×
محافظة الحدود الشمالية

بالصور.. مدني #عرعر يباشر حريقاً في برتبل

صورة الخبر

دفع الواقع الجديد الذي فرضه التدخل العسكري الروسي في سوريا، إسرائيل إلى تعديل استراتيجيتها التي دأبت عليها منذ اندلاع النزاع قبل أكثر من أربع سنوات في العبث بالساحة السورية، من دون التخلي عن هذه الاستراتيجية أو هدف إسقاط سوريا كدولة وليس إسقاط النظام فحسب، والاستعاضة عن ذلك برسم ما سمته خطوطاً حمراً للتعامل مع تعقيدات الوضع السوري الجديد. وقد لخص نتنياهو ملامح هذه السياسة الجديدة بالحديث أكثر من مرة، عن عدم التدخل في الصراع السوري، لكن قواته تقوم بعمليات خاصة بين الحين والآخر، كلما رصدت عملية نقل أسلحة إلى حزب الله اللبناني، أو إمكانية ضرب جزء من ترسانة الأسلحة السورية، فهل معنى ذلك أن آلية التنسيق التي اتفق عليها مع الجانب الروسي، تسمح له بالقيام بمثل هذه العمليات، أم أن ازدحام الأجواء السورية بالطائرات وانشغال النظام وحلفائه الروس على جبهات أخرى من القتال، يسمح لنتنياهو وجيشه باستغلال ثغرات معينة لتنفيذ مثل هذه العمليات. هذه السياسة الحذرة، أفضت في الواقع إلى جدل إسرائيلي داخلي، يرتبط بطبيعة وأهداف التدخل العسكري الروسي وتداعياته المحتملة، وما إذا كانت روسيا تعمل على التموضع كقوة عظمى في المنطقة وتملك مفتاح الحلول والاستقرار في الشرق الأوسط في ظل فرضية الانكفاء الأمريكي، وضمان بقاء النظام السوري وحلفائه (إيران وحزب الله) وهو ما يعتبره الكيان تهديداً استراتيجياً، وما إذا كان ينبغي على إسرائيل الانخراط مع الجهات الدولية والإقليمية الفاعلة في السعي لإسقاط النظام السوري والتخلص مما تسميه المحور الراديكالي وتهديداته المحتملة. وفي رسم هذه السياسة، يرى قادة الكيان وجنرالاته العسكريون، أن إسرائيل يجب أن تكون حذرة ومستعدة لكل الاحتمالات، أو بحسب ما يقول قائد سلاح جو الكيان أمير أيشل أمام مؤتمر للدبلوماسيين عقدته صحيفة جيروزاليم بوست قبل أيام، في الوضع القائم يجب أن نمنع الحرب أو التصعيد، فالحدود ساخنة وتغلي، ويكفي عملية برية واحدة، أو حتى إطلاق صاروخ واحد على إسرائيل، وحينها بوسعكم أن تتخيلوا ما يمكن أن ينجم عن ذلك. ويضيف الوضع الجديد هو أنَّ السماء مزدحمة في الشرق الأوسط.. وبالنسبة إلينا هذا أمر جديد. ثمة قوات تحالف، وقوات روسية، وسواها. وينبغي لنا أن نناور من أجل عدم المس بأحد لا نريد المس به. ونحن نتّخذ إجراءات احتياطية من أجل أن لا نؤذي ولا نتأذى. وهذا جديد. قبل أن ينهي بالقول نحن نواصل العمل من أجل ضرب المخاطر ومنع تحقيقها. كان الأمر يتطلب راقصين اثنين لمثل هذه الرقصة، ولكن الراقصين صاروا كثراً، ومع ذلك نحن نقوم بعملنا بنجاعة حتى الآن. هكذا يتعامل الكيان مع تعقيدات الصراع السوري، من دون الصدام مع الوافد الروسي، أو حتى التخلي عن دعم بعض حلفائه في المعارضة، بالسلاح ومعالجة الجرحى، وهو يواصل مراقبة ورصد المشهد السوري بعناية لتحقيق أقصى ما يمكنه من هذه الفوضى وهذا الزحام من دون أن يتعرض لخسائر مباشرة، فهل يستمر في هذا الأداء أم أننا بانتظار معادلات جديدة قادمة؟ younis898@yahoo.com