جاء الإجراء الملكي الكريم بتعديل أيام الإجازة الاسبوعية من الخميس والجمعة الى الجمعة والسبت ولمسنا في الفترة الزمنية التي بدأ فيها التطبيق تغيراً في برنامج كثير من الممارسات والفعاليات على الصعيد الشخصي أو المجموعة لمناسبات؛ فأعمال الأربعاء انتقلت ليوم الخميس وأعمال يوم الجمعة انتقلت ليوم السبت ما يعني إحداث تغيير في برنامج السلوك الاجتماعي الأسبوعي.. ولعله فرصة لإعادة الحسابات وتقييم للعادات التي جبل عليها البعض خاصة من أولئك المغرمين بالاستراحات والدوريات على حساب البيت والأولاد لنعيد النظر في أوقاتنا المهدرة بلا مقابل ونعيد ترتيب حياتنا ليكون لها طعم مفعم بالعطاء، ولنجعل جزءاً من وقتنا لعمل الخير ولصلة الرحم، وللمساهمة في أعمال البر ليكون لذاتنا قدرها الذي يجب أن تكون عليه. نحن أحياناً نمارس تجاوزاً في الطرح وتعدياً في مستوى التعبير عن واقعنا الى مستوى جعلنا نفقد ايجابية المساهمة الفكرية والاجتماعيه في قضايا المجتمع.. ولا شك ان المنطلق هو الاجتهاد وحسن النوايا من الجميع وهذا ليس فيه شك ولا ريب، ولكن اذا كان الاجتهاد الذي يمارسه البعض بين الحين والآخر سيؤدي الى خلل في الرؤية فلا بأس أن يؤجل الى ما بعد نمو ثقافة المساهمة الايجابية في إبداء وجهات نظر تخدم المصلحة العامة وتوجهها للأصلح بمناقشة فكرية رزينة وتناول إعلامي مبرمج وطرح مدروس يقود المساهمة الاجتماعية في اتجاه واحد وآمن من الانحراف والتشتت والانقسام الذي ينال من وحدة المجتمع وانقياده نحو مسببات النمو والازدهار الى الجدلية المقيتة والانشغال بالقشور والسطحية التي ما تلبث أن تنخر في الجسد الواحد حتى تجعله قواما هشاً يتناثر عند أدنى اهتزاز..