×
محافظة المنطقة الشرقية

الجيل يعبر الطرف بثلاثية استعداداً لركاء

صورة الخبر

ينتمي اللاعب يوسف السالم بقامته الطويلة وأهدافه المميزة وخاصة بالرأس إلى جيل المهاجمين السعوديين الكبار الذين تميزوا في نفس الأسلوب التهديفي ، ويعيدنا السالم بهذا التخصص للذكريات الجميلة مع المهاجمين محمد السويد وحسام أبو داود، هذين النجمين اللذين يتطابقان فكرا وأداء مع السالم بل وفي تركيبة البنية الجسمانية تقريبا، فالسالم تحديدا يعتبر من المهاجمين السعوديين الذين يعرفون الطرق للمرمى، لإمكاناته ولحسه التهديفي، إلا أن اللاعب يعاني حاليا رغم كتمانه وعدم حديثه من قيود دكة البدلاء التي كبلته طويلا مع المنتخب السعودي الذي استبعد من قائمته الأخيرة التي ستواجه العراق أول أيام عيد الأضحى المبارك في الأردن ضمن التصفيات المؤهلة لكأس آسيا 2015، وكذلك حينما كان يلعب للشباب، وحاليا وهو يمثل فريق الهلال. وللسالم تاريخ وسجل حافل لا بأس به، ولعل تجربته مع الفريق الاتفاقي كانت الأكثر حضورا حينما كان المهاجم الأول في الفريق، ولكن وبعد انتقاله للهلال لم يضمه مدرب المنتخب السعودي الأول لوبيز كارو (أسباني) حيث وجده غير جاهز وغير مقنع وهو يعود لدكة الاحتياط بعد أن كان يرى فيه أنه مهاجم مميز فماذا حدث؟ البداية في القادسية عرفت الملاعب السعودية اللاعب يوسف السالم عبر نادي القادسية، حيث برز في صفوف مهاجمي الفريق عبر تميزه في التهديف، وهزه للشباك بطرق عدة توحي بميلاد نجم واعد، وبالفعل كانت التوقعات في محلها حيث برز اللاعب مبكرا، وعرف بالاعتماد عليه في منتخبات الفئات العمرية، مما جعله محط أنظار الأندية السعودية التي كانت تفتقر لهداف في خامة يوسف السالم والتي من أبرزها الطول وإجادته الألعاب الهوائية. كان السالم ورغم الحال القدساوي فنياً لاعبا يسجل في معظم المباريات ويمتاز بطريقة ارتقائه للكرات العالية، ويصطادها برأسه ويغرزها في المرمى، فضلا عن أنه يجيد التوغل والتمركز في منطقة جزاء المنافسين. للنجومية تقديرها ولأن يوسف السالم جذب انتباه الرياضيين بقدراته، فقد اعتبره الإعلام والجمهور هدافا مميزا يستحق العروض المغرية من الأندية الكبيرة، وهذا ماحدث بالفعل، ففي عام 2006 انتقل اللاعب إلى نادي الشباب السعودي انتقالا نهائيا مقابل 3 ملايين و300 ألف ريال، فكان حاضرا كما توقع منه الشبابيون على الرغم من أنه بقي لاعباً احتياطيا في معظم المباريات، وهذا الأمر لم يمنع الأندية الأخرى من مغازلته للتعاقد معها لدعم صفوفها بما يمتلكه من إمكانيات. مشواره مع الاتفاق بعد أن أمضى السالم ثلاث سنوات مع الشباب، جاءته الفرصة لينتقل للفريق الاتفاقي عام 2009 ليكون المهاجم المميز في الفريق حيث سجل للاتفاق العديد من الأهداف وكان نجماً لامعا مع الفريق حينما كان الاتفاق منافسا على بطولات الدوري قبل ثلاثة مواسم، بل ساهم اللاعب فيما قدمه الاتفاق في البطولة الآسيوية للأندية فأهدافه بقيت راسخة في الأذهان، وبقي السالم وقبيل رحيله عن الاتفاق هداف الفريق الموسم الماضي برصيد 8 أهداف في ظل تواضع المستوى الفني العام للفريق. الفرصة في الهلال ذهب يوسف السالم إلى الهلال هذا الموسم، بعد أن باءت محاولات إبقائه اتفاقيا بالفشل، لينتقل حرا للهلال في صفقة رآها الشارع الرياضي السعودي أنها صفقة ممتازة للفريق الهلالي الذي كان يعاني من الهجوم، وقبلت الجماهير الهلالية الصفقة بسعادة بالغة لإدراكها بأن السالم هداف متمكن له صفات تؤهله لأن يكون هداف الفريق أو كأقل تقدير مساهماً في حل مشكلة الهجوم التي طرأت لابتعاد ياسر القحطاني عن أجوائها، ومعه عدد من الأجانب الذين تمت الاستعانة بهم. مثلث رعب أن يتكون الهجوم الهلالي من المهاجمين الهدافين الذين يتميزون بصفات التهديف على اختلافها وهم ياسر القحطاني ويوسف السالم وناصر الشمراني فإن ذلك يعني أن الفريق الهلالي يمتلك مثلث رعب، حيث إن لكل من الثلاثي المهاجم إمكانياته وطريقته وأسلوبه، وبتعبير أدق فإن كل مهاجم منهم يعطي للهجوم صفة خاصة، فعلى سبيل المثال ذكاء القحطاني وأسلوبه في المراوغة وطريقة تهديفه، وقوة وسرعة ناصر الشمراني، فيما يكون يوسف السالم كصندوق يترجم كل كرة بطريقتين الأولى بالقدم والثانية بالرأس وهي الصفة الأبرز فيه، وهذا يؤكد أن توجه الهلاليين لأن يشكل السالم مع القحطاني والشمراني قوة هجومية كان الهدف منه استغلال إمكانية كل لاعب حسب معطيات كل مباراة، وأهميتها بالطبع، خاصة حينما يضطر الجهاز الفني في الفريق لتعزيز هذه الخانة بالقوى الهجومية حسب ما تأتي به الظروف. مشكلة الاحتياط رغم أن يوسف السالم انتقل للهلال لتلك الفكرة وهي تكوين مثلث رعب في هجوم الفريق، إلا أن اللاعب وقع في مشكلتين، الأولى أن طريقة المدير الفني للهلال سامي الجابر تعتمد على مهاجم واحد، والثانية أن السالم يحتاج لعمل جبار كي يزاحم النجمين القحطاني والشمراني على الخانة، وهاتان المشكلتان جعلاته صديقاً لدكة البدلاء بالرغم من غياب القحطاني لدواعي الإصابة، وستكون مشاركة السالم حتمية عند الاستعانة به، أو بغية دفعه لزيادة الغلة الهلالية من الأهداف وإراحة المهاجم الأساسي الحالي ناصر الشمراني. وما يميز السالم أنه لا يكترث بخصوص الجلوس في دكة الاحتياط، حيث سبق أن مر بهذه الحالة كثيرا مع فريق الشباب ومع المنتخب، وسبق أن قال حينما كان مع المنتخب: "ليس مهماً أنا أو نايف أو أي مهاجم ولكن المهم هو أن نفوز ونفرح الوطن". قصته مع كارو كافأ يوسف السالم مدربه لوبيز كارو الذي وضع ثقته فيه ليقوده لانتصاره الثالث على التوالي مع السعودية حين فازت 2ـ1 في إندونيسيا بتصفيات كأس آسيا لكرة القدم، وسجل السالم هدفيه في شباك إندونيسيا بضربتي رأس، وبدا أن المدرب كارو عثر على المهاجم الصريح الذي يبحث عنه في ظل تذبذب مستوى نايف هزازي لاعب الشباب الحالي صاحب هدف الفوز على الصين في المباراة التي انتهت 2ـ1 في الجولة الافتتاحية للتصفيات الآسيوية، ونقلت وسائل إعلام محلية عن السالم قوله بعد ذلك اللقاء "أشكر المدرب الأسباني على ثقته الكاملة وإعطائي فرصة تمثيل هجوم المنتخب". ولكن وبعد أن وجد كارو مهاجمه السالم وهو يلازم دكة الاحتياط في الهلال مع المدرب سامي الجابر، كان القرار باستبعاد السالم من تشكيلة المنتخب فهل سيستمر قرار لوبيز كارو باستبعاد السالم أم سيعود للاعتماد عليه؟ لا شك أن الاجابة على هذا التساؤل لدى السالم نفسه الذي يمكنه العودة بفرض نفسه على تشكيلة الهلال أولاً. إنجازات السالم لم يحظ اللاعب يوسف السالم بإنجازات تاريخية مع فريق القادسية، لكنه حققها مع فريق الشباب حينما حقق معه بطولة كأس خادم الحرمين الشريفين للأبطال، وحقق مع الفريق الاتفاقي المركز الثالث والتأهل لدوري أبطال آسيا، أما على المستوى العملي الميداني فقد حقق المركز الثالث في منافسة هدافي دوري زين السعودي 2010 ـ 2011، وحصل على لقب هداف كأس الخليج للمنتخبات الأولمبية 2008 برصيد 3 أهداف ومثل المنتخب السعودي الأول لكرة القدم ومن أشهر ألقابه (العقرب) وf16.