×
محافظة المنطقة الشرقية

مساهمة برنامج “عطني فرصة.. لا لفقد الوظيفة” في تخفيف العقوبة

صورة الخبر

قريبا جدا سوف تشيع هذه الكلمة إن لم تكن شاعت وانتهى الأمر، فـ «السنابيون» قادمون، يحملون سلاحهم الصغير بين أيديهم، هاتفا ذكيا، له أن يغير حياتنا عبر هذا التطبيق، الذي سأخبركم ببعض أسراره و«بلاويه» على مدى حلقتين. بداية من هم «السنابيون»؟، ومن أين أتوا؟، هم أولئك الأشخاص الذين يستخدمون برنامج التواصل الاجتماعي المسمى «سناب شات»، ومفرده «سنابي»، والحقيقة أنني لم أعرف مدى قوة هذا المصطلح الجديد إلا بعد أن دخلت مُجبرا مجتمع «السنابيين» وصرت واحدا من عالمهم الافتراضي العجيب، مجتمع يضم آلاف البشر حول العالم ممن جذبهم برنامج «سناب شات»، ووطد بينهم العلاقات على غير موعد ولا ترتيب، فصار مجتمعا افتراضيا بعد أن تمكنت القدرة التكنولوجية الهائلة من إيجاد مجتمع موازٍ للمجتمع الفعلي، ومن ينكر قوة هذا المجتمع فلا بد أنه يعيش خارج الزمن!! لاشك أننا جميعا نتذكر لحظة ظهور برنامج «تويتر» وحجم دهشتنا منه، حتى عشنا حالة التوجس والخوف والرهبة لكونه البرنامج النقلة في حياة الناس، وربما كنا نتوقع أن «تويتر» الفكرة الخلاقة التي لا بعدها ولا قبلها في برامج التواصل الاجتماعي فخاب توقعنا، بظهور البرنامج «الأصفر» ومعه مجتمع «السنابيين»، وليتشكل بين غمضة عين وانتباهتها مجتمعهم «السنابي». وللتذكير، فإن هذا المقال ليس ترويجا لـ «سناب شات»، فهو لا يحتاج أصلا إلى تسويق، ولكنني ألفت الانتباه إلى ما تسير إليه المجتمعات الإنسانية ـ شاءت أم أبت ـ من تغيرات مذهلة في كيفيات التواصل، ومن كسرٍ لحاجز الخصوصيات، وكأن الأمور تتفلّت من أيدينا دون إرادة منا ولا اختيار، وهذا أمر سأتركه لمخيلة قارئي الكريم، وسأدخل مباشرة لتعداد خصائص مجتمع «السنابيين»، مع توضيح موجز لأصل هذا البرنامج وظروف ابتكاره. «سناب شات» هو تطبيق رسائل مصورة وضعه (إيفان شبيغل) و(روبرت مورفي)، ثم طلبة جامعة (ستانفورد)، وهو تطبيق تراسل لمشاركة الصور ومقاطع الفيديو، وميزته الفريدة هي إمكانية عرض الصورة أو مقطع الفيديو لمدة وجيزة قبل أن تختفي للأبد، ويكفي أن اعبّر عن إدهاش هذا البرنامج بالجملة التي اطلقها البيان الرسمي أثناء تسويقه، وتقول «يشعركم وكأن الشخص الذي تتحدثون معه معكم في نفس الغرفة». أعود لاستعراض خصائص «السنابيين»، وأولها أن مجتمعهم الافتراضي لا يعترف بعزلة أفراده أو خصوصياتهم، فإما أن تقرر بوصفك «سنابيا» كسرها أو لن تكون «سنابيا» مطلقا، وهو ما يبرره بشكل دقيق مغامرة بعض المشايخ وبعض المشاهير وبعض السياسيين حين اتخذوا قرارهم الصعب بالتحول إلى «سنابيين»، فكانت الضريبة التي دفعوها خلع عباءة الرسمية، وتحطيم هالة الأبراج العاجية التي كانوا يسكنونها، وباتوا كاشفين يومياتهم وأبسط حالات حياتهم وأكثرها عادية، وهذا أمر يوفره المجتمع «السنابي» بامتياز. من خصائص «سناب شات» أنه يمتلك طريقا سهلا للغاية للشهرة ولصناعة المشاهير، فأفراده ليسوا بحاجة إلى طرق باب «هوليود» ولا «بوليود» ولا كل فضائيات الدنيا، ولا يتوسلون محرري الصحف الصفراء ولا حتى البيضاء، فـ «سناب شات» يمنحهم رخصة الشهرة على طبق من ذهب، فقط بعرض يومياتهم التلقائية والمباشرة، ولهذا لا تستغرب أبدا إن تفاجأت بشخص مغمور تعرفه تمام المعرفة وباتت تلاحق «سناباته» ملايين الناس، ولا تندهش إن دخلت سوقا تجاريا ورأيت كاميرات التلفزيونات والصحافة تنتظر شخصا قد لا تعرفه، ولكن الناس يركضون للتصوير معه، وتيقن بأنه قادم من مجتمع غير مجتمعك، هو مجتمع «السنابيين»، الذين سلكوا معايير جديدة للشهرة والمشاهير.. (يتبع).