أكّد مسؤولو شركات عاملة في تجارة وتوريد الذهب، أن الربع الثالث من عام 2015 شهد تراجعاً ملحوظاً في الطلب على السبائك والعملات الذهبية من قبل المستهلكين، على الرغم من انخفاض أسعار الذهب إلى مستوياتها الدنيا خلال خمسة أعوام، تأثراً بعوامل عدة، أبرزها حذر المتعاملين من الشراء خلال فترات التذبذب السريع للأسعار عند حدود منخفضة، وارتفاع كُلفة المعيشة التي غيرت من أنماط الإقبال على مبيعات السبائك. وأشاروا إلى أن معظم المتعاملين يترقبون تسجيل انخفاضات سعرية جديدة، أو حصول استقرار في الأسعار، لافتين إلى أن انخفاض أسعار النفط، ومتغيرات الاقتصاد العالمي واتجاهه نحو التباطؤ، انعكست على السوق المحلية عبر بطء الطلب على السبائك والعملات الذهبية لأغراض الاستثمار والادخار. بدوره، كشف تقرير حديث صدر عن مجلس الذهب العالمي حول اتجاهات الطلب على الذهب، الذي يرصد حركة بيع وشراء المعدن الأصفر، أن إجمالي الطلب على مبيعات السبائك والعملات الذهبية، خلال الربع الثالث من العام الجاري محلياً، بلغ 1.8 طن، مقارنة بمبيعات بلغت 2.1 طن خلال الربع الثالث من عام 2014، بتراجع بلغت نسبته 14.3%. وأظهرت حركة الذهب عالمياً أن الأسعار بدأت منذ يوليو الماضي في تسجيل معدلات تراجع، وصفت بأنها الأدنى منذ خمسة أعوام، واستمرت تلك الانخفاضات عند معدلات متقاربة حتى نوفمبر الماضي. تراجع الطلب وتفصيلاً، أرجع الرئيس التنفيذي في شركة الجوهرة لتجارة الذهب والمجوهرات، تمجيد عبدالله، البطء الملحوظ في الطلب على السبائك والعملات الذهبية، خلال الربع الثالث من العام الجاري، الذي استمرت آثاره حتى الفترة الحالية، على الرغم من تراجع أسعار الذهب لمعدلاتها الدنيا منذ خمسة أعوام خلال نهاية الربع الثالث، إلى عوامل عدة، منها محلية تتركز في حذر المتعاملين من الشراء خلال فترات الانخفاض الكبير في الأسعار، واستمرارها في التذبذب عند المعدلات المنخفضة نفسها لفترات طويلة. وأضاف أن المتعاملين في السبائك والعملات الذهبية، خصوصاً لأغراض الاستثمار، يفضلون الترقب خلال هذه الفترات، حتى مرور الأسعار بمرحلة تصحيح، وبدء عودة الأسعار إلى الاستقرار. وأوضح أن الجانب الآخر من العوامل دولي وإقليمي، ويتمثل في بطء عدد من الاقتصادات العالمية، وتراجع أسعار النفط، ما جعل من المتعاملين لأغراض الاستثمار أو الادخار يتبعون سياسات أكثر حذراً في عمليات الشراء، معتبراً أن ارتفاع كُلفة المعيشة في الأسواق المحلية مقارنة بعام 2014، يعدّ عاملاً فرعياً في تراجع مبيعات السبائك والعملات. تذبذب الأسعار من جهته، قال المدير الإداري والرئيس التنفيذي لشركة بيور غولد للمجوهرات، كريم ميرشانت، إن التذبذب السريع لأسعار الذهب عند معدلات منخفضة، خلال الربع الثالث من العام الجاري، يعدّ من أبرز العوامل التي أثرت في طلب السبائك والعملات الذهبية، لافتاً إلى أن المتعاملين يفضلون في هذه الحالة ترقب حدوث انخفاضات جديدة. وأضاف أن تراجع أسعار الذهب بنسب كبيرة ولفترات طويلة، مع صعود سعر صرف الدولار، وتوقعات رفع سعر الفائدة الأميركية، انعكس سلباً على مبيعات قطاع الذهب المحلي، خصوصاً السبائك. كُلفة المعيشة إلى ذلك، قال مدير تنمية التجارة في شركة ألفا لتجارة الذهب، كريش كومار، إن ارتفاع كُلفة المعيشة، والتضخم في الأسواق، عملا على تغيير أنماط الاستهلاك في قطاع السبائك والعملات الذهبية. وأوضح أنه على الرغم من تراجع أسعار الذهب إلى معدلات تعدّ الأدنى في مستوياتها منذ خمسة أعوام، خلال نهاية الربع الثالث من العام الجاري، واستمرار معدلات الانخفاض المماثلة حتى الوقت الراهن، فإن السوق تشهد تقلصاً في الطلب على السبائك والعملات لأغراض الادخار المحدود من قبل شريحة المتعاملين. ورأى أن ارتفاع كُلفة المعيشة أسهم في الضغط على الميزانيات المالية للمتعاملين في السبائك لأغراض الادخار، لافتاً إلى أن تلك الشريحة من المتعاملين كانت تشتري خلال فترات الانخفاض السعري بخلاف المتعاملين لأغراض الاستثمار، الذي يفضلون ترقب الأسعار حتى استقرارها، أو بدء ارتفاعها بشكل شبه منتظم. وأضاف أن التذبذب السريع للأسعار عند معدلات منخفضة، وعدم تسجيل ارتفاعات سعرية كبيرة خلال الفترة الماضية، من العوامل السلبية في تجارة السبائك والعملات. حذر وترقب أما مدير شركة مجوهرات ريكيش لتجارة السبائك والمشغولات، ريكيش دهناك، فأكد أن حذر وترقب المتعاملين في قطاع السبائك والعملات الذهبية أسهما في تراجع الطلب بشكل كبير على تلك المنتجات، خلال الربع الثالث من العام الجاري. واتفق مع نظيره كومار في أن ارتفاع كُلفة المعيشة أسهم بدوره في ضعف السيولة لدى المتعاملين، وبالتالي لم تكن الانخفاضات مؤثرة بشكل ايجابي في استقطاب متعاملين لمنافذ البيع، سواء لشراء السبائك أو المشغولات الذهبية، مقارنة بالعام الماضي، الذي شهد معدلات أقل انخفاضاً، ولكنها كانت أكثر تأثيراً في استقطاب متعاملين للأسواق.