×
محافظة المنطقة الشرقية

الفيصلي ينهي استعداداته للخليج بتذاكر مجانية

صورة الخبر

أحسن مجلس الوزراء صنعا عندما وافق في جلسته الأخيرة، على قواعد تنظيم قبول المسؤولين في الجهات الحكومية للهدايا التي تقدم لهم في الزيارات والمناسبات الرسمية، فالمجلس بقراره هذا كان صريحا وشفافا في إشارته إلى أن المسؤولين يتلقون الهدايا، وهي الحقيقة التي ينفيها أو يتهرب منها بعض المسؤولين، ويغضب بعض آخر لمجرد التلميح عنها، رغم أن المجتمع من كثرة تعايشه مع هذه الظاهرة لم يعد يعتبرها تصرفا غير لائق بالمسؤول ولا بالمجتمع، وقبل أن تنفرج أسارير المسؤولين من كل مستوى ودرجة وظيفية استبشارا بهذا الخبر نقول لهم لا تستعجلوا، فليس كل مسؤول تقدم له الهدية وإنما لفئة محددة بمواصفات وظيفية معينة، فأصحاب الهدايا ليسوا ساذجين ولا يتمثلون قول «تهادوا تحابوا» وإنما «تهادوا تستنفعوا»، وأي منفعة سيجنيها صاحب هدية من موظف «كحيان» في إدارة هامشية أو قسم منسي بين عشرات الأقسام؟. الآن نحن في مرحلة تقنين الهدايا وتنظيمها وليس الاعتراض عليها، ولا نقصد بالهدايا الدروع التي يتركها المسؤول في مكانها بعد زيارته، وإنما ما خف وزنه وغلا ثمنه، أو حتى ما ثقل وزنه ولا يستطيع كل مرافقي المسؤول حمله، ولأن الشيء بالشيء يذكر أؤكد لكم أنه ذات مرة، وعند مغادرة المسؤول بعد زيارته التفقدية، تدخل كابتن الطائرة الخاصة معترضا على كمية الهدايا التي لا تستطيع الطائرة استيعابها وحملها فعاد منها أكثر مما حملته الطائرة. ولكم أن تتخيلوا أي إجراء سيتخذه المسؤول لو كان قد وجد تقصيرا أو إهمالا أو مخالفات أثناء زيارته بعد تلك الشحنة الكبيرة من الهدايا. ألا يقول الناس: «أكرم الفم تستحي العين». والفم في مجازه يعني أشياء كثيرة وليس بالضرورة تلك الفوهة التي يدلف منها الطعام. والنقيض لهذه الحكاية ما فعله مسؤول آخر أكد بعد انتهاء زيارته وقبل ذهابه إلى المطار أنه لن يحمل معه أي هدية إلا إذا كانت رمزية وبسيطة تمثل تراث المنطقة أو أحد منتجاتها المشهورة فقط، وأنه سيرفض ما عدا ذلك. من الصنفين يوجد الكثير، ولسنا نعمم أو نسيء الظن بالجميع، اقبلوا الهدايا البسيطة أيها المسؤولون ولا اعتراض لأحد عليها. الاعتراض فقط على الهدايا التي يتضرر من نتائجها الوطن والمواطن.