×
محافظة المنطقة الشرقية

وزارة الإسكان تسحب مشروع «1075» وحدة سكنية بنجران

صورة الخبر

لم تصغ تلك الحكمة من فراغ، حيث أثبتت براهين الطب الحديث أن معظم الأمراض سببها نوع وكم الطعام الذي يتناوله المريض، ولا يحتاج الأمر إلى براهين بعد كل ما نسمعه ونراه من أخبار عن إصابات جديدة بالسكري نتيجة الوزن الزائد، أو سرطان بالأمعاء بعد الإسراف في تناول اللحم الأحمر، ولا يخفى على أحد تأثير تناول الدهون المشبعة في القلب والأوعية الدموية، أما مدمنو الكحوليات فهم على موعد مع سرطان المعدة والمريء، ويصاب من يهمل الفيتامينات الطبيعية بأمراض شتى، بينما يصيب مرض هشاشة العظام المهملين في تناول عنصر الكالسيوم، وهكذا. إذا كان الطعام الجيد يفيد الصحة والسيئ يضرها فيمكننا تصديق تلك الحكمة والعمل بمقتضاها للفوز بصحة مستقرة، والمعدة واحدة من أجزاء الجهاز الهضمي التي يمر بها الطعام خلال رحلته التي تبدأ من الفم وتنتهي بالشرج، تتفرد تلك القربة المرنة ذات الجدران القوية بمرحلة هضم الطعام وتحويله إلى مادة شبه سائلة تختلط لاحقاً بالعصارات اللازمة لاستفادة الجسم منها، ولكي تقوم بذلك الدور تتحصن المعدة بجدران مبطنة من الداخل بزوائد وغشاء مبطن، وتقوم بإفراز العصارة المعدية التي يغلب على تكوينها حامض الهيدروكلوريك صاحب الدور الأهم في عملية هضم الطعام، وتتولى المعدة إفراز إنزيمات الهضم المختلفة والتي تناسب كل واحد من أنواع الطعام الذي نتناوله، إذ لا يمكن إتمام الهضم بنوع واحد من الإنزيمات، كما تتمكن المعدة من خلال العضلات القوية التي تحيط بجدرانها الخارجية من تحريك محتوياتها من الطعام لطحنها وتحويلها من الحالة الصلبة إلى شبه السائلة، وتحتمي المعدة من تأثيرات الحامض بمجموعة من النتوءات البارزة التي تغلف سطحها الداخلي، علاوة على الغشاء الذي يفصل جدرانها عن محتوياتها من الأطعمة. تحتل المعدة موقعاً وسيطاً من الجسم، تحت الحجاب الحاجز الفاصل بين تجويفي الصدر والبطن مباشرة، أي أعلى البطن، تبدأ بفتحة الفؤاد التي تقع في نهاية قناة المريء، وتنتهي بفتحة البواب التي يمر من خلالها الطعام المهضوم إلى قناة الإثني عشر، التي تقوم بدورها في مرحلة استكمال الهضم. يقتضي إتمام الهضم دورة كاملة داخل المعدة لا تقل عن 4 ساعات ولا تزيد على 6 لدى الشخص البالغ، ولا تتوقف عن العمل خلال الليل بفضل تحكم العقل الباطن في حركتها خلال النوم، إلا أن امتلاءها بالطعام يعيق عملية التنفس نظراً لأنها تتمتع بخاصية التمدد، وبالتالي تحتل مساحة من التجويف الصدري تؤثر بها في عمليتي الشهيق والزفير اللازمتين لعملية التنفس، ما يستوجب عدم ملئها بالطعام في أي وقت من الليل أو النهار، كما وأن حركة المعدة ضرورية لإنجاز عملية الهضم، لذا ينصح الأطباء بعدم الذهاب إلى الفراش إلا بعد مرور ثلاث ساعات على الأقل من وقت تناول الطعام. وتحتاج المعدة خلال القيام بعملية الهضم إلى تدفق دموي كبير إلى الأوعية الدموية المحيطة بجدرانها العضلية، لأنها تستعين بهذه العضلات على تحريك تلك الكتلة الممتلئة بالطعام لتحقيق خلط الأحماض الهضمية بالمحتويات الغذائية، ولعل ذلك يفسر شعورنا بالنعاس بعد تناول وجبة دسمة، فكمية الدم الواردة إلى الدماغ تتناقص نتيجة قيام القلب بضخ الدم إلى المعدة، بالإضافة إلى بطء حركة الدورة الدموية في حالة تناولنا مواد دسمة كالدهون بأنواعها والزيوت والأطعمة المقلية. ويعتبر هضم المواد البروتينية من أهم وظائف المعدة، علاوة على إعداد باقي المواد ووضعها في الصورة قبل النهائية حيث تقوم المرارة بدور وكذلك البنكرياس في الهضم، إلا أنهما يصبان عصارتهما في مرحلة ما بعد خروج الطعام من المعدة، وهي الاثنى عشر، ولا تتحرك المعدة خلال عدم وجود طعام بها، إلا أنها تبدأ إفراز إنزيمات الهضم خلال لحظات من وصول البلعة الغذائية إليها، وبالطبع لا يشعر الإنسان بحركة المعدة ولا بمراحل الهضم إذا تمت كل الخطوات في سلاسة وبصورة طبيعية، أما إذا أساء اختيار الأطعمة التي يتناولها فيعتبر مهدداً بعسر الهضم، وإذا أساء تقدير الكمية التي تكفيه من المأكولات، وانطلق خلال دعوة على العشاء أو مأدبة زاخرة (بوفيه مفتوح مثلاً) فيقع تحت تأثير اضطرابات المعدة نتيجة إخفاقها في تحديد الإنزيمات اللازمة لعملية الهضم، علاوة على الامتلاء الذي يمنعها عن الحركة لتفشل المسألة برمتها وتعترض المعدة على ذلك الظلم البين وتبادر إلى طرد محتوياتها من خلال القيء التلقائي أو المتعمد، والذي يلجأ إليه الطبيب في بعض الحالات الطارئة مثل فشل التنفس، لتخفيف الضغط عليها وعلى تجويف الصدر. وتتعرض المعدة للأمراض شأنها في ذلك شأن كل اعضاء الجسم، وأهم الأمراض وأكثرها انتشاراً قرحة المعدة، وتحدث نتيجة عدة عوامل متفرقة، وربما يجتمع عاملان أو أكثر، منها التوتر العصبي الذي يزيد من حركة المعدة التلقائية ومن إفراز الحامض الهاضم على الرغم من عدم احتوائها على طعام، كذلك التدخين والمشروبات الكحولية والمنبهات كالشاي والقهوة والمياه الغازية والمشروبات الساخنة تضر المعدة نتيجة الإفراط في إفرازها للأحماض الهاضمة من دون دواع حقيقية، كذلك تناول الأطعمة الحريفة مثل الشطة والفلفل الأسود والمأكولات المالحة، علاوة على جرثومة اكتشفت مؤخراً يتهمها العلماء بأنها سبب رئيسي في الإصابة بمرض قرحة المعدة، بالإضافة إلى الإفراط في استخدام المسكنات ذات الطبيعة الحمضية مثل الأسبرين، واتجه بعض العلماء حديثاً إلى فكرة علاقة الوراثة بالمرض، وذهب بعضهم للاعتقاد بأنه مرض وراثي. اعتبر العلماء الشعور بالغثيان والرغبة في القيء، بالإضافة إلى القيء المدمم، وآلام فم المعدة (أعلى تجويف البطن، أسفل القفص الصدري) أهم علامات قرحة المعدة، كما تعتبر الزيادة غير الطبيعية في إفرازات الحامض المعدي أحد المؤشرات على الإصابة، وأيضاً ظهور الدم في البراز يشير إلى وجود قرحة، خاصة مع التأكد من أن مصدره المعدة. يؤثر مرض القرحة في الدور الوظيفي للمعدة حيث تنتاب المريض آلاماً قوية تدفعه إلى استشارة الطبيب الذي يلجأ للتنظير ليكتشف نقاطاً من جدران المعدة إما لا تزال في مرحلة التقرحات حيث نزعت الزوائد التي تغطيها فأصبحت جدران المعدة عارية في مواجهة الأحماض التي تذيب قطع اللحم، أو تأخرت فتحولت إلى مساحات ملتهبة ونازفة، أو في أخطر المراحل عندما تتحول القرحة إلى ثقب في جدار المعدة، ما يمكن اعتباره حالة إسعافية عاجلة تتطلب الجراحة لرتق الثقب ووقف النزيف. اعتبر بعض الأطباء نسبة إصابة الرجال بقرحة المعدة أقل من النساء، على العكس من قرحة الاثني عشر التي تصيب الرجال بمعدلات أكثر، كما اعتبروا أن الحالات التي لا تستجيب للعلاج ولكنها تستقر مع اتخاذ المريض إجراءات الحذر حالات مزمنة، بينما توجد حالات قرحة حادة وربما تؤدي إلى مضاعفات خطيرة عند إهمال علاجها. وينصح الأطباء بتناول وجبات خفيفة قليلة الكمية يمكن أن يصل عددها إلى 5 وجبات يومياً بدلاً من وجبتين أو ثلاث خلال اليوم، كما ينصحون بضرورة الفحص الدوري للمعدة والجهاز الهضمي ككل للوقاية من الأمراض التي ربما تظهر من دون مقدمات أو ظواهر. وتتعرض المعدة كذلك للإصابة بالسرطان، تبدأ الأعراض بآلام وجروح متليفة في بطانة المعدة، يستطيع الطبيب تشخيص المرض وعلاجه خلال مراحله المبكرة من دون أي أثر سيئ، إلا أن انتشاره في خلايا المعدة وربما انتقاله إلى غيرها من أعضاء الجسم يؤدي إلى صعوبة العلاج وربما الوفاة، تظهر أعراض سرطان المعدة في شكل عسر هضم متكرر وشعور دائم بالامتلاء والحموضة والقيء المتكرر واحتواء البراز على دم مصدره المعدة، مع الشعور بالانتفاخ، ويميل بعض العلماء إلى اعتباره وراثياً، إلا أن التجارب الحديثة أن للعرق دوراً في الإصابة به حيث ينتشر بصورة أكبر بين ذوي الجذور الإفريقية والآسيوية، بالإضافة إلى تقدم السن والاعتماد المفرط على الأطعمة الدسمة والوجبات السريعة واللحوم الحمراء، بينما يقلل تناول الخضراوات والفواكه والفيتامينات من احتمالات الإصابة به. وينصح الأطباء بممارسة الرياضة أو الحركة البدنية يومياً لكل الفئات العمرية تجنباً للإصابة بالسرطان بشكل خاص وأمراض الدم والقلب بصورة عامة، كما يؤكدون أهمية الفحص الدوري لمن لديهم تاريخ عائلي سابق في الإصابة بالسرطان من أي نوع، كما ينصحون بالابتعاد عن التوتر العصبي والقلق والتدخين والأطعمة المقلية والوجبات السريعة والدهون المشبعة لما لهذه الأنواع من تأثير واضح في وزن الجسم، مع تبني السلوكيات الغذائية السليمة مثل مضغ الطعام جيداً وتجنب ابتلاع الهواء معه، والمسارعة إلى استشارة الطبيب عند ملاحظة أي مشكلات في عملية الهضم أو حرقة في المريء لا تستجيب للعلاج، مع مراعاة التوازن بين أنواع الطعام للحصول على كل العناصر الغذائية اللازمة للجسم، وتحقيق التنوع الذي قامت عليه البشرية.