أعلن مبعوث الأمم المتحدة لليمن إسماعيل ولد الشيخ أحمد، أمس الاثنين، أن محادثات السلام بين الأطراف المتحاربة في البلاد ستبدأ في سويسرا يوم 15 ديسمبر/ كانون الأول، داعياً تلك الأطراف إلى احترام هدنة إنسانية من هذا التاريخ، غير أن مصادر حكومية يمنية أكدت أن سريان تنفيذ أي هدنة إنسانية مرهون بمدي التزام الانقلابيين فعليا بتنفيذ القرار 2216. ودعا ولد الشيخ أحمد، في مؤتمر صحفي بجنيف، كل أطراف الحرب إلى احترام هدنة إنسانية من هذا التاريخ بهدف خلق أجواء بناءة للمفاوضات، مدينا في الوقت ذاته التفجير بسيارة ملغومة والذي أسفر عن اغتيال محافظ عدن قائلاً إنه: يوضح الخطر الذي يواجه اليمن إذا لم تجر المفاوضات سريعاً. وأضاف المبعوث الأممي أن المشاورات تسعى إلى تأسيس وقف إطلاق نار دائم وشامل وتحسين الوضع الإنساني والعودة إلى عملية انتقال سياسي سلمي ومنظم. وأوضح أن الأزمة في اليمن لن تنتهي سوى من خلال حل سياسي معربا عن قناعته القوية بأن السبيل الوحيد لإنهاء معاناة الشعب اليمني وإعادة بناء الثقة والاحترام المتبادل لن تأتي إلا من خلال الحوار السلمي والشامل. وأشار إلى أن كلا من الحكومة اليمنية والحوثيين وأطراف أخرى ذات صلة سيشاركون في المحادثات بحضور ثمانية مفاوضين وأربعة مستشارين لكل وفد ، بهدف وضع خطة لتنفيذ قرارات مجلس الأمن ذات الصلة بما في ذلك القرار 2216 الذي من شأنه اعادة البلاد مرة أخرى إلى مسار انتقال سلمي ومنظم على أساس مبادرة مجلس التعاون الخليجي ونتائج الحوار الوطني. وطالب المبعوث الخاص بالانخراط بحسن نية في البحث عن حل سياسي دائم لليمن يلبي التطلعات المشروعة للشعب اليمني من أجل السلام والاستقرار والازدهار. كما حث جميع الأطراف إلى احترام وقف كامل للعمليات الحربية اعتباراً من 15 ديسمبر/كانون الأول من أجل خلق بيئة مواتية للمحادثات وإعطاء اليمنيين راحة من العنف في الأشهر الأخيرة. وكانت مصادر حكومية أكدت أن سريان تنفيذ أي هدنة إنسانية طارئة مرهون بمدى التزام الحوثيين فعليا بتنفيذ القرار 2216، مشيرة إلى أن مثل هذه الهدنة سيتم إقرارها في حال قدم الانقلابيون التزامات جادة بتنفيذ القرار الدولي خلال مشاورات جنيف المرتقبة منتصف الشهر الجاري. وكشفت المصادر في تصريحات لالخليج عن رفض الانقلابيين طلبا للمبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة بوقف متدرج للحرب الداخلية ، يبدأ قبيل انعقاد مشاورات جنيف من خلال فك الحصار غير المشروع على محافظة تعز كبادرة الثبات حسن النوايا. واعتبرت المصادر أن العمليات العسكرية لقوات التحالف والمقاومة والجيش الوطني لن تتوقف خلال فترة انعقاد مشاورات جنيف لمنع استغلال الانقلابيين لأي هدنه طارئة في إعادة ترتيب صفوفهم ونقل أسلحة وتعزيزات لمناطق التماس القائمة. ولفتت المصادر إلى أن الاعتقاد السائد لدى الحكومة اليمنية ودول التحالف بأن الانقلابيين غير جادين في الدفع بالحل السياسي للأوضاع في اليمن ، وأن مشاركتهم في مشاورات جنيف المرتقبة يستهدف فقط كسب المزيد من الوقت ونوع من المناورة السياسية ليس أكثر. من جانبه أعرب الناطق باسم جماعة الحوثي الانقلابية عن انفتاح جماعته لإجراء حوار جاد ومسؤول، مؤكدا انه التقى ولد الشيخ مرتين، أمس الأول، وناقش وفريقه مسودة، ومكان وتاريخ الحوار المزمع عقده منتصف الشهر الحالي، وسُبل وقف إطلاق النار وما يليها من خطوات بناء الثقة، حد تعبيره. الى ذلك قال ياسر العواضي الأمين العام المساعد لحزب المؤتمر الشعبي العام، الذي يتزعمه المخلوع صالح، في تغريدة له، أمس الأول، على حسابه الرسمي بموقع التواصل الاجتماعي تويتر: أنهينا الجلسة الثانية مع المبعوث الأممي، وتوافقنا على القضايا الرئيسية لمشاورات سويسرا وموعدها في 15 ديسمبر.