×
محافظة المنطقة الشرقية

إطلالات مُذهلة وقعها "ايلي صعب" في 2015.. لنتذكرها معاً!

صورة الخبر

أعزائي القراء، هل الكلام هو الطريقة الوحيدة ليقتنع الناس بمنهجنا وأفكارنا؟ ألا يمكن تغييرهم ونقلهم من عالم إلى عالم آخر بالسلوك وحسن الأخلاق وطريقة التعامل؟! يشهد لذلك مئات القصص والمواقف في السيرة والتأريخ والواقع. كنت قبل ١٦ عشر عاماً في زيارة علمية لأمريكا لعدة ولايات، لأجل بحث الدكتوراه حول القلق والبرامج المصممة لعلاجه هناك، وزرت عدة ولايات منها ولاية أوهايو؛ حيث التقيت بمجموعة من الطلبة كان من ضمنهم طالب الدكتوراه آنذاك أحمد التركي - عميد كلية خدمة المجتمع في جامعة القصيم حالياً -، فروى لي موقفاً مؤثراً لصديق سعودي يدرس هناك، يقول: إن هذا الصديق ذهب للجامعة كالعادة وهو باحث في الدكتوراة، وكان ذلك اليوم يوماً مطيراً شديداً، والطلبة ينتقلون من مبنى لمبنى آخر، فكانت شدة الأمطار تعيقهم، إلا من كان معه مظلة فإنه يجتاز المطر بسرعة. كان هذا الطالب معه مظلته، فاجتاز الممر مسرعاً، ولما هم بالدخول رأى امرأة أمريكية ترتجف من البرد والمطر ولا تملك مظلة، فرأف بحالها وقدم لها المظلة وانصرف لشأنه تاركاً إياها بين الفرح والدهشة. بعد عدة أيام لقيته المرأة مصادفة في الجامعة، فأعطته المظلة، ثم سألته عن الدافع وراء إعطائها إياها؟ وكان الطالب ذا قيم وهم تجاه دينه، فاقتنص الفرصة ليجيبها بأن ذلك من باب الإحسان الذي يحث عليه دين الإسلام، سألته عن هذا الدين فأجابها، ودلها على كتب تعرف به ودلها على المركز الإسلامي، وعلم لاحقاً أنها ذهبت للأخوات المسلمات والتقت بهن وأشهرت إسلامها وأصبحت من عدادهن، بل في مقدمتهن خلقاً وديناً.. أرأيت كيف غيرت المظلة حياة هذه المرأة وفتحت لها حياة أخرى؟ وكيف أن خلق هذا الشاب النبيل أدى لتغيير جوهري في حياة إنسان آخر بدون صخب أو ضجيج؟! تماما كما فعل النبي - صلى الله عليه وسلم - مع جاره اليهودي لما زاره النبي لعيادة ابنه فكانت مواساة لمريض وزيارته، فدعاه للإسلام فأسلم. هذه السلوكيات هي التي نشرت الإسلام في جزر الأرخبيل وجاوه وسومطرة وأمان الله مانيلا وبعض دول أفريقيا مثل مالي وتشاد وغانا وغينيا، وبعض دول أوروبا. إن دعوة الأخلاق تأسر العقول والقلوب أشد من فصاحة اللسان وتدفق البيان، وذلك السلوك من المبتعث يعطي صورة إيجابية عن أخلاق مبتعثينا وسلوكياتهم التي تدعو للإيمان، والتي نتمنى أن تتابع وتنتشر.. وما أحوجنا لنشر هذه النماذج الإيجابية وتشجيعها، بدلاً من نشر الأخطاء وتضخيمها، مع وجودها ولا شك، لكن كما في الجو قتام وفي الثوب سواد، فهناك في الجو نفسه صفاء ونقاء وفي الثوب ذاته بياض ونصوع وجمال..