توارى معرض جدة للكتاب عن الأنظار 12 عاما، منذ آخر انطلاقته، أمام حضور المعرض الدولي للكتاب عام 2006. وشهدت جدة منذ عام 1994 عدة معارض للكتاب حتى عام 2006، تداخلت في تنظيمها عدة جهات قبل أن يصدر قرار عام 2008 بإسناد مسؤولية معارض الكتب إلى وزارة الثقافة والإعلام. ويرى البعض أن المعرض في أول تنظيم له من قبل الغرفة التجارية الصناعية بجدة عام 1994، ولد «قيصريا» لما واجهه في البداية من صعوبات، لينظم بهدوء، ولكنه في عام 2000 سجل حضورا في الوعي الاجتماعي، فألقى بظلاله الإيجابية على بقية المعارض التالية. واعتبر مثقفون أن عودة معرض جدة للكتاب، عودة لأنفاس الحياة لعروس البحر الأحمر، خصوصا لما له من أهمية على الناشر العربي والقارئ السعودي، و«جدة» مدينة تعج بالمثقفين، ويأتيها كبار المثقفين من داخل المملكة وخارجها، فأصبحت منبعا للفكر والثقافة والأدب، وولادة للمبدعين الكبار. إذن، كان معرض جدة للكتاب حلما انتظره الكثير من المهتمين بالشأن القرائي؛ ليكون عرسا ثقافيا كبيرا في الساحل الغربي من المملكة، وفتح أفق جديد لكل من له صلة بالمعرفة. فهل سيلبي معرض جدة الدولي للكتاب تطلعات وطموحات الأطراف المعنية بالثقافة والأدب والعلوم بمختلف أنواعها؟ وهل سيكون إثراء للمخزون المعرفي والحضاري والثقافي؟ هذا ما يأمله المثقفون وأصحاب الفكر والمتطلعون للثقافة والمعرفة.