تتجه لبنان إلى الانضمام للدول المنفلتة أمنياً، وتنضم إلى مجموعة الدول العربية التي تعاني من تدهور أمني خطير، بدءاً من العراق وسوريا واليمن وليبيا، وإلى حد ما مصر وتونس. التدهور الأمني الذي تشهده هذه الدول، والذي يؤثر سلباً في حياة الناس، ويعطل التنمية، مخطَّطٌ يعمل على تنفيذه قوى دولية وإقليمية بتوظيف لمنظمات ومليشيات إرهابية، بعضها يستغل الدين ويرتديه كرداء لتنفيذ أجندات لا تريد الخير للوطن العربي. ويظهر التورط الإقليمي، وبخاصة لنظام الملالي في إيران، وهو دور فاضح لا يمكن إخفاؤه فيما يحصل في أكثر من بلد عربي، وبخاصة في العراق وسوريا ولبنان واليمن، كما أن لتنظيم القاعدة الإرهابي والمليشيات المتفرعة منه دوراً لا يقل سلبية وخطورة عن دور النظام الإيراني، الذي ينتهج استراتيجية نشر الفوضى والحروب الأهلية لتفريغ البلاد سياسياً؛ ليعمل من خلاله عملاؤه بعد إضعاف الدولة المستهدفة، وهو ما نراه في لبنان خاصة. فالتنظيمات الإرهابية تزدهر في ظل ضَعف مناعة الدولة وتأخُّر إنجاز الاستحقاقات الدستورية التي تساقطت الواحدة بعد الأخرى، فبعد انتهاء فترة البرلمان اللبناني جرى التمديد له؛ لأنه يخدم توجهات من يعملون على إضعاف مناعة الدولة اللبنانية، وإذا قدمت الحكومة اللبنانية استقالتها عطلت كل محاولات تشكيل حكومة جديدة، وأُبقي على حكومة تصريف الأعمال؛ لأنها أيضاً تخدم استراتيجية إضعاف مناعة الدولة، ويحل قريباً انتخاب رئيس الجمهورية الذي لن يحصل على التمديد؛ لأنه ببساطة ضد مخططات التنظيمات الإرهابية التي ازدهرت كثيراً في لبنان وقويت؛ إذ أصبح الحزب الإيراني (مليشيات حسن نصرالله، حزب العلويين) يواجه قوى الدولة العسكرية والأمنية في طرابلس، ويرفض تسليم الإرهابيين الذين استهدفوا المساجد في طرابلس.