• في الماضي كانت الثقافة الجماهيرية ناتج تأثير تمارسه وسائل الإعلام بهدف تشكيل توجه فكري محدد وموقف محدد للرأي العام نحو قضية ما. • مع ثورة وسائل الاتصال وما أنتجته من أشكال مختلفة للتواصل وأدوات للتعبير عن الرأي انعكست المعادلة، وصار للجماهير قوتها التي وصلت إلى أنها أصبحت هي من يؤثر فيما تنتجه وسائل الإعلام، التي صارت إما مرآة للتوجهات الجماهيرية، أو مسايرة لرغباتها. • أصبحت الجماهير هي من تصنع الثقافة الجماهيرية، وتحوّل دور وسائل الإعلام إلى أداة لنشر وتصدير هذه الثقافة على نطاق أوسع -قصداً أو دون قصد-. • «متصدر لا تكلمني» جملة صنعتها فئة من مشجعي نادي النصر، من الخطأ التعاطي معها بسطحية، وتجاهل دلالات عميقة تحملها، جعلتها «شعاراً جماهيرياً» تخطى الحدود، ووصل إلى أطراف العالم، حاملاً في مضامينه شواهد سطوة الثقافة الجماهيرية، وعمق تأثيرها، وسحر قدرتها على الاستقطاب. • ثقافة «متصدر لا تكلمني» في جانبها الرياضي تعبير عن سخط الجماهير على واقع ترى أنه ما كان يجب أن يكون، وسعيها الحثيث لتغييره واستبداله بواقع جديد، أكثر عدالة. • من حسن حظ النصر أنه عاد في هذا التوقيت، حيث معظم الجماهير الرياضية وغير الرياضية مهيأة أكثر من أي وقت مضى للاندماج في أي ثقافة تعبر عنها، وعن رغبتها في التغيير.