في الوقت الذي يقضي فيه التلاميذ عطلتهم الفصلية، فضل مجموعة من الطلاب الاستغناء عن إجازتهم من أجل عرض إبداعهم في الخط العربي على الزوار في متحف دار القلم التابع لإدارة التعليم بالمدينة المنورة، الذي يزوره أكثر من 300 زائر يوما. 20 طالبا متميزا ذكر مدير معهد الخط العربي متحف دار القلم الخطاط عادل بري في حديثه لـ"الوطن" أول من أمس، أن عشرين طالبا يتناوبون لعرض إبداعهم على الزوار، وهم حصيلة دورات تقوم بها إدارة التعليم في مدارس المدينة المنورة، يتم في تلك الدورات اختيار المتميزين وتدريبهم بدورات مكثفة في المعهد، مضيفا أن القاعات الدراسية في متحف دار القلم أوجدت للطلاب أجواء ليكونوا بأنفسهم ضمن مكونات المتحف، وليقوموا بعرض مواهبهم في الخط العربي على الزوار. مبينا أن وزراء التعليم الثلاثة الأمير فيصل بن عبدالله ومستشار خادم الحرمين الشريفين الأمير خالد الفيصل ووزير التعليم عزام الدخيل، وقفوا بأنفسهم على إبداع الطلاب الموهوبين بالمتحف. شعور بالفخر ذكر عدد من الطلاب الخطاطين أن المتحف أصبح ملتقى لهم من مراحل التعليم المختلفة لتبادل الخبرات في فنون الخط العربي وأنهم يشعرون بالفخر بذلك، فقد أصبحت قاعة تدريبهم إحدى محطات زوار المتحف التي يتوقفون أمامها طويلا لمشاهدتهم وهم يحبرون الحرف العربي. إلى ذلك أثنت مجموعة "المدينة في قلوبنا" التي تضم نخبة من التربويين والخطاطين والإعلاميين، على ما وجدوه في متحف دار القلم، لا سيما جهود إدارة التعليم في تدريب الطلاب الخطاطين، ومنحهم فرصة لعرض إبداعهم في فن الخط العربي. ورش تدريبية يرى الناقد والإعلامي عبدالحفيظ الشمري، أن أسباب تردي الخط العربي، يعود إلى تساهل المؤسسات التعليمية في تطبيقات ومعايير كتابة الخط، فضلا عن غياب التشجيع وخلو المشهد من إستراتيجية متكاملة تخدم سلامة الخط وبقاءه نقيا. ويرى ضرورة عودة مادة الخط العربي إلى مكانتها في الجدول المدرسي على جميع المراحل. مشيرا إلى قيام بعض الخطاطين بعمل ورش تدريبية للطلاب للتعريف بالخط العربي وأنواع ورفع كفاءة الطلاب الموهوبين في هذا المجال، إلا أن تلك الجهود الذاتية تحتاج لاستراتيجية شاملة للتطبيق على مختلف المدارس.