واصل الرجاء البيضاوي كتابة التاريخ وحقق ما قيل عنه المستحيل، عندما هزم أتلتيكو مينيرو البرازيلي (3-1) في نصف النهائي، ليبلغ الموقعة النهائية لبطولة كأس العالم للأندية المغرب 2013 ليصرب موعدا فريدا مع بايرن ميونيخ الألماني يوم السبت، بينما سيتعين على أتلتيكو اللعب على المركز الثالث أمام جوانجزهو الصيني. أعلن لاعبو الرجاء التحدي دون رهبة من اسم منافسه مينيرو بطل أمريكا الجنوبية والمدجج بالنجوم على رأسهم رونالدينيو ، حيث ثبتوا أقدامهم بقوة فوق أرضية الملعب، واعتمدا أسلوب الضغط الشديد على مفاتيح اللعب البرازيلية، فيما كانت هجماتهم تتم بسرعة ووفق تبادل منسق للكرة، ولذلك كانت الفرصة الأولى من نصيبهم، عندما عكس متولي ركنية داخل المنطقة حولها شطيبي ذكية لتمر فوق العارضة بقليل (12). أدرك لاعبو مينيرو خطورة منح لاعبي الرجاء الثقة، ولذلك أظهروا نواياهم في تشكيل الخطر، وعمد رونالدينيو على توزيع الأدوار نحو الأطراف، التي شكلت مصدر الرزق، وكان فيرناندينيو الأكثر ظهورا من الطرف الأيسر، انطلق بسرعة من الوسط ومرر نحو لوكاس الذي عكسها أرضية نحو جو الذي لعبها تحت ضغط الكروشي لتسقط من فوق العسكري وتجاور القائم الأيمن (22). ومن جديد تكرر التهديد البرازيلي، عندما تقدم فيرناندينيو لاستقبال تمريرة عرضية من الجهة اليمنى، فسددها قوية زاحفة مرت بجانب القائم بقليل (33). بدأ الرجاء يتلمس طريق الهجوم، مستغلا حالة القلق التي ظهرت على منافسه، ومن هنا انطلق الكروشي من الجهة اليسرى بالتعاون مع ياجور، ثم رفع كرة متوسط قابلها المندفع متولي دون تردد لكن الحارس البرازيلي فيكتور كان حاضرا لمنع الهدف (36). منحت الفرصة الثقة للاعبي الرجاء لمواصلة الهجوم السريع، ونجح ياجور في تفريغ المنطقة الدفاعية ومرر نحو متولي الذي اخترق المنطقة ولكنه اختار التسديد الأرضي بدلا من العودة لزميليه أمام المرمى المشرع، لتمرة كرته بجانب القائم (39). قبل نهاية الشوط، عاد لاعبو مينيرو لتهديد مرمى العسكري، فاخترق جو المنطقة وسدد أرضية لم تقلق العسكري الذي سيطر عليها (42)، ليرد الرجاء بهجمة سريعة متكررة ضربت الدفاع لينطلق ياجور من الخاصرة اليسرى ويسدد دون تركيز بجانب القائم (44). مع عودة اللعب في الحصة الثانية، اندفع لاعبو مينيرو للهجوم بحثا عن هدف السبق، ولكن الكثافة الدفاعية لأصحاب الأرض كانت منيعة، ليأتي الموقف الذي يبرع به لاعبو لارجاء، فعلى إثر ركنية برازيلية أخرجت الكرة نحو محسن متولي الذي تقدم نحو خط الوسط، ثم عكس الكرة نحو المنطلق بسرعة محسن باجور الذي تقدم وسدد كرة زاحفة بعيدا عن الحارس، ليهز الشباك بالهدف الأول (51). وكان يمكن للرجاء أن يسجل الثاني بنفس الطريقة، عندما انطلق متولي ولكن زميله حفيضي سبق الكرة ليهدر فرصة التعزيز (53). شعر البرازيليون بحرج موقفهم، وعكس فيرناندينيو كرة عرضية على رأس رونالدينيو لكنها علت المرمى المغربي (54). وفي ظل بحث لاعبي أتلتيكو عن الاختراق، حصل رونالدينيو على ركلة حرة مباشرة، لم يهدرها فأطلقها مغالطا العسكري لتضرب القائم وتهز الشباك، هدف التعادل (63). منح الهدف الكثير من الثقة للاعبي مينيرو فعملوا على نسج هجمات متواصلة بلغوا بها مراحل التهديد، لكن اللسمة الأخيرة ظلت منقوصة بفضل التكاتف الدفاعي من لاعبي الرجاء، ولذلك لم يتأثر العسكري في مرماه، بينما ظل التعامل عبر المرتدات كحل ناجح لمباغتة البرازيليين. دخلت المباراة المنعطف الأخير، وبرز نجم المهاجم محسن باجور الذي واصل تحراكته المرعبة للدفاع، فاخترق منطقة الجزاء وأجبر القائد ريفير على ارتكاب الخطأ، لتكون ركلة الجزاء التي نفذها قائد الرجاء، محسن متولي عن يسار الحارس، الهدف الثاني (84). وفي ظل اندفع أتلتيكو بكامل لاعبيه للهجوم بحثا عن التعادل ارتد الرجاء بمشهد متكرر، ليحصل متولي على الكرة ويلعبها من فوق الحارس لتضرب العارضة وتعود أمام مبيدي الذي سددها في الشباك، الهدف الثالث في الوقت بدل الضائع، ليعلن تأهل الرجاء بفوز تاريخي.