هالة الخياط (أبوظبي) نفذ المركز الوطني للأرصاد الجوية والزلازل منذ بداية العام الحالي، 152 طلعة استمطار، منها 19 طلعة جوية نفذتها طائرات المركز خلال الشهر الحالي، لتوفر الأحوال الجوية المناسبة لسقوط الأمطار. وأكد المركز الوطني للأرصاد الجوية والزلازل ، أن الحالة الجوية منذ بداية الشهر الجاري كانت حالة جيدة لإجراء عملية الاستمطار حيث تكونت السحب المناسبة والتي تتوافر بها جميع شروط الاستمطار. ومن خلال خمس طائرات للاستمطار تتبع للمركز الوطني للأرصاد الجوية والزلازل ، ينفذ المركز عمليات استمطار تستمر كل منها ما بين 2-3 ساعات، يتم خلالها إطلاق شعلات ملحية على السحب التي توافرت بها شروط التلقيح في مناطق متفرقة من الدولة. وأوضح المركز أن عملية التلقيح تهدف إلى تحفيز السحب الركامية، لإدرار أكبر قدر ممكن من المياه، بالإضافة إلى إطالة عمر السحب الركامية التي تأخذ كل واحدة ما يقارب 45 دقيقة، لتبدأ سحابة ركامية أخرى بالتكون. مؤكدا أن عمليات تلقيح السحب يمكن القيام بها في أي مكان من سماء الدولة ولا تنحصر في مكان معين، بشرط توافر الظروف المناخية الملائمة، حيث تجري الطلعات الجوية على مناطق مختلفة اعتماداً على الحالة الجوية المؤثرة. وأفاد المركز أن إجراء عمليات تلقيح السحاب يتطلب وجود بنية تحتية متكاملة متخصصة في هذا المجال، والتي تشمل وجود شبكة محطات رصد أرضية، تقوم برصد عناصر الطقس على مدار الساعة، والتي تشمل كلا من درجة الحرارة الجافة ، ودرجة الندى والضغط الجوي، والرياح سرعتها واتجاهها، وشدة الإشعاع الشمسي، إضافة إلى مقاييس لكميات الأمطار. وحول الكيفية التي تتم بها عملية الاستمطار، أوضح المركز أن قرار تلقيح السحب يكون بعد دراسة تجرى في الصباح على الأحوال الجوية المتوقعة، ودراسة فرصة تشكل السحب في الوقت والمكان، والتي عادة تبدأ في ساعات ما بعد الظهيرة على المناطق الجبلية الشرقية، وذلك لوضع الجاهزية للطائرات والتي تبدأ معها مراقبة أجواء الدولة عن طريق الأقمار الصناعية والرادارات المتطورة، ومن ثم عند ملاحظة بدء تكون السحاب يُطلب من الطيارين أن يحلقوا إلى مكان تكون السحب حيث تتم مراقبة الطائرة عن طريق الرادار الخاص بالمركز، ويتم توجيهه إلى المكان الدقيق من السحاب لبدء عملية التلقيح. أما عن نسبة مساهمة عمليات الاستمطار في زيادة مياه الأمطار على الدولة، أكد المركز أن ذلك يعتمد على تكرار تكون السحب الركامية داخل الدولة، فعلى سبيل المثال نجد أن نسبة تكون السحب الركامية قد يختلف من فصل إلى آخر، ومن سنة إلى أخرى، والذي يعتمد بشكل أساسي على الأحوال الجوية المصاحبة لأنظمة الضغط الجوي والسائدة على المنطقة، وبشكل عام فهي تسهم بشكل أو بآخر في توفير المياه. يشار إلى أن المواد المستخدمة في تلقيح السحب داخل الدولة هي مواد ملحية عادية مثل كلوريد الصوديوم وكلوريد البوتاسيوم، والتي تتوافر في الغلاف الجوي بشكل كبير، وهذه الإضافات التي تأتي من عمليات التلقيح داخل السحاب تكاد لا تذكر عند مقارنتها بالكم الكلي المتوافر بالغلاف الجوي، كما أن هناك دولا لها باع طويل في هذا المجال قامت بإجراء دراسات بهذا الخصوص وذلك بتجميع المياه الساقطة من السحب المعالجة ولم تجد أي نسبة زائدة على الإطلاق.