كنت أظن أن أشعب شخصية خيالية تروى عنها العديد من القصص الشعبية ،ولكن الواقع أكد غير ذلك حيث كان مولى لعبدالله بن الزبير وقامت بتربيته السيدة أسماء بنت أبي بكر، ويروى أنه تأدب وقرأ القرآن وجوّده وحفظ الحديث، لكن هزله وظرفه ودعابته صرفت الناس عن الأخذ بجدية ما يرويه حتى أنه قيل (ضاع الحديث بين أشعب وعكرمة). والقصة التي تروى أن أشعب قال (حدثنا عكرمة عن ابن عباس أن رسول الله قال: لا يخلو المؤمن من خلتين) وسكت، فقيل له .. ما هما؟ فقال الأولى نسيها عكرمة والثانية نسيتها أنا. يعرف عن أشعب أنه طماع، حسن الدعابة وميال للتطفل ، ويضرب به المثل في الطمع حتى أنه ذكر في أمثال العرب فقيل (أطمع من أشعب) إذاً اسم أشعب مرتبط بكثير من القصص والنوادر في كتب الأدب وهي تعكس جانباً من الصور الاجتماعية والسياسية بين الطبقة الوسطى تحديداً وكيف وجدت هذه النوادر قبولاً في الأوساط الشعبية آنذاك. يروي أشعب ويقول: أتتني جاريتي بدينار ووضعته تحت المصلى ثم جاءت بعد أيام تطلبه، فقلت لها خذي ما ولد فوجدت معه درهماً فأخذت (الوليد) الدرهم، ثم عادت بعد جمعة تبحث عن الدينار فقال لها أشعب لقد مات في النفاس فبكت بألم وولولت، فقال لها أشعب :أيتها المرأة آمنت بالولادة وأخذت الدرهم فلمَ لا تؤمنين بموت الدينار؟! والإخوان المهتمون بنوادر الحارات والمواقف الحرجة لديهم مكنوز كبير في العصر الحديث حيث لا يزال بعض من هذه الشخصيات التي تشبه أشعب الطماع تعيش بيننا. روى لي والدي يرحمه اللّه أنه جاءت والدة أحد الزعماء إلى الحرم وبعد الطواف وخلف مقام سيدنا إبراهيم قدم لها أحد الزمازمة شيئاً من زمزم إلا أن أنظار الآخرين كانت بالمرصاد لا سيما أن هذه السيدة عرفت بسخائها وكرمها فكان العطاء نصف ريال فضة، فعندما عرف الزمزمي ما تقاضاه لم يخفه وإنما فتح يده ليرى الآخرون ما تقاضاه.. مردداً كثر الله خيرك، الله يزيدك من واسع فضله: وهكذا. والنوادر عديدة قد يكون من المناسب جمع شيء منها للتفكه ونزع الابتسامة، ونلقاكم بخير. Qadis@hotmail.com للتواصل مع الكاتب ارسل رسالة SMS تبدأ بالرمز (4) ثم مسافة ثم نص الرسالة إلى 88591 - Stc 635031 - Mobily 737221 - Zain