×
محافظة المنطقة الشرقية

ارتفاع عدد اللاجئين في المانيا لـ«57.815» شخصاً

صورة الخبر

بعد عشرة أعوام على إطلاق سموه برنامج التمكين السياسي للمواطن الإماراتي، وبعد عام على إعلانه عام 2015 عاماً للابتكار، وبعد أيام من طرح برنامج النقاط العشر للتنمية الوطنية والوفاء للشهداء، ها هو سيدي صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد رئيس الدولة، حفظه الله ومتعه بموفور الصحة والعافية، يتقدم بالحلم الإماراتي خطوة كبيرة إلى الأمام، حين يعلن عام 2016 عاماً وطنياً للقراءة. وعندما تصدر المبادرة من أعلى مستويات القرار في الدولة، ومن رجل بحجم وحكمة وبعد نظر قائدنا المفدى، صاحب السمو رئيس الدولة، حفظه الله، فإن هذا يعكس أهمية المضمون الذي تمثله المبادرة والآثار الإيجابية التي ينتظر أن تتركها على مستقبل دولة الإمارات العربية المتحدة وأبنائها على كل الصعد. والواقع أن صاحب السمو رئيس الدولة، حفظه الله، وهو يعلن عن اعتماد عام 2016 عاماً إماراتياً للقراءة، وضع نصب عينيه ونصب أعيننا أيضاً، مجموعة من الأهداف الاستراتيجية بعيدة الأمد، التي تصب في مصلحتنا الوطنية، وتستكمل مسيرة الوطن ومسار الاعتماد على الذات، خصوصاً مع اكتمال عام الابتكار، وإطلاق السياسة العليا لدولة الإمارات العربية المتحدة في قطاعات العلوم والتكنولوجيا والابتكار. أول هذه الأهداف الاستراتيجية، كما يقول سموه، هو توفير المهارة الأساسية لجيل جديد من العلماء والمفكرين والباحثين والمبتكرين، وهي القراءة بحد ذاتها. ثم يضيف سموه هدفاً رئيساً مهماً، يتكامل مع برنامج النقاط العشر للتنمية الوطنية، ألا وهو تأسيس اقتصاد قائم على المعرفة، وتغيير مسار التنمية، ليكون قائماً على العلوم والابتكار، وتحقيق استدامة للازدهار في دولتنا، وكل ذلك لا يكون بإدمان استيراد الخبرات من الخارج، بل بغرسها في الداخل، ورعايتها حتى تكبر، وتنشئة جيل متعلم قارئ واعٍ لتطورات العالم الذي نعيش فيه، وملم بأفضل أفكاره وأحدث نظرياته في كافة القطاعات. وفي زمان أصبحت تحديات الفكر والوعي من أهم ما يواجه الإنسان والدول والحضارات، يصارحنا قائدنا المفدى بهدف استراتيجي آخر، حيث يقول صاحب السمو رئيس الدولة: القراءة تفتح العقول، وتعزز التسامح والانفتاح والتواصل، وتبني شعباً متحضراً بعيداً عن التشدد والانغلاق، وهدفنا ترسيخ دولة الإمارات عاصمة ثقافية عالمية بامتياز، وإحداث تغيير سلوكي دائم، وتحصين ثقافي للأجيال القادمة. ثم يوجه سموه رسالة في غاية الأهمية لكل واحد فينا، وهو يختصر الموضوع بهذه العبارة، التي تستحق أن تتوارثها الأجيال: سيبقى مفتاح الازدهار هو العلم، وسيبقى مفتاح العلم هو القراءة، وستبقى أول رسالة من السماء للأرض هي اقرأ. وتمثل مبادرة سموه بتخصيص عام للقراءة، التتويج الطبيعي للجهود التراكمية التي تبذلها مختلف الجهات في الدولة لتشجيع الجمهور على القراءة المثمرة، فمبادرة صاحب السمو نائب رئيس الدولة، رعاه الله، بإطلاق تحدي القراءة العربي بشقيه المحلي والإقليمي، والمبادرات السنوية المتكررة لصاحب السمو حاكم الشارقة، في ما يتصل بمكتبة الأسرة. ومشروع مكتبة لكل بيت، وجهود بقية الإمارات بما لا يخفى، هذا عداك عن كون الدولة تحتضن أكبر معرضين للكتاب في الخليج، هما على التوالي معرض الشارقة الدولي، ومعرض أبوظبي، بالإضافة إلى العديد من الجوائز التي تحتفي بالكتاب والكُتّاب، وفي مقدمها جائزة الشيخ زايد للكتاب، التي أصبحت اليوم اسماً عالمياً، يعادل نظيراتها العالمية، وكذلك جائزة الرواية العربية، وجائزة الرواية الإماراتية، وجوائز الشارقة وعجمان وغيرهما. كل هذه المبادرات، أصبحت اليوم تصب في المسار الرئيس، وهو عام القراءة، الذي يؤسس لواقع أن القراءة تتجاوز الهواية الفردية الآن، إلى الضرورة الوطنية كجزء أساسي من مشروع النهوض الإماراتي الذي نقبل عليه بعون الله، ثم بهمة وعزيمة قادتنا وشعبنا. لم تعد القراءة ترفاً ولا تسلية ولا تفاخراً، بل أصبحت مهمة وطنية جليلة، علينا أن نتعامل معها بهذا القدر من الجدية، فأنت الآن لا تقرأ لمصلحتك أنت فحسب، وإنما تتجاوز ذلك إلى القراءة من أجل وطنك، وما يعنيه ذلك من أن تسعى لرفع سويتك الثقافية والفكرية والمهنية ضمن الإطار الوطني العام، وأن تتفتح مداركك على متطلبات العصر الحديث والتنمية المستدامة والتقنيات المتقدمة، وقبل ذلك وبعده، كيف تبتكر في أدائك لعملك وتقديمه على أكمل وجه. السؤال الآن، هو أين أنت أخي المواطن أختي المواطنة من ذلك كله؟، دعني أذكرك أنك أنت محور كل هذا الكلام، وقد قالها بوضوح سيدي صاحب السمو رئيس الدولة، حفظه الله: وكل ذلك لا يكون بإدمان استيراد الخبرات من الخارج، بل بغرسها في الداخل، ورعايتها حتى تكبر، وتنشئة جيل متعلم قارئ واعٍ. المطلوب منك أنت، اليوم، وقبل الغد، أن تبدأ بنفسك، ثم بعائلتك، لتكون قدوة إيجابية لهم، وقدوة حسنة لكل أبنائنا وشبابنا. مثلاً، لماذا لا تقوم بعمل مسابقة لأبنائك عن أفضل كتاب يقرؤونه، أو تخصص جلسة عائلية كل أسبوع أو أكثر أو أقل لمناقشة كتاب تقرأه العائلة. دعني أشجعك هنا، لماذا لا يكون كتاب أول جلسة هو كتاب رؤيتي لصاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله؟. أخي الإماراتي، أختي الإماراتية: ها هو صاحب السمو رئيس الدولة، حفظه الله، يخاطبكم بحسه الأبوي وروحه القيادية وبعد نظره، ليخبركم أن القراءة أصبحت واجباً وطنياً، وقيمة وطنية جديدة، فهل أنتم مستعدون؟.