×
محافظة المدينة المنورة

تدشّين مركز الخدمة الشاملة للتوظيف بتنمية الموارد بالمدينة

صورة الخبر

الأخطاء والإخفاقات تحدث في كل مكان، لكن ما يميز مجتمع أو بلد عن آخر وتجربة تنموية عن أخرى، أنها تتكرر في مجتمعات ولا تتكرر في أخرى، النموذج الإيجابي يستفيد من الأخطاء واكتشاف الثقوب، فيعمل على رتقها، يسن قوانين جديدة أو تطوير الموجود منها، كما يبني كفاءات، في حين يقبع النموذج السلبي في خانة إطفاء حالة أو اثنتين. النموذج الأخير لا يهتم كثيراً إلا بما تسطع عليه شمس الإعلام، يحاول جاهداً ألا يصل شيء من إخفاقاته للإعلام، وحينما يدافع يستند إلى ذخيرة صدئة، يستل مفردات مثل التضخيم والمبالغات إلخ القاموس المعروف للتخفيف من حجم المشكلة. توفيت سيدة وابنتها في جدة للأسباب نفسها التي أدت إلى وفيات أخرى قبل سنوات، استخدام خاطئ لمبيدات حشرية خطرة، لا تستخدم عادة إلا في مواقع معينة، وتحت إشراف متخصصين، لكنها في هذه الحادثة كما في غيرها استخدمت في شقة، نتذكر هنا قضية الطفلين الدنماركيين اللذين توفيا قبل سنوات وغيرهما من وفيات في محافظة جدة للأسباب نفسها، وقتها قالت أمانة جدة ووزارة الزراعة إنهما ستفعلان وتفعلان، وخرجت تصريحات عن لجان وخطط، ومع ذلك يتكرر المشهد المؤلم، ولا يفتح أحد ملف المبيدات الحشرية، وسوء استخدامها، وسوء الرقابة عليها، هذه التجارة المسكوت عنها تجارة محصنة ضد التطهير! لم يعد الأمر يتناول المحاصيل الزراعية، بل إن الإنسان لا يأمن على نفسه وأولاده في بيته من جار بليد بلا إحساس، قرر استثمار مدة سفره في «تطهير» شقته على حساب حياة وصحة آخرين، يتكرر المشهد ومعه تتكرر الإجراءات، فلا نعلم عن ملاحقة تتم للجاني والبائع والتاجر وموظفين رسميين لا يقومون بواجباتهم، إذا لم يكن هذا هو الفشل بعينه، فما هو الفشل؟           www.asuwayed.com @asuwayed