراية، حيث إن الآفاق هي النوافذ المفتوحة على المستقبل، لاستشرافه ورسم خريطة الطريق إلى بنائه، فإثارة الوعي بالصعوبات، والتحفيز على التصدّي لها وتجاوزها والتغلّب عليها؛ سيحقق مفاهيم التعاون والتعاضد والتضامن، التي ليست قيماً أخلاقيّة أو مبادئ دينيّة فحسب، بل هي التزاماتٌ مواطنيّة، وفيها مصلحة متبادلة للأطراف كافّةً، على قاعدة الشراكة والترابح. ولعلك لاحظت أن أهم ما يطمح إليه التقرير، هو بناءُ ثقافة التكامل، ونشرُها وتعميمُها، وتعزيزُها وتوطيدُها من خلال أبوابه الستة التي حتماً أنك اطلعت عليها"، أمّا التقارير السبعة الماضية، فهي لا تقل أهمية وثقلاً، وكلها كانت بمشاركة خبراء وباحثين يتعاونون مع المؤسسة التي تتولى الإشراف، والمتابعة إلى أن تتم طباعة التقرير وتوزيعه. قال: نعم اطلعت وقرأت بعمق وأذهلني مستوى ودقة، وشمولية، وإحصائيات التقرير، فشكراً للمؤسسة التي أصدرته، وشكراً لك أنك أوصلت لي هذه النسخة!! قلت: وشكراً للأمير خالد الفيصل الذي كان صاحب فكرة إنشاء المؤسسة وصاحب فكرة إصدار هذا التقرير!! قال: أنت تبتز ببراعة أعرفها فيك!! قلت: شكراً يا صديقي، لكن "الفيصل" لا يعرف الابتزاز ويقدس الموضوعية، ويرحب بالنقد، ولو قرأت أو استمعت لكلمته في المؤتمر وتأملت لعرفت كم هو مثقف عميق بليغ، فكيف أقنعك!؟ قال، وهو يبتسم: هذا "ابتزاز!" مشروع، فشكرا للأمير وهو -حقاً- يستحق الثناء والتقدير، وقل لي كيف أحصل على التقارير السبعة الماضية!؟ قلت: سأحضرها لك من المؤسسة!! نقلا عن الوطن