تحتفل اليوم دولة الإمارات العربية المتحدة الشقيقة، في مناسبة ذكرى اليوم الوطني الإماراتي المجيد، بعد 44 عاما من الاتحاد والتطور والنهضة والابتكار، والذي يصادف الثاني من ديسمبر من كل عام، وبهذه المناسبة الوطنية المجيدة الهامة والعزيزة لدولة الإمارات والمملكة ودول الخليج والدول العربية والإسلامية والصديقة وكل الشعوب المحبة للسلام أصدرت "الرياض" اليوم هذا العدد الخاص الذي تناولنا فيه بدء اتحاد وإنجازات ونهضة وتطور هذه الدولة الفتية والذي تشرفنا بنشر كلمة خاصة لسمو الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان وزير خارجية دولة الإمارات العربية المتحدة لافتتاحية هذا العدد الخاص، ونبارك للإمارات هذا الإنجاز الوطني الحضاري التاريخي الهام على جميع الأصعدة، والراسخ بالذاكرة والأذهان والجذور والانتماء الحقيقي لهذا الكيان العربي الموحد القوي المتماسك، وبعد مرور 44 عاما من عمر الاتحاد على يد مؤسس دولة الإمارات العربية المتحدة، وباني نهضتها وباذر نبتة النجاح المتفرد في المنطقة، الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان "رحمه الله" الذي وحد صفوف قلوب الإماراتيين في جسد واحد وقلب واحد، قبل أن يوحد الجغرافيا في هذا البلد الجميل والمتميز والذي فتح ذراعيه للجميع، فقد أنجز هذا الصرح الوطني الهام الشامخ على ضفاف الخيج العربي والقطب العربي المؤثر الذي أصبح أحد أركان منظومة مجلس التعاون الخليجي والعربي، وعقد فيه أول اجتماع لقادة دول الخليج لولادة مجلس التعاون الخليجي في مايو 1981م، بل أصبحت اليوم دولة الإمارات نموجا يحتذي فيه في العالم العربي والإسلامي بل في العالم أجمع، لما حظيت هذه البلاد من قيادة حكيمة وخيرات كبيرة ووفيرة وإنجازات عملاقة، ونهضة واسعة النطاق وشامخة ومزدهرة، حيث أصبحت دولة الإمارات واحة غناء بعدما كانت صحراء قاحلة، وصارت اليوم مقصدا تجاريا هاما ومؤثرا ومركزا للابتكار والتطوير ومقصدا سياحيا جاذبا للعالم أجمع، وبيئة خصبة ومشجعة للاستثمار والمال والعقار وصناعة الإعلام والمهن الأخرى، لتهيئة هذه البيئة الصالحة من جميع مقومات النجاح وتسهيل التعاملات الإدارية والتجارية، وأصبحت دولة الإمارات الفتية مقصدا وقطبا مهما فاعلا على المستوى المحلي والإقليمي والدولي في الحضور والتأثير وصنع القرار، لوضوح رؤيتها ونجاح إستراتيجيتها طويلة الأمد، وسلاسة قوانينها المرنة في جذب الاستثمار وتهيئة المناخ المريح للسائح والزائر والمقيم العربي والأجنبي بعيدا عن البيروقراطية، وكسبت استضافة العديد من المؤتمرات والندوات وورش العمل الدولية والعالمية ومنها أكسبو والطاقة المتجددة ومؤتمرات القمم الخليجية والعربية السياسية والاقتصادية والمالية والفكرية والثقافية، عبر أنشطة سياسية واقتصادية واجتماعية وثقافية وأدبية وفنية خلاقة، وأصبحت نموذجا عالميا في دعم الأفكار الابتكارية. وقد توحد الإماراتيون من كل أجناسهم ومذاهبهم وانتماءاتهم خلف قيادة واحدة واعدة ونهج واحد وبلد موحد، ليبنوا وطنا قويا جميلا متماسكا متعايشا ومتصالحا مع نفسه ومع الآخرين، وأصبحت هذه التجربة الناجحة المتميزة اليوم نموذج فريد محتذى، ومعلما بارزا في المنطقة، حيث انهم استطاعوا ان يشيدوا الأبراج الشاهقة وناطحات السحاب العالية وزراعة الحدائق الخضراء والورود الجميلة، والفنادق الضخمة والمنتجعات العالمية الفخمة، واستقطبت الجامعات العالمية المرموقة العربية والأجنبية ومعاهد اللغات المختلفة، والمصانع المتنوعة والعلامات التجارية المهمة بالعالم، وشيدت المتاحف والمنارات الثقافية والرياضية والفنية ومراكز الفكر والثقافة والعلم والمعرفة، بعد أن كانت هذه المنطقة بيداء قاحلة وجفاف سواحلية، وأصبحت الآن قبلة لمن يريد العيش بامن ورخاء واستقرار ورفاهيه، والعمل بأمان والسياحة بارتياح تام، هو وعائلته بدون قيود ومحاذير وقلق وتوجس ومخاوف، في مكانا لايسود فيه إلا العدل والراحة والمساواة والأمن والأمان والرخاء والسعادة والمرح والترفيه والراحة التامة، والتطلع نحو المستقبل المشرق المضيء بالتفائل، بمزيد من الطموح والعصف الذهني والابتكار، فكثير من المسؤولين بالعالم ورجال الأعمال والعلماء والمفكرين والأدباء والفنانين، استوعبتهم هذه المنطقة الجميلة المريحة، بصدر رحب ومناخ صحي حميم، ليجدوا فيها ملاذا آمنا ومكانا صحيا مشجعا للعمل والإبداع والتطور والتجديد والابتكار، وتلاقي الأفكار وإطلاق المبادرات الإيجابية، لتكون دولة الإمارات منصة لانطلاق أعمالهم التجارية والمالية والثقافية والإعلامية والفنية، ويوجد في دولة الإمارات حوالي أكثر 3000 طالب وطالبة من أبناء المملكة يدرسون في مختلف الجامعات الإماراتية والكليات والمعاهد وكذلك هناك أكثر من 20 ألف شخص سعودي مقيم بهذه الدولة ويزورها سنويا قرابا 800 ألف سعودي حسب الإحصائيات الإماراتية، فضلا عن الشركات والمؤسسات السعودية في القطاع العام والخاص ومنها من ساهم بنجاح هذا الإصدار الخاص. وهذا مايثبت مدى قوة العلاقات القوية والمتينة والنموذجية مابين المملكة ودولة الإمارات الحبيبة التي نكن لها كل الاحترام والتقدير والإخلاص والمودة. فهنيئا للإمارات هذا الإنجاز التاريخي المهم، بعد 44 عاما من الصبر والجهد والإخلاص والعمل الدؤوب والإصرار والتضحية والفداء، من أجل أن يبقى البيت متوحد، للوصول الى هذا الهدف المنشود السامي ليسمو ويكبر الحلم والأمنية ويصبح حقيقة فعلية كبيرة وعالية بعلو همم رجالها المخلصين الراحلين العظام وكذلك رجالها الذين يواصلون المسيرة الظافرة الآن بكل ثقة وتميز واقتدار، والحفاظ على هذه التجربة الناجحة والمتفردة، لتصبح اليوم هذه البلاد أحد عواصم العالم العريقة والمهمة والمرموقة بين مقدمة الدول، وهنيئا للمنطقة العربية بهذا النموذج الرائع المتميز، حيث أصبحت الإمارات اليوم أحد منصات ومنابر العالم العربي من التقدم والتطور والرقي والأبداع والعطاء والازدهار والتطور المستمر، وهذا الاتحاد الذي يمثل روح التحام الوشائج في التطور والابتكار والعلم والثقافة والمعرفة واللحمة الوطنية القوية، وهذا وسام وتاج اعتزاز سطره شهداؤها الأبرار أثناء معاركهم الشريفة في ميادين العز والكرامة وساحات الوغى ليرفعوا علم بلدهم عاليا بين الأمم، وهذا الشرف الرفيع الذي يحمله التاريخ لأصحاب الأيادي البيضاء الى علياء المجد، التي تعشق النجاح والعنفوان وتصنع التاريخ الحديث بهذا الشكل الرائع. وكل عام وإمارات الخير والابتكار، ودار زايد بألف خير.. * المدير الإقليمي لصحيفة "الرياض" بالإمارات