كثيراً ما تسمع في بيئة الأعمال: هذا الموظف يغرد خارج السرب، أو هذا الموظف لا يعرف الأصول، أو أنه هو أو هي، لم يتأقلم مع ثقافة العمل، أو هذا غريب الأطوار، وكلها من الكلمات والأوصاف التي تجعل العمل هو الأساس، والموظف الذي يجب أن يخضع. التوجه الحديث، هو العكس، إذا لم تجد نفسك في تطابق مع بيئة العمل التي أنت فيها اليوم، ربما حان الوقت لتبحث عن عمل جديد، فالتطابق لا يعني بالضرورة، أنه الأفضل لك، فكل شخص يحمل معه سحره، وهويته الخاصة، وقدراته، التي تحتاج أن يُعترف بها، والتي من حقها أن تظهر وتظهر عن غيرها، افترض وجود بلبل يغرد بأنغام صافية عذبة ومميزة، وجد نفسه في وسط سرب من الحمام، ذي الهديل، فكلما أخرج مقطوعة سيمفونية من تغريداته، قالت بقية الحمام اصمت هذا نشاز، هذا مخالف لما نحن فيه من انسجام، فهل يفترض هنا، أن يطوع البلبل صوته ليكون هديلاً؟ أم عليه أن يجد السرب المناسب الذي يقدر عذوبته. هذا الفرق ليس تقليلاً من دورك ولا من دور بيئة العمل، فكل بيئة لها خصائصها، فمن يعمل في قناة الجزيرة مثلا، مذيعاً، ومن يعمل في قناة آ آر تي، مذيعاً أيضاً، ولكن متطلبات كل منهما، تختلف عن الآخر، في الكلام، والعرض، والشخصية. فلو كنت جاداً، وغير مضيع للدوام، وتؤدي ماهو مطلوب منك في موعده، ولكنك تحتاج أن تغير شخصيتك، لتنسجم مع متطلبات عملك الحالي، فربما حان الوقت لتبحث عن العمل البديل، المناسب، والمتطابق مع شخصيتك. #القيادة_نتائج_لا_أقوال تقول الكاتبة والمفكرة الأمريكية مايا أنجولا: الشخصية القيادية المؤثرة، يمكنها بخيال جامح واحد، أن تزيح ألف حقيقة وحقيقة.