مثل أسبوع النظافة، وأسبوع المرور أدعو إلى أسبوع للكتاب يُقام في كلِّ عام على مستوى المملكة، يلفت النظر للكتاب، ويحفّز صغارنا وشبابنا وكبارنا على القراءة. ويجب أن تشارك في هذه الحملة المدارس، والجامعات، والإعلام والثقافة، ورعاية الشباب، والنوادي الأدبية، وكافة المعنيين بالثقافة ونشر الوعي، وأن يتم ذلك برعاية إمارات المناطق، ومحافظاتها، ومراكزها. * لقد أعجبت بدور إمارة منطقة مكة، ومحافظتها لمعرض جدة الدولي للكتاب هذا العام، واندفاعهما الواضح للعيان لإنجاحه، استشعار صادق لما للثقافة من أثر. لقد أضاف هذا المعرض لمدينة جدة قيمة، إلى جانب ما لهذه المدينة من مقوّمات. وعن طريق فتح آفاق الثقافة، أمام الأجيال يزدادون وعيًا ومعرفة. والوعي يقود إلى النجاح، وإلى الطريق الصحيح، وينقذ البشر من الوقوع في الضلال والتهلكة. * إن معظم أبناء الجيل، تنتهي علاقته بالقراءة، في اليوم الذي يقفل فيه الكتاب المقرر، مع آخر يوم في الامتحان.. وبعضهم يتحدث عن ذلك بدون حياء مكتفيًا على حد تعبيره بقراءة الجريدة.. أو أسري لوسائل الاتّصال الاجتماعي التي يسري استخدامها في مجتمعنا اليوم، كسريان النار في الهشيم، ويؤدّي استخدامنا السيئ لها إلى فقدان التواصل الحقيقي بين البشر في داخل الأسرة، وفي أوساط المجتمع، ونشر الشائعات والأكاذيب. فضلاً عن تدمير العقل، بإبعاده عن القراءة الجادّة لشغله بما لا يفيد. تجعل منهم لقمة سائغة، سهلة الانقياد للأفكار المتطرّفة، والانجرار إلى عالم الضياع، وتعكير صفو المجتمع. ولا تستطيع دولة محاربة الإرهاب في مجتمع خالٍ من الوعي، يعيش شبابه في فراغ دائم. * كنتُ وأنا أتجوّلُ في معرض الكتاب يوم افتتاحه، أتساءل بيني وبين نفسي: ماذا نكون عليه، لو أحبّ شبابنا الكتاب مثل تعصّبه للكرة.. مثل حبّه للبلوت.. مثل اندفاعه للتسكع؟ * أجزمُ، أنّ على عاتق الرئاسة العامة لرعاية الشباب دورًا غائبًا، يجب أن تتحرّك لإحضاره، دورًا يفوق الدور الذي تقوم به اليوم.. دورًا للم الشباب، يسهم في تصحيح المسار، دورًا لفتح نوافذ جديدة على الثقافة والمعرفة، وحب الوطن والعمل. وأجزم أن للمجالس البلدية دورًا تلعبه أيضًا، وهي قادرة على تحقيقه أكثر من غيره.. بالالتفات للأحياء.. تبني فكرة مكتبة الحي، وملعب الحي، ودفع البلديات لتسهيل الطرق لتحقيق ذلك.. إن خلق وعي بين المواطن سهّل من نجاحات كافة المرافق.. دعونا نجرّب!!