شهدت مراكز الاقتراع على مستوى المملكة أمس مع بداية الساعات الأولى لبدء عملية الاقتراع إقبال مئات الآلاف من الناخبين والناخبات البالغ عددهم 1.4 مليون للإدلاء بأصواتهم لاختيار المرشحين لعضوية المجالس البلدية، وتميزت عملية الاقتراع بالانسيابية وسط حضور مكثف من الناخبين والمرشحين الذين يترقبون النتيجة. نساء يقفن خارج أحد مراكز الاقتراع في الرياض بعد الإدلاء بأصواتهن.«إ.ب.أ» وتعد هذه الانتخابات الأولى التي يتاح للنساء المشاركة فيها بالتصويت والترشيح، وبلغ عدد الناخبات نحو 130 ألفا يشاركن لأول مرة، ويعتبر يوم الاقتراع بالنسبة لهن مهما ولحظة تاريخية في حياتهن. امرأة سعودية تدلي بصوتها في الانتخابات البلدية في جدة أمس. تصوير:سلمان المرزوقي ــ «الاقتصادية» ووصف الناخبون والناخبات سير عملية الاقتراع بالتنظيم المميز الذي أسهم في تسهيل عملية اختيار المرشحين من قبل الناخبين بسرية تامة، ولم تشهد مخالفات أو تجاوزات سواء من الناخبين أو المرشحين، مؤكدين أن المجالس البلدية ستوحد مطالب واحتياجات المواطنين والخدمات البلدية التي يحتاجون إليها مستقبلاً بمشاركة المواطنين والمواطنات في صنع القرار بما يخدم الصالح العام ويسهم في تنمية الوطن. وسجّلت الانتخابات البلدية، عدداً من المشاهد التي ميّزت الدورة الثالثة؛ حيث كان لحضور كِبار السن النصيب الأكبر في مراكز عدة في مناطق المملكة. أحد المواطنين المسنين خلال مشاركته في الانتخابات أمس.«واس» ووثّق حساب وزارة الشؤون البلدية على "تويتر"، استقبال أعضاء مركز انتخابي مُسِناً في بلدية نفي في الدوادمي, كما سجّل الدكتور مفلح القحطاني؛ رئيس جمعية حقوق الإنسان، حضوره ناخباً ومراقباً بمركز معسكر الجوّالة في جامعة الملك سعود بالرياض. أحد الشباب خلال إدلائه بصوته في أحد المراكز الانتخابية في القصيم.«الاقتصادية» وفي جازان، أصرّ أحد الشباب على الحضور والمشاركة رغم إصابته.. وفي الجوف، سجّل كِبار السن حضورهم بقوة في مشهدٍ تكرّر في مناطق عدة. وفي المنطقة الشرقية، تخطت أعداد المقترعين حاجز الـ 23 ألف ناخب وناخبة باستثناء محافظة حفر الباطن. واهتمت وكالات الإعلام العربية والعالمية بهذه الانتخابات لكونها حدثا مهما وتاريخيا للسعوديين خاصة النساء منهن. وقالت إحدى السيدات لـ "بي بي سي" بعد خروجها من مركز الاقتراع "إنه شعور عظيم، هذه لحظة تاريخية، وأحمد الله أنني عشتها، لست قلقة بسبب قلة المشاركة، المهم الخطوة في حد ذاتها". أحد المواطنين يدلي بصوته في الانتخابات البلدية أمس.«واس» وفي الرياض، نجحت الجهات الأمنية بالتنسيق مع اللجنة المحلية للانتخابات البلدية في المنطقة في خطتها الأمنية أمس، التي واكبت سير عمليات الانتخابات البلدية الثالثة في يوم الاقتراع في جميع المراكز الانتخابية داخل مدينة الرياض ومختلف محافظات ومدن المنطقة. وكثفت الجهات الأمنية جهودها بوجود رجال الأمن أمام بوابات مراكز الانتخابات لمتابعة حسن سير العمل في المراكز، فيما وجدت شرطة منطقة الرياض منذ انطلاق الانتخابات البلدية في دورتها الثالثة حتى نهاية عملية الاقتراع. وحرصت اللجنة المحلية للانتخابات البلدية في منطقة الرياض، بالتعاون مع الجهات الأمنية على نجاح عملية الاقتراع بتوفير وتسهيل جميع السبل للناخبين والناخبات للإدلاء بأصواتهم واختيار مرشحيهم لتمثيلهم في عضوية المجالس البلدية. وشهدت المراكز الانتخابية في مكة المكرمة إقبال الناخبين والناخبين منذ أن فتحت المراكز أبوابها عند الثامنة صباحا حتى الخامسة عصرا، وأكد الدكتور أسامة بن فضل البار أمين العاصمة المقدسة رئيس اللجنة المحلية للانتخابات، أن جميع المراكز الانتخابية في مكة المكرمة وقراها تم تدعيمها في المراكز ليصل عددها إلى 900 موظف عملوا على تقديم الخدمة للناخبين والناخبات وتوجيههم للمسارات التي حددت لصناديق الاقتراع. كما شهدت المراكز الانتخابية في منطقة عسير تفاعلاً كبيراً من قبل الناخبين الذين توافدوا منذ ساعات مبكرة للإدلاء بأصواتهم للمرشحين مع بداية انطلاق فترة الاقتراع في عموم المراكز الانتخابية التي بلغت 202 مركز. وفي الجوف، بدأ ناخبو المنطقة في الإدلاء بأصواتهم منذ الصباح، بمختلف المراكز الانتخابية الرجالية والنسائية في مدن ومحافظات المنطقة، حيث يسرت التجهيزات التي احتوتها مراكز الاقتراع والتنظيم الخاص باستقبال الناخبين والناخبات لعمليات الاقتراع، بتخصيص مسارات للناخبين والناخبات في كل مركز انتخابي، وتحديد أسمائهم وأرقامهم الانتخابية؛ تسهيلاً عليهم في الاقتراع. وكشف المهندس عجب بن عبدالله القحطاني أمين منطقة الجوف رئيس اللجنة المحلية للانتخابات البلدية في المنطقة، أن عملية الاقتراع للناخبين لم تتجاوز 120 ثانية بدءاً من وصول الناخب للمركز واستقباله من الموظف المختص وتوقيعه على الكشف الخاص بأسماء الناخبين، وتسلم نموذج الاقتراع والتصويت في غرفة الاقتراع، وإيداع الورقة في الصندوق، مشيرا إلى أن عمليات الاقتراع في جميع المراكز الانتخابية تسير وفق ما خطط لها. من جهتهم، قدم الناخبون شكرهم للجان العاملة في المراكز الانتخابية على تسهيل إجراءات الاقتراع بتخصيص الممرات الإرشادية المزودة بكشوف الأسماء على مداخل المراكز، التي سهلت لهم التعريف بالمسار المخصص لكل ناخب وإكمال عملية الاقتراع على أكمل وجه. وشرعت صباح أمس المراكز الانتخابية في منطقة الحدود الشمالية البالغ عددها 31 مركزاً انتخابياً، منها 22 مركزاً رجالياً و11 مركزًا نسائياً في استقبال الناخبين والناخبات البالغ عددهم 48187 ناخبًا وناخبة لاختيار مرشحيهم لعضوية المجالس البلدية، وسط استعدادات تنظيمية قامت بها اللجنة المحلية للانتخابات البلدية. وأوضح المهندس عبدالمنعم الراشد، رئيس اللجنة المحلية للانتخابات البلدية في منطقة الحدود الشمالية، أن اللجنة أنهت استعداداتها في جميع المراكز الانتخابية الرجالية والنسائية, بعد أن تم تنظيم وتصميم كل مركز انتخابي وقاعة الاقتراع حسب المقيدين فيه من الناخبين والناخبات، وحددت اللجنة حاجة كل مركز انتخابي من المسارات والسواتر وصناديق الاقتراع وأوراق الاقتراع والنماذج المستخدمة في الاقتراع والفرز من قبل لجنة الانتخابات في المركز وأيضا أعضاء ومراقبي ومنظمي الانتخابات والمساندين داخل قاعة الاقتراع وخارجها. وكانت اللجنة المحلية للانتخابات البلدية في منطقة الحدود الشمالية قد عقدت ورشة عمل تدريبية لمرحلة الاقتراع والفرز لتأهيل رؤساء وأعضاء المراكز الانتخابية الرجالية والنسائية لمرحلة الاقتراع والفرز، كما تم توزيع دليل إجراءات الاقتراع والفرز والعد على المشاركين وتزويدهم بمتطلبات إدارة العملية الانتخابية والمهارات الفنية المتعلقة بمرحلة الاقتراع والفرز والعد وإعلان النتائج. وأوضح خليل العنزي رئيس الفريق الإعلامي، أن مرحلة الاقتراع تعد نتاج المراحل الانتخابية التي سبقتها، وستسعى اللجنة لتسهيل العملية على الناخبين من خلال التنظيم والتنسيق مع الجهات المشاركة لكي يدلي الناخب بصوته بيسر وسهولة في ظل اتباع النظام المعمول به في الانتخابات البلدية، مشيرًا إلى أنه بعد انتهاء وقت التصويت تتم عملية الفرز والعد من قبل موظفين متخصصين ثم تُعلن نتائج جميع المشاركين. وفي تبوك، شرعت 46 مركزاً انتخابياً في المنطقة أبوابها لاستقبال أكثر من 64 ألف ناخب وناخبة في المنطقة, وسط استعدادات تنظيمية قامت بها اللجنة المحلية للانتخابات البلدية. وسجلت عملية الاقتراع وصول أول الناخبين وهو من ذوي الاحتياجات الخاصة (كفيف البصر)، وذلك في تمام الثامنة والربع صباحاً, في المركز (532) في حي السلام في مدينة تبوك, حيث أبدى سروره بالمشاركة في هذا المشروع الوطني، الذي يهدف إلى خدمة الوطن والمواطن، مؤكداً ضرورة مشاركة المواطنين في هذه الانتخابات البلدية, وقد جرى تسهيل مهمته وإجراءاته الانتخابية بمساعدة أحد أقاربه, وأعضاء لجنة الانتخابات في المركز.