ليست هذه المرة الأولى التي تستضيف فيها المملكة العربية السعودية اجتماعات المجلس الأعلى لقادة دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية. إذ سبق للعاصمة السعودية الرياض أن استضافت أعمال الدورة ست مرات بدءاً من الدورة الثانية، حفلت بالكثير من التطورات والمبادرات والقرارات التي باتت تصب في خدمة المواطن الخليجي أولاً ورفعة شأنه بصفته المكون الأول لدول المجلس. ففي 11 نوفمبر من عام 1981 عقدت الدورة الثانية لاجتماع قادة دول مجلس التعاون بدعوة من الملك الراحل خالد بن عبدالعزيز آل سعود حيث استعرض المجلس الوضع السياسي والاقتصادي والأمني في منطقة الخليج في ضوء التطورات آنذاك، وأعلن عزمه على مواصلة التنسيق في هذه المجالات لمواجهة الأخطار المحيطة بالمنطقة وزيادة الاتصالات بين دول المجلس من أجل درء هذه الأخطار. وناقش المجلس أيضاً كل المحاولات التي كانت تقوم بها القوى الأخرى التي تستهدف إيجاد مواقع لها في منطقة الخليج لتهديد أمنه وسيادته، معلنًا رفضه لهذه المحاولات، وجدد المجلس إيمانه بأنه لا سبيل لتحقيق سلام عادل في الشرق الأوسط إلا بانسحاب إسرائيل من جميع الأراضي العربية المحتلة بما فيها القدس الشريف وإزالة المستعمرات الإسرائيلية التي تقام على الأراضي العربية. الدورة الثامنة وتلبية لدعوة خادم الحرمين الشريفين الملك الراحل فهد بن عبدالعزيز آل سعود، عقدت الدورة الثامنة للمجلس في الرياض في الفترة من 26 إلى 29 ديسمبر 1987. وشهدت القمة افتتاح مقر مجلس التعاون لدول الخليج العربية في الرياض. واستعرض المجلس الأعلى مسيرة التعاون بين الدول الأعضاء في المجالات السياسـية والأمنيـة والعسكرية والاقتصادية والاجتماعية، كما استعرض تطورات الحرب العراقية الإيرانية والوضع في الخليج والوضع العربي والقضية الفلسطينية ومشكلة لبنان. وفي عام 1993 استضافت الرياض القمة مجددًا برعاية الملك فهد بن عبدالعزيز واستعرض المجلس الأعلى تطور المسيرة الخيرة لمجلس التعاون فـي المجالات السياسية والأمنية والعسكرية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية. وبحث القادة تطورات الأوضاع الإقليمية والمستجدات في منطقـة الخليج في ضوء خرق النظام العراقي لشروط وقف إطلاق النار التي حددهــا القرار 687 من خلال استمراره في نهج سياسة المماطلة في تنفيذ قرارات مجلس الأمن ذات الصلة بعدوانه ومواصلته ترديد مزاعمه التوسعية فــي دولة الكويت وتهديد سيادتها واستقلالهـا وتعريضه الأمن الإقليمي للخطر. الدورة الـ20 وفي 27 نوفمبر لعام 1999 افتتح خادم الحرمين الشريفين الملك الراحل فهد بن عبدالعزيز اجتماعات الدورة الـ20 للمجلس الأعلى لمجلس التعاون لدول الخليج العربية بقصر الدرعية بالرياض. وأعلن وزير الخارجية الراحل الأمير سعود الفيصل، بعد انتهاء أعمال القمة عن اتفاق القادة على فئات الرسوم الجمركية (سلع معفاة.. سلع أساسية). وكشف أن الاتحاد الجمركي لدول المجلس سيتم تطبيقه في مارس عام 2005. وفي يوم 9 ديسمبر 2006 افتتح الملك الراحل عبدالله بن عبدالعزيز اجتماعات الدورة الـ27 للمجلس الأعلى لمجلس التعاون قمة جابر وذلك بقصر الدرعية بالرياض. واستضافت الرياض في 19 ديسمبر من عام 2011 اجتماعات الدورة 32 للمجلس الأعلى لمجلس التعاون لدول الخليج العربية حيث افتتحها خادم الحرمين الشريفين الراحل الملك عبدالله بن عبدالعزيز. نتائج وعقد الأمير سعود الفيصل وزير الخارجية - رحمه الله - بحضور الأمين العام لمجلس التعاون د. عبد اللطيف الزياني مؤتمرًا صحفيًا شدد فيه على أن أبرز النتائج من القمة كانت ترحيب قادة دول المجلس ومباركتهم للمقترح الذي ورد في خطاب خادم الحرمين الشريفين - رحمه الله - للانتقال من مرحلة التعاون إلى مرحلة الاتحاد وتشكيل هيئة بواقع ثلاثة أعضاء من كل دولة لدراسته من مختلف جوانبه، مؤكدًا أن هذه الخطوة من شأنها الدفع بهذه الأهداف والغايات على النحو المأمول وذلك تماشيًا مع النظام الأساسي للمجلس الذي ينص على تحقيق التنسيق والتكامل والترابط بين الدول الأعضاء في جميع الميادين وصولاً إلى وحدتها.