كتبت - رشا عرفة: انتقد عدد من المواطنين نقص تخصصات أمراض المخ والأعصاب وعدم تواجدها إلا في مستشفى حمد العام، مؤكدين أن هذا الأمر ينعكس بالسلب على صحة المرضى خاصة من يقطنون في أماكن بعيدة خارج الدوحة، لأنهم يضطرون إلى قطع مسافات كبيرة حتى وصولهم المستشفى وخاصة مع الازدحام الشديد الذي تعاني منه أغلب شوارع الدوحة حاليا. وأضافوا إن تواجد تخصصات المخ والأعصاب فقط في مستشفى حمد يشكل ضغطا كبيرا على المستشفى ويخلق مشكلة قوائم الانتظار التي قد تصل إلى سته أشهر، والتي تتزايد حدتها خاصة مع النقص الكبير في أعداد الكوادر الطبية المؤهلة والمتخصصة في مجال المخ والأعصاب. وطالبوا بأن يتم تزويد كافة المستشفيات الموجودة بالدولة بأقسام للمخ والأعصاب تضم أعدادا كافية من الكوادر الطبية والمتخصصة والمؤهلة حتى يتمكن كل مريض من الحصول على العلاج المناسب في الوقت المناسب، حتى يقل الضغط والازدحام في أقسام المخ والأعصاب بمستشفى حمد. كما طالبوا بتوفير كوارد طبية مؤهلة في المخ والأعصاب والتعاقد مع أطباء متخصصين في هذا المجال، مبينين أن عدم تفرغ الأطباء وقلتهم مشكلة كبيرة تقابل مراجعي عيادات المخ والأعصاب بحمد، وتدفع الكثيرين إلى السفر للعلاج بالخارج ومن ثم تحمل المزيد من التكاليف، موضحين أن الإشراف على علاج الأعصاب فقط بالخارج يكلف الشخص من 250 ألفا إلى 300 ألف ريال. وأشاروا إلى ضرورة أن يكون هناك تخصص للمخ والأعصاب في كل المستشفيات الموجودة بالدولة كمستشفيي الوكرة والخور، حتى يسهل على المريض الحصول على علاجه بسهولة بدلا من قطع مسافات طويلة مما يؤدي إلى تدهور حالته، فمريض الجلطة الدماغية على سبيل المثال يجب الإسراع في تقديم الإسعافات والعلاج له لأنه لا يتحمل الانتظار. وأكدوا أن اقتصار وجود تخصصات بعينها بمستشفى حمد العام مثل المخ والأعصاب والقلب والصدر يزيد من معاناة مرضى هذه الأمراض، ويتسبب في تدهور حالتهم وعدم تمكنهم من الحصول على العلاج المطلوب. وقالوا إن جراحات المخ والأعصاب وعلاجاتها من التخصصات الدقيقة التي تحتاج إلى استعدادات ومراكز متخصصة وأجهزة دقيقة فلا يمكن أن تكون موجودة في أي مكان، ولكن يجب أن يكون هناك مكان مناسب وكوادر مؤهلة ومتخصصة من الأطباء والممرضين حتى تحقق الهدف المرجو منها. بوجسوم: مريض يحصل على موعد 4 مرات ولا يجد الطبيب يقول المواطن خالد بوجسوم -أحد مرضى الأعصاب- أنه أجرى عملية في المخ بولاية تكساس بأمريكا على نفقة الدولة ومن ثم عاد إلى قطر لتكملة علاجه والمتابعة بقسم المخ والأعصاب بمستشفى حمد، مؤكدا أن المنشآت الطبية والأجهزة المتطورة والعلاج متوفر، ولكن المشكلة الكبرى هو عدم وجود عدد كاف من الكوادر المتخصصة والمؤهلة في أمراض المخ والأعصاب، وكذلك عدم تفرغ الأطباء الموجودين للحالات المرضية، فكثيرا ما حصل على ميعاد للعلاج ومن ثم يجد الطبيب غير موجود، أما في إجازة أو في لجنة أو مسافر للمشاركة في مؤتمر بالخارج، وهو ما يزيد معاناته خاصة أنه حصل على ميعاد الكشف بعد أربعة أشهر ولا يجد حيلة إلا الحصول على ميعاد آخر ومن ثم الانتظار بالشهور وهو ما يتسبب في تدهور حالته. وأشار إلى أن أحد مرضى الأعصاب الذين كانوا ينتظرون توقيع الكشف معه أخبره أن هذه هي المرة الرابعة له الذي يحصل فيها على موعد للعلاج وعندما يأتي لا يجد الطبيب المعالج، منتقدا عدم إخبار المريض بأن الطبيب المعالج غير متواجد عبر اتصال تليفوني أو رسالة قصيرة، والانتظار لحين ذهاب المريض لموعد العلاج ومن ثم إخباره وإعلامه أن عليه حجز موعد آخر. وأرجع بوجسوم تفضيل الكثير من مرضى المخ والأعصاب السفر للعلاج بالخارج إلى طول قوائم الانتظار، وعدم وجود عدد كاف من الكوادر المتخصصة في هذا المجال، وعدم وجود العناية المطلوبة، قائلا عندما كنت في تكساس كان هناك متابعة مستمرة وعناية فائقة وكان الطبيب جزءا أساسيا من المستشفى، لا يمكن أن تسمع مرة أن الطبيب غير موجود، وفي حالة حدوث أي مشكلة يكون التصرف على وجه السرعة. وأضاف: حتى لو أراد المريض اللجوء إلى المستشفيات الخاصة فلابد أن يقوم طبيبه المعالج بتحويله، ولا يستطيع التوجه إليها بنفسه، والمشكلة أن تجد الطبيب، علاوة على أن طبيب المخ والأعصاب له مساعدون ولكنهم لا يستطيعون متابعة الحالة ولا تقديم أي مساعدة لها، ويخبرون الشخص أن الطبيب المعالج هو فقط المنوط بالتعامل مع حالته، وأن عليه الانتظار. على المري: مريض الجلطة الدماغية لا يتحمل الانتظار طالب علي المري بأن يكون هناك تخصص للمخ والأعصاب في كل المستشفيات الموجودة بالدولة كمستشفى الوكرة ومستشفى الخور، حتى يسهل على المريض الحصول على علاجه بسهولة بدلا من قطعه مسافات طويلة ما يؤدي إلى تدهور حالته، فمريض الجلطة الدماغية على سبيل المثال يجب الإسراع في تقديم الإسعافات والعلاج له لأنه لا يتحمل الانتظار. وتابع: اقتصار وجود تخصصات بعينها بمستشفى حمد العام مثل المخ والأعصاب والقلب والصدر يزيد من معاناة مرضى هذه الأمراض، ويتسبب في تدهور حالتهم وعدم تمكنهم من الحصول على العلاج المطلوب، ويمثل هو الآخر ضغطا على طاقم الممرضين والأطباء ولا يمكنهم من تقديم الخدمة المطلوبة كما هي، كما يوجد مشكلة قوائم الانتظار والتي قد تصل إلى 6 أشهر. وأشار إلى ضرورة عقد اتفاقات وشراكات مع كبرى المستشفيات الخارجية لتوفير كوادر طبية مؤهلة في علاج هذه الأمراض نظرا للزيادة المطردة في عدد الحالات، والزيادة الكبيرة جدا في عدد الوافدين على الدولة، ففي الكثير من الدول نجد أن في بعض المدن يوجد فيها مستشفى متكامل به كافة الإمكانيات والأجهزة والتخصصات والكوادر الطبية المؤهلة لتقديم الخدمة للمرضى، ومازالت مستشفى حمد هي المستشفى الوحيد التي توجد بها تخصصات بعينها. خليفة محمد: ضرورة توفير كافة التخصصات في جميع المستشفيات أكد المواطن خليفة محمد ضرورة تهيئة أي مستشفى لاستقبال التوسعات مثل أن يكون هناك قسم لعلاج أمراض المخ والأعصاب أو القلب، وأن تكون هناك كوادر طبية مؤهلة بالمبنى وكافية لعلاج العدد الذي يتوافد على المبنى يوميا وكافة الأجهزة الطبية، حتى لا يكون وجوده مثل عدمه. وتابع: جراحات المخ والأعصاب وعلاجاتها من التخصصات الدقيقة التي تحتاج إلى استعدادات ومراكز متخصصة وأجهزة دقيقة فلا يمكن أن تكون موجودة في أي مكان، ولكن يجب أن يكون هناك مكان مناسب وكوادر مؤهلة ومتخصصة من الأطباء والممرضين حتى تحقق الهدف المرجو منها. وأضاف: نحن لا نحتاج فقط إلى أقسام للمخ والأعصاب بالمستشفيات ولكن نحتاج كافة التخصصات في كل المستشفيات، لتقليل معاناة المرضى وخاصة من يقطنون في الشمال والأماكن البعيدة وتقليل الزحام والضغط على مستشفى حمد. د. حسن الهيل: وحدات جديدة للتشخيص أكد الدكتور حسن الهيل استشاري أول المخ والأعصاب بمستشفى حمد العام أن هناك زيادة كبيرة في أعداد المراجعين من مرضى المخ والأعصاب في المستشفى، وأن أكثر الحالات التي ترد على أقسام المخ والأعصاب هم من يعانون من الجلطات الدماغية والصداع والصرع. وقال إن القسم في تطور مستمر وتم توفير وحدتي مراقبة المرضى بالفيديو لمتابعة مريض الصرع، مبينا أن هاتين الوحدتين يفيدان في سرعة تشخيص الحالة، والتأكد من أن هذه الحالة مصابة بصرع حقيقي أم لا، ومن ثم تقديم العلاج المناسب له. وأوضح أنه يوجد طبيبان مخ وأعصاب في مستشفى الخور، وآخر في مستشفى الوكرة، موضحا أن المريض الذي يعاني من الجلطة الدماغية عليه الإسراع إلى مستشفى حمد في أقل من أربع ساعات حتى لا تتدهور حالته، وأن المسعفين يستطيعون التدخل في بعض الحالات بإعطاء المريض العلاج حتى وصوله المستشفى كما هو في حالات التشنج المستمر، في حين لا يستطيعون التدخل وتقديم المساعدة في حالات الإصابة بالجلطات الدماغية، وأنه على المريض التوجه إلى مستشفى الوكرة أو الخور حتى يتم عمل تصوير للمخ بالمستشفى ومن ثم يستطيع الطبيب المتواجد في الوكرة أو الخور التواصل مع الطبيب في حمد، فيمكنه إرسال الأشعة وكافة المعلومات عن المريض للطبيب بحمد، وبإمكان الطبيب المختص في مستشفى حمد وصف الأدوية التي ستصرف له، وليس هناك داع لحضور المريض بنفسه. وأوضح الهيل أن بعض مرضى المخ والأعصاب يفضلون السفر للعلاج بالخارج ومنهم من يطلب السفر بمجرد علمه أنه مصاب بأحد أمراض المخ والأعصاب، وهناك من يطلب السفر بعد حوالي سنتين من العلاج، قائلا: لا أعرف السبب على الرغم من توفير أطباء من الخارج بمستشفى حمد.