×
محافظة المنطقة الشرقية

مستودعات في الهواء الطلق لتجميع الحديد

صورة الخبر

... يسجل حضورا متواضعا هنا كل أسبوع أبعد ما يكون عن الصورة النمطية الضيقة الشائعة عنه.. التي ربما يصدقها هو عن نفسه أحيانا...! *** فتح عينيه من عز غفوته الممتعة التي باغتته أثناء القراءة فزعا..!! ــ ما بك؟! كانت أم عياله الخمسة تقف على رأسه ويداها تتأبطان وسطها، وعلامات القلق الشديد المتبدية على ملامحها ترسم سيناريو أمر جلل...! ــ لا يا عزيزي، لا يمكننا السكوت على ذلك أكثر.. لم أنجبهم كي أفقدهم!!! ــ ما الذي فعلوه بك اليوم؟ ــ ليس اليوم فقط يا أبا خالد.. بل كل يوم.. وأنت أيضا معهم!!! ــ استوى في جلسته وسألها فيم أغضبناك غاليتي؟ .. أشارت إلى بقايا آثار الوجبة السريعة على الطاولة بجانبه والتي تناولها أثناء قراءته... ــ لم لا تأكل بذكاء..؟ أعلم بأنه من الصعب عليك مقاومة الوجبات السريعة فهي لذيذة، مشبعة، ورخيصة.. لكن كل ما تفعله أنها تدفع الجوع عنك سريعا لتعود وتجوع مرة أخرى خلال ساعة!! والأنكى وهو ما لا أريد التفكير به، حين يحين الوقت الذي ستضطر لدفع فرق السعر بالأدوية والعلاجات مستقبلا بعد إدمانك على تناولها كأسلوب تغذية خاطئ جدا وغير مسؤول في حياتك...! ... قاطعها صوت ابنها البكر، خالد ومعه أخوته متهكما: ــ والدي أيضا غير مسؤول؟! .. كانت همهمة ضحكات أخوته خلفه تطاول مسمعها أيضا... حينها أعطتهم نظرة الأم الحازمة التي لطالما جعلت أطولهم يتضاءل حجما وقالت: هل تعلمون بأن طفل زميلتي في العمل قد توفي بسكتة قلبية البارحة..؟ ... هنا تبدد جو المزاح وغشت وجوه الجميع دهشة مغلفة بالكثير من الأسى... تابعت بصوتها المتهدج.. ــ الطبيب وصف الفاجعة على أنها من أمراض العصر..!! لقد كان يعاني من السكر منذ نعومة أظفاره.. هل تعلمون بأن واحدا من كل أربعمائة من الأطفال والمراهقين يعانون من النوع الأول من مرض السكر؛ والتقارير الصحية تشير إلى تزايد من سيعانون من السمنة وأخطارها المعروفة على رأسها الأنواع الأخرى من مرض السكر...!! أجيال القرن الواحد والعشرين هي أجيال يتخطف الموت فيها الأبناء قبل آبائهم، والمشكلة في المقام الأول ذات علاقة مباشرة بأسلوب التغذية وصناعة الأغذية الحديثة...! .. انظروا ما تأكلون..! مشروبات غازية، شوكولاتة، بسكويتات، أشياء تقرمش موضوعة في أكياس زاهية، معلبات، ومثلجات زاهية الألوان بنكهات صناعية متعددة... وهذا ما لا يفهمه أغلب الناس من حولنا للأسف.. أنها أعراض الفقر..! نعم الفقر..!! فما تحويه أغلب الوجبات التي يتناولونها هذه الأيام ليست سوى تجميع للسكر والدهون المشبعة والكثير الكثير من السعرات الحرارية الفارغة. هي وجبات فقيرة لأنها تفتقر للقيمة الغذائية..!! حكمة قديمة في أدبياتنا تقول المعدة بيت الداء والدواء..... لا أعتقد بأن الداء يقتصر على الشأن الصحي فقط. انظروا لتفاعل الناس مع بعضهم البعض، لقد تغير كثيرا عن زمن الأصالة ورقي النفوس، هناك قيمة إنسانية روحية مفقودة أيضا، ولا يمكن أن يكون أسلوب التغذية بمنأى عن الشبهات في حال ألقينا نظرة على وجبات شعوب العالم.. انظروا ما يأكلون وقيسوا مستوى نزوع كل منهم للسلام والبناء والعمل..! ها أنا أوفر لكم الأطعمة الصحية بالمنزل، لكني بحاجة لأن تعدوني بأن تحرصوا على اتخاذ القرارات السليمة ذاتيا خارج المنزل.. ما تضعون وما لا تضعون في أفواهكم. ... وجهت كلمتها الأخيرة لزوجها تلومه وهي تتفحص كتابه الفلسفي الذي كان يقرأه: ألا تتبنى الفلسفة بعدا ثقافيا للغذاء...؟ فصحة جيل بأكمله في خطر.. citizen.okaz@gmail.com للتواصل أرسل sms إلى 88548 الاتصالات ،636250موبايلي، 738303 زين تبدأ بالرمز 104 مسافة ثم الرسالة