وثقت عدسات أوروبية وعالمية تاريخ السعودية خلال العقود السبعة الماضية وحياة السعوديين فيها ومراحل التطور الكبير الذي شهدته الرياض طيلة الفترة المنصرمة، عبر 120 صورة متنوعة التقطها زوار من مختلف الدول عكست الحضارة والتنوع الثقافي والتنمية الاقتصادية لهذا البلد. ورسم الزائر للسعودية صورة في ذاكرته عنها خاصة به، تمثل رؤيته لثقافة وحضارة السعودية من منطلق ثقافته وحضارته التي ينتمي إليها. وباختلاف الثقافات والحضارات الموجودة في العالم تختلف صورة السعودية في عيون من زارها أو أقام فيها بحسب رؤية كل شخص. ومن خلال أكثر من 120 صورة يرسم العديد من مواطني الدول الأجنبية ملامح صورة تجسد السعودية من وجهة نظر عدساتهم وكاميراتهم، وذلك في ملتقى ألوان السعودية للتصوير الضوئي، الذي تقام فعاليات نسخته الثانية حالياً برعاية الهيئة العامة للسياحة والآثار في مركز الرياض الدولي للمعارض والمؤتمرات، إذ خصصت هيئة السياحة جناحاً في المعرض المصاحب للملتقى لمشاركات المصورين الأجانب تحت عنوان "السعودية بعيون عالمية". مصورون أمريكيون التقطوا عدة صور من مناطق مختلفة تعكس التنوع الثقافي والتراثي للسعودية. ويحوي الجناح صوراً لعدد كبير من المصورين الأجانب الذين زاروا المملكة أو أقاموا فيها سنوات والتقطوا صورا لمواقعها المختلفة، ومنهم: ستيفن بورج من مالطا، وجوزيف لايفيت وكاتي أستيرله من الولايات المتحدة، وألفونسو فرايلي وأوسكار فرنانديز من إسبانيا، وهيثير جوردون وبيتر ليل من المملكة المتحدة، ومن فرنسا شارك كل من جان بيير بارانو وجان لويس لافال، فيما مثل اليابان المصور توسوشو أندو، وكانكو أونو، ومن الفلبين جيفري فالديز وإيف لومالانج. ويضم الجناح 120 صورة، لمجموعة من المصورين الذين ينتمون إلى عدد من الجنسيات، حيث شارك في هذه الجناح عشر سفارات لدول أجنبية وهي: الولايات المتحدة، وهولندا، ومالطا، والفلبين، وفرنسا، والمملكة المتحدة، واليابان، وإسبانيا، وألمانيا الاتحادية التي شاركت بخمس صور، واليونان التي شاركت من خلال سبع صور. وتتنوع الصور ما بين صور تحكي وتؤرخ فترة تأسيس السعودية ومراحل تطورها منذ حكم الملك سعود والملك فيصل، وبعض المواقع الأثرية والتاريخية، وعدد من الأماكن والأبنية التراثية والحضارية، والمناظر الطبيعية، والتجارب السياحية، والأشخاص. صور تحكي مراحل التطور منذ سبعة عقود. ومن أهم وأقدم الصور المعروضة في الجناح، مجموعة صور تعود إلى أكثر من 70 عاماً في خمسينيات القرن الماضي عن الحياة في السعودية والشوارع والمباني والإنسان، تقدم مجموعة فان دير مويلن من هولندا عبر السفارة الهولندية في السعودية، التقط بعضها من داخل المصرف السعودي الهولندي عام 1954، والبعض الآخر لزيارات الملك سعود والملك فيصل لهولندا في فترة الخمسينيات. يشار إلى أن فكرة الجناح لاقت إقبالا كبيرا من السفارات الأجنبية في الرياض، سواء من خلال مشاركاتها بصور خاصة بها أو صور تخص مواطنيها الذين عاشوا في السعودية، حيث قدمت سفارة الفلبين أكثر من 500 صورة تم اختيار 33 صورة منها تعرض في الجناح حالياً. ويعد هذا الملتقى أول وأكبر ملتقى وطني يعني بالتصوير الفوتوغرافي وتوظيفه في تسويق السياحة الوطنية. ومن المقرر أن يتخلل الحفل حفل تكريم الفائزين بمسابقة ألوان السعودية للتصوير الفوتوغرافي، إضافة إلى معرض للصور المشاركة في المسابقة وأجنحة تصوير متخصصة، وأجنحة الشركات وشركات ومعدات وتقنيات التصوير، وورش عمل ودورات تدريبية يشارك فيها ويقدمها عدد من المتخصصين في هذا المجال. كما يعتبر الملتقى فرصة للشركات السعودية للمشاركة بهدف التواصل مع شريحة مهمة من المجتمع، خاصة الشباب وتأكيد مشاركتها الوطنية في المسؤولية الاجتماعية وخدمة المجتمع، إضافة إلى ما يتيحه لها الملتقى من الاستفادة من المشاركات وخدمات المصورين المشاركين.