عبر أمين عام مجلس التعاون الخليجي عبداللطيف بن راشد الزياني, عن إدانته حادث اغتيال محافظ عدن اللواء جعفر محمد سعد وستة من مرافقيه, إثر هجوم إرهابي استهدف موكبه بسيارة مفخخة أثناء توجهه إلى مقر عمله اليوم, واصفاً الهجوم الإرهابي بأنه جريمة مروعة تتنافى مع القيم والمبادئ الإنسانية والأخلاقية. وقد قتل محافظ عدن في جنوب اليمن اللواء جعفر سعد بتفجير سيارة مفخخة، الأحد، تبناه تنظيم داعش، وسط المدينة الساحلية التي أعلنها الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي عاصمة مؤقتة للبلاد. وأفادت مصادر أمنية أن تفجير سيارة مفخخة في حي التواهي، أدى إلى مقتل المحافظ وعدد من مرافقيه. وشكل الرئيس هادي، الأحد، لجنة تحقيق في عملية اغتيال المحافظ يشرف عليها هو شخصياً. وأدانت الحكومة اليمنية الحادث، واصفة الهجوم بالعمل الإجرامي الجبان. وقالت الحكومة في بيان بثته وكالة الأنباء اليمنية: إن المحافظ لم يكن ذاهبا إلى ساحة المعركة للقتال حتى يتم استهدافه بسيارة مفخخة، بل إنه كان في طريقة إلى مقر عمله. ووجهت الحكومة اليمنية الأجهزة الأمنية بسرعة الكشف عن ملابسات هذه الجريمة وضبط الجناة وتقديمهم للعدالة لينالوا جزاءهم العادل جراء ما فعلوه من جرم بحق الأبرياء. وقال مدير أمن عدن، العميد محمد مساعد: إن العملية تمت بواسطة سيارة مفخخة انفجرت عند أحد المنعطفات القريبة من مقر قيادة المنطقة العسكرية الرابعة في التواهي، ما أدى إلى استشهاده (المحافظ) على الفور مع ستة من مرافقيه. وتبنى تنظيم داعش في بيان تداولته حسابات مؤيدة على مواقع التواصل الاجتماعي، التفجير. وقال البيان الذي حمل توقيع ولاية عدن أبين: إنه بعملية أمنية خطط لها بدقة، تم قتل.. جعفر محمد سعد (...) وذلك بتفجير سيارة مفخخة مركونة على موكبه عند مروره في حي التواهي. وأشار البيان إلى مقتل سعد وثمانية من حراسه. وتداولت مواقع التواصل الاجتماعي صوراً قيل إنها للحظات الأولى التي تلت التفجير. وأظهرت الصور سيارة رباعية الدفع بيضاء اللون تعود للمحافظ حسبما ورد في المواقع، تحترق بالكامل على طريق يقع على تلة. وبدت السيارة وحيدة على الطريق، ما يرجح أن موكب المحافظ كان يتألف منها فقط. وتشهد عدن وضعا أمنيا متدهورا، منذ أن استعادت القوات الموالية للرئيس هادي المدعومة من التحالف العربي في يوليو الماضي، أجزاء منها كانت بيد المتمردين الحوثيين وحلفائهم من القوات الموالية للمخلوع علي عبدالله صالح. وتمكنت قوات هادي بعد ذلك من استعادة أربع محافظات جنوبية هي لحج والضالع وأبين وشبوة. ويأتي مقتل المحافظ غداة مقتل رئيس محكمة الإرهاب في عدن محسن محمد علوان وأربعة من مرافقيه، بإطلاق النار عليهم من مسلحين مجهولين في حي المنصورة، ومقتل عقيد في الشرطة العسكرية بالطريقة نفسها . وتسلم اللواء جعفر سعد مهماته في الأسابيع الماضية، وهو مقرب من الرئيس هادي الذي عاد إلى عدن منتصف نوفمبر منذ تقدم الحوثيين نحو جنوب اليمن. وكان تنظيم داعش تبنى في السادس من أكتوبر، هجوما ضد المقر المؤقت للحكومة اليمنية في عدن، إضافة إلى مقرات تابعة لقوات التحالف العربي في المدينة. ويشهد اليمن منذ أكثر من عام نزاعاً دامياً بين المتمردين الحوثيين من جهة، والقوات الموالية للرئيس هادي المدعومة من التحالف العربي. مباحثات السلام وتأتي هذه التطورات غداة زيارة قام بها مبعوث الأمم المتحدة إلى اليمن إسماعيل ولد الشيخ أحمد إلى عدن، ولقائه الرئيس هادي سعيا لعقد مباحثات بين طرفي النزاع في 12 ديسمبر الجاري، بحسب ما أفادت مصدر مقرب من الرئاسة اليمنية، السبت. وأكد المصدر أن هذه المهمة ستواجه صعوبة كبيرة في ضوء مواقف الانقلابيين السياسية والعسكرية، وأسلوب المماطلة الذي يتبعونه، في إشارة إلى الحوثيين، مضيفا أن هؤلاء لم يقدموا دليلا على استعدادهم لتطبيق قرار مجلس الأمن الرقم 2216، لا سيما لجهة الانسحاب من مناطق سيطرتهم أو تسليم السلاح. ونقلت وكالة الأنباء سبأ عن المبعوث الدولي قوله بعد لقائه هادي لأكثر من ساعة، أن موعد المشاورات سيتم تحديده خلال الأيام القليلة القادمة. وقال مكتب الرئيس اليمني هادي: إن ولد الشيخ اجتمع مع هادي، يوم السبت، في عدن لمناقشة سبل دفع محادثات السلام بين حكومته التي تتخذ من عدن مقرا لها وقوات الحوثيين. وأخفقت جهود سابقة بقيادة الأمم المتحدة لحل الأزمة عبر الحوار مع استمرار القتال في أنحاء مختلفة من البلاد. ورحب هادي في بيان في وقت سابق، يوم السبت، بالمحادثات التي من المتوقع أن تُعقد في جنيف. وقال هادي في صفحته على فيسبوك بعد مقابلة المبعوث الدولي: رغم المعاناة والجراح إلا أن أيدينا ممدودة دوما للسلام انطلاقا من مسؤولياتنا الوطنية والإنسانية تجاه شعبنا. وهذه المرة هي الأولى التي يقوم فيها المبعوث بزيارة رسمية لعدن.