من عام إلى عام، ينتظر القراء بشوق معارض الكتب التي تمثل كرنفالات ثقافية وفنية تستقطب العديد من الزوار من الأوساط الثقافية والأكاديمية ومن كافة شرائح المجتمع. وأثبت الإقبال الواسع على معارض الكتب في المملكة العلاقة الجيدة التي تربط أفراد المجتمع بالكتاب كما عكست وعياً متنامياً بأهمية فعل القراءة لدى جمهور كبير من المجتمع. ومما لا شك فيه أن المعارض تشكّل عاملاً مهماً يقوم بدور أساسي في نشر الوعي والمعرفة وتثقيف المجتمع على نحوٍ ينمي معارفهم ويحفزهم على المزيد من القراءة والاحتفاء بالكتاب إثراءً للحركة الفكرية والمعرفية للأدباء والمثقفين. وتشهد جدة هذه الأيام فعاليات معرضها الدولي للكتاب الذي افتتح يوم الجمعة الفائت برعاية من صاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل بن عبدالعزيز مستشار خادم الحرمين الشريفين أمير منطقة مكة المكرمة، وسط مشاركة كبريات دور النشر العربية والدولية، وأكثر من مليون عنوان ضمت كُتباً متنوعة من مؤلفات أكاديمية، وثقافية، وعلمية، وأدبية، ودينية، وكتب للأطفال، بالإضافة للكتب الإلكترونية. وكشف المعرض في أيامه الأولى عن شغف السعوديين بالقراءة، وعزز من نجاحات معرض الكتاب بالرياض، كما أكد على تميز معارض الكتب التي تقام في المملكة من حيث الحضور والتفاعل والقوة الشرائية التي تفوق كل المعارض العربية والتي جعلت دور النشر العربية والعالمية تحرص على المشاركة في أي معرض يقام على أرض المملكة. وكشفت مبيعات معرض جدة ونسبة الحضور العالية للزوار عن مؤشرات إيجابية لتطور صناعة "النشر" داخل المملكة التي تستند إلى مجتمع مثقف يتفاعل بكافة شرائحه مع مناسبات ثقافية مهمة مثل معرض الكتاب.