في كل نص لخامنئي وفي كل نص لـبراين دولي ستجد البحرين عاملاً مشتركاً يبحث عنها المرشد الايراني، كما يبحث عنها ذلك الصحفي أو الحقوقي كما يزعمون المدعو دولي. وإذا لم يجدا للبحرين موقعاً في موضوعهما لن يترددا أبداً بالزج بها حتى لو كانا يتحدثان عن صخور القمر أو أسماك البحر، فالبحرين لابد منها في أي حديث لهما. وإذا لم يكن لها محل من الإعراب، فالرجلان لن يثنيهما شيء عن الزج بالبحرين بمناسبة وبدون مناسبة الى الدرجة التي بات فيها الناس مقتنعين أن البحرين أصبحت عقدة في حياتهما وكابوساً يقلق نوم خامنئي وبرادلي. الاول شحنهم للدوار والثاني شارك في الدوار على طريقته، الاول خامنئي كان يعتبر الدوار منفذه للبحرين منه سيصل ومنه سيسطر ويحقق حلمه الكسروي القديم. والثاني دولي كان الدوار حلمه في القضاء على انظمة الحكم في الخليج العربي. ولأن الحلم عند الاول أُجهض على نحو ذريع؛ ولأن الحلم عند الثاني اخفق اخفاقاً شنيعاً فقد تحوّلت البحرين عقدة نفسية حطمت حلمهما، فأصبحا يهذيان بها هذاء المحموم من الحمى القاتلة. خامنئي يوم 25 نوفمبر يخطب في قوات الباسيج الذراع الميليشياوي لنظامه فتحضر البحرين في خطابه على خلفية اسطوانة المظلومية وأنغام الظالم والمظلوم ومعزوفة الأكثرية والأقلية، وهي النغمة النشاز التي مازال يعزفها رأس النظام الايراني لعلها تُعيد الروح في الجماعات إياها فتُعيد صناعة دوار ثانٍ ينفخ في حلم الرجل المجهض في آماله وأحلامه المصطدمة بواقع إقليمي كشف لعبته وما عاد قادراً على ان يخدع أحداً. وبراين دولي ولد ليعارض البحرين.. فهو وفي ينشر آخر الاسبوع أيضا نقداً لأوباما لكنه لا ينسى ان يزج باسم البحرين في هجومه. ثم يترك أوباما وشأنه ليتناول المقال / الهجوم على البحرين فهي عقدة عمره وقلق حياته فيخلط حابل بين حوار المنامة بين خطابات أوباما ليهاجم البحرين فقط ويتقاطع في هجومه مع خامنئي، فتسأل كيف اجتمع الرجلان وتقاطعا بهذا الشكل الحميم؟؟ هل جمعهما شدة كرههما للبحرين على خط واحد رغم التناقض بين خامنئي ودولي.. فالأول ولي فقيه كما يسمى، والثاني مدافع متحمس عن حقوق المثليين فكيف تقاطعا هكذا؟؟ الاول معمم ومرشد وولي وفقيه دين وإن لم يحج الى بيت الله كما قيل. والثاني يكرع كأس النبيذ بيد ويكتب بالأخرى، الاول لا يُغادر إيران والثاني صحفي سائح بين عواصم الغرب، فكيف تقاطعا وكيف تفاهما على الهجوم في كل خطاب لهما على البحرين وشعبها وحكومتها؟؟ الاول خامنئي يؤسس لحكومة دينية مذهبية تحكم العالم من طهران ومن قم تحديداً.. والثاني يتحدث عن تمكين منظمات المجتمع المدني لاحظ المدني، والاول لا توجد منظمة مدنية حقيقية في بلاده فيهاجم الثاني البحرين؛ لأن بها منظمات مجتمع مدني. الثاني دولي لم يعرف شيئًا عن تاريخ الحركة الوطنية البحرينية إلا من خلال ما يسمى بأحرار البحرين والوفاق وما ينضحان به من طائفية سياسية ومذهبية. والاول خامنئي وضع النص الأصلي للوفاق ولما يُسمى بأحرار البحرين، فكيف دخل الثاني الى ذلك النص ولم يخرج منه الى اليوم رغم يافطته المدنية التي يرفعها بوصفه مواطناً أمريكياً مدافعاً عن الحقوق التي خص بها طائفة دون أخرى ومكوناً دون آخر؟؟ الأول خامنئي اعتمد عمامة البحرين وكيلاً له.. والثاني دولي اعتمد عمامة في البحرين مصدراً لأخباره ومعلوماته. الأول خامنئي اعتبر البحرين الغنيمة المفقودة.. الثاني دولي اعتبر البحرين الحلم الموؤُود.. وما بين غنيمة مفقودة لخامنئي وحلم موؤود، موؤود لدولي تقاطع الاثنان في الهجوم في كل شاردة وواردة على البحرين التي صارت عقدة العقد لكيلهما.. ولن ينفع معهما سوى العلاج في المصحات النفسية من هذه العقدة التي ابتليا بها فابتلينا بهما.