إن الاتفاق الذي تم بين إيران وأمريكا والاتحاد الأوروبي وست دول أخرى في فيينا يجب أن يعزز بتهديد حقيقي من أمريكا بضربة موجهة نحو قدرات إيران النووية إذا ما أخلت الأخيرة بالعقد، فالتهديد بالعودة إلى العقوبات وحدها لن تكفي لردع الطموحات النووية الإيرانية، كما يقولMichael Mandelbaum في مقالة بعنوان «How to Prevent an Iranian Bomb: The Case for Deterrence». لقد سمحت أمريكا لعدد من الدول حيازة النووي في الماضي ولكن لا يمكن التهاون مع إيران نوويًا، ذلك لأن إسرائيل والهند مثلاً حليفتان لأمريكا، أما الاتحاد السوفييتي والصين فهما دولتان كبيرتان حازتا النووي قبل وجود أسلحة أمريكية دقيقة لردعهما، أما باكستان فقد كان وصولها إلى النووي لإحداث التوازن مع الهند التي كانت نووية قبل الباكستان، وهذا عزز الأمان في المنطقة لأجل التعادل النووي. أما كوريا الشمالية فهي شبيهة بإيران؛ إذ هددت أمريكا بإعلان الحرب عليهما بسبب النووي، ولم يوقفها سوى اتفاق بشأن المقدرة الذرية والذي تبعه غش من كوريا الشمالية. ولكن الوضع الإيراني أسوأ من الكوري- فهناك وجود أمريكي قوي حول المحيط الكوري ما يقلل من حاجة الدول المحيطة والمهددة من الإتيان بالنووي، أما في الشرق الأوسط فانتشار النووي قد يصاحبه مطالبة الدول المحيطة بالنووي ما قد يزيد من احتماليات حرب ترهق الاقتصاد العالمي في المنطقة. إن التدخل الأمريكي في إيران أيسر لأن بعض الدول مؤيدة لتلك الضربة، أما في حالة ضرب كوريا الشمالية فالدولة المحاذية لها وهي كوريا الجنوبية لا تريد العدوان على غريمتها خوفًا من وقوع الحرب. الصعوبة الكامنة الآن هي في تصديق التهديدات الأمريكية لإيران، كما يوضح الكاتب أعلاه، بعد تردد أوباما بين رفض تخصيب اليورانيوم في إيران إلى التعاقد بشأنه وعدم استعماله لقوة السلاح الأمريكي ضد النظام السوري بعد إذ تخطت الأخيرة عتبة استعمال الكيماوي التي هددت أمريكا باستعمال القوة إذا ما تعدتها سوريا، فعلى أمريكا الوضوح في التهديد وزيادة الوجود العسكري في المنطقة. أنا بدوري أوافق الكاتب في ذلك.