×
محافظة المدينة المنورة

كويك رسنوند لتسمية المواقع المهمة بالمدينة

صورة الخبر

كتب: هيثم أبو الغزلان جولات عديدة لوزير الخارجية الأمريكية، جون كيري في المنطقة، وتحديد لسقف زمني تسعة أشهر للتوصل لاتفاق "سلام" ينهي الصراع "الفلسطيني ـ الإسرائيلي".. مرّ أكثر من نصف المدة، ومن المتوقع التمديد لها.. الاستيطان يمضي على قدم وساق. ورئيس وزراء الاحتلال، بنيامين نتنياهو يصر على سياسته، وأبو مازن لا يجد مفراً من التسوية إلا الاستمرار بالتسوية، لعل وعسى أن ينتج عنها شيء!! والأسئلة المطروحة: هل يمكن التوصل لاتفاق "سلام" خلال المدة المحددة بتسعة أشهر؟! ما هو هذا "السلام"؟! وكيف سيكون على أرض الواقع؟! هل سيكون اتفاقاً دائماً، أم "اتفاق إطار"؟! يقول يوسي بيلين في مقال له في (إسرائيل اليوم 16/12/2013)، إن "محاولة عرض الخطة الأمنية التي تقدم بها كيري على أنها "أفكار" الجنرال ألين، وليس خطة أمنية يعرضها الأمريكيون على الطرفين الإسرائيلي والفلسطيني، قد فشلت. فالجانب الإسرائيلي يرى أن الاقتراح أساس للتباحث ينبغي أن تُعدل فيه سلسلة أشياء طويلة، أما الجانب الفلسطيني فيراه خطة إسرائيلية في رداء أمريكي، تثير أفكاراً لا يستطيع أي زعيم فلسطيني التسليم بها. ولا يريد أحد أن يمس الأمريكيين وسيحاول كل طرف أن يلقي على الطرف الآخر تهمة رفض الخطة، لكن الحديث كما يبدو عن خطأ قاتل للوساطة الأمريكية. ويضيف بيلين: "ليست المشكلة في الجانب الفلسطيني طلب أن تمكث قوة إسرائيلية كبيرة مدة عشر سنوات بعد توقيع الاتفاق في أرض الدولة الفلسطينية في غور الأردن فقط، بل أن هذه القوة بعد نهاية هذه الفترة ستترك المنطقة فقط إذا ثبت الفلسطينيون لامتحان التنفيذ؛ ولما لم يُقل من الذي يحدد هل نجح الفلسطينيون في مهمتهم فمن الواضح لهم أن الحديث عن أن عمل الحَكَم سيُمنح لإسرائيل. وتستطيع القوة الإسرائيلية أن تمكث في فلسطين إلى الأبد إذا لم تُظهر إسرائيل الرضا عن الأداء الفلسطيني. وليس الجانب الإسرائيلي سعيداً لأن الخطة تتحدث عن مكوث جهة عسكرية متعددة الجنسيات في فلسطين، برغم أن الحديث عن أن دورها كله سينحصر في إعداد قوات الامن الفلسطينية، وهو ليس راضياً أيضاً عن تحديد بقاء الجيش الإسرائيلي في غور الأردن عشر سنوات خشية أن يوجد بعد انتهاء هذه الفترة ضغط دولي ثقيل لاخراج الجنود من المنطقة". وكتب، موشيه آرنس في صحيفة (هآرتس 16/12): أنه "إذا كنتم تعتقدون أن الاتفاق الذي أخذ يتشكل بين بنيامين نتنياهو ومحمود عباس بضغط من وزير الخارجية جون كيري يرمي إلى إنهاء الصراع الإسرائيلي ـ الفلسطيني، فأنتم مخطئون، لأن الصراع سيستمر حتى لو أصبح الاتفاق منتهياً وموقعاً عليه. وسيستمر الفلسطينيون ومؤيدوهم على إساءة سمعة إسرائيل وسيستمرون على طلب تنازلات أخرى عن أراض وسيطلبون تحقيق "حق العودة". وستظل تُسمع دعوات إلى فرض عقوبات على إسرائيل والقطيعة معها ودعاوى اعتراض على حقها في الوجود. ولن تختفي عمليات الإرهاب أيضا".. ويزيد آرنس: "يتم التفاوض مع محمود عباس سراً، وانطبعت في أذهان الجمهور أنه تجري محاولة جدية لتسوية الصراع الإسرائيلي الفلسطيني الطويل، وأنه يمكن إذا كان الطرفان مستعدين لاتخاذ قرارات صعبة ومؤلمة، إنهاء الصراع. لكن كل إنسان ذي عقل ما كان يستطيع ألا يسأل نفسه كيف يمكن إحراز هذه الغاية بمفاوضة محمود عباس ومن غير حماس والفلسطينيين الذين يعيشون في قطاع غزة. لأن عباس وحده يمثل في أحسن الحالات نصف الفلسطينيين فقط". واعتبر الياكيم هعتسني، في مقال له في صحيفة (يديعوت 16/12)، أن "كل التواقيع الفلسطينية حتى الآن ـ على اتفاقات التسوية ـ، كانت على الجليد، وهذه أيضاً ـ التوقيع على اتفاق إطار جديد ـ، ستذوب في "الربيع الفلسطيني" التالي. وبالمقابل، ما سنسلمه سيكون لا مرد له. وبشكل عام من سيلزم توقيعه؟ ـ يقصد توقيع أبو مازن ـ، النصف الغزي من شعبه، الشتات الفلسطيني، الفلسطينيين من مواطني إسرائيل وكذا أغلبية رعاياه الذين يؤيدون حماس كلهم يعارضوه". ويعدّد هعتسني المشاكل التي من المتوقع أن يواجهها كيانه في حال تم التوقيع على "اتفاق إطار" جديد، ومنها: - المشكلة الديمغرافية: مئات آلاف أنسال اللاجئين من لبنان، من سوريا، من مصر ومن غزة سيتدفقون إلى داخل يهودا والسامرة (الضفة الغربية). لأول مرة ستكون أغلبية عربية في غربي نهر الأردن. بالمسيرات الجماهيرية، بـ "الإرهاب" وعبر الأمم المتحدة سيضغطون على الحدود الجديدة. ويضيف: "هذه ستكون المرحلة التالية في "نظرية المراحل". وحيال "إرهاب" متجدد، هل ستكون "السور الواقي "2 لا تزال ممكنة ولا تؤدي إلى عقوبات وتدخل عسكري من الخارج؟". - اقتصاد ماء بدون الخزان الجوفي للجبل: هل يمكن العيش على المياه المحلاة فقط؟ - مطار بن غوريون: أين ستقيم إسرائيل مطاراً دولياً آمناً، ليس في مدى النار من يهودا والسامرة، بدلاً من مطار بن غوريون الذي يسيطر عليه من السامرة الفلسطينية. - "الممر الآمن" بين شطري فلسطين السيادية غزة والضفة لن يكون بسيادة إسرائيل. - كيف يمكن مواجهة مشكلة بتر النقب؟ - الترتيبات الامنية: آجلاً أم عاجلاً، عندما يقوم الاتحاد الفلسطيني من ضفتي الأردن ويصبح دولة واحدة، فإن "الترتيبات الأمنية" على الأردن لن تكون ذات صلة بعد ذلك. سلاح ثقيل، مخربون، جيوش أجنبية كل هذه ستتدفق دون عراقيل. وحيال دولة فلسطينية تمتد من حدود العراق وحتى البحر المتوسط، كم فرقة سيتعين علينا أن نوقف؟ - حماة غدير: الحمة التي لا تعود للسوريين، هي "أرض محتلة" من الأيام الستة، ولهذا فإن الفلسطينيين سيطالبون بها. كيف سنربطها بهم؟ - طرد 150 ألف مستوطن (في الموجة الأولى) سيكلف 150 حتى 200 مليار شيكل. من أين؟ وإلى أين سيعودون؟ - كيف تحسب التعويضات للفلسطينيين على كل دونم من "الكتل" في القدس وفي المناطق مقابل أرض مساوية من داخل الخط الأخضر؟ كم مئات أو آلاف الدونمات في النقب يساوي دونم واحد مبني في القدس؟ - ما العمل بعرب القدس المنقسمة ممن سيرفضون التخلي عن الهوية الزرقاء؟ وخلال جولة كيري الثامنة ولقائه برئيس السلطة الفلسطينية، محمود عباس وعرضه لمخطط حول الجانب الأمني المتعلق بغور الأردن، والذي يتضمن وجوداً عسكرياً إسرائيلياً، وهذا ما رفضه عباس. عاد كيري ليعرض على عباس رؤية إسرائيلية ـ أميركية، تتضمن وجوداً أمنياً عسكرياً في غور الأردن مع رقابة أميركية عبر الأقمار الصناعية ومحطات إنذار مبكر. وكتب هاني حبيب حول هذا الموضوع مقالاً جاء فيه: "ربما كانت الأوهام هي التي عززت من رؤية كيري، بأن الجانب الفلسطيني، محدود الخيارات، والقابل للاستجابة للضغوط ، مهيأ لتقبل إصرار إسرائيل وأميركا على وجود أمني، حتى لو كان غير مرئي، ما يشكل إنجازاً سعى إليه كيري خلال جولته النهائية قبل جولته الأخيرة الثامنة التي شكلت مفاجأة غير متوقعة وضربة حاسمة للتوافق الأميركي ـ الإسرائيلي بشأن هذه الخطة...". ويضيف: "لكن ـ والحق يقال ـ إن الجانبين الأميركي والإسرائيلي، وضعا المسألة الأمنية وكأنها حجر الأساس لأي تسوية سياسية، وظهرت إسرائيل وكأنها دولة مهددة وتستشعر ضرورة توفير الأمن لها، في حين أن الواقع خلاف ذلك بشكل حاسم وقاطع"... ويعود أرنس ليؤكد أنه رغم ضغط الرئيس الأمريكي، باراك أوباما لإنهاء ملف الصراع الإسرائيلي الفلسطيني، إلا أن ما سينتج هو "إحراز إخراج قوات الجيش الإسرائيلي من يهودا والسامرة في حين سيبقى الصراع الإسرائيلي الفلسطيني منطوياً على قيح"، بحسب تعبيره. وبناء عليه، فإن جُلّ ما قد يحصل ـ بحسب يوسي بيلين ـ، هو "التوصل إلى اتفاق دائم مفصل بين الطرفين حتى الربيع القريب، وبتّ الأمر بين الاكتفاء بـ "اتفاق إطار" يعالج جميع القضايا في مستوى مبدئي ولا يتناول التفاصيل من نوع خطة ألين الأمنية، وبين مسار تدريجي نحو اتفاق دائم تكون خطة ألين فيه تسوية مؤقتة، إلى جانب دولة فلسطينية في حدود مؤقتة".