أكد الروائي والكاتب خالد اليوسف أنه أمضى أكثر من تسعة أشهر في تواصل مباشر مع عدد كبير من كتّاب القصة القصيرة وكاتباتها، لأجل كتابة تجربتهم والحديث للمتلقي عن عالمهم الكتابي والإبداعي، حتى «اجتمع لديّ بعد صبر وانتظار هذا العدد الذي يعين على جمع مادة جديدة أو تم تجديدها، لأجل الخروج بكتاب متخصص بشهادات الكتاب والكاتبات في مجال القصة القصيرة، لكن عدداً منهم لم يستطع الفصل بين كتابته للقصة القصيرة والرواية، ويعود هذا لسيطرة الحالين الإبداعيتين لديهم». وقال اليوسف في حديث حول كتابه «القصة القصيرة السعودية شهادات ونصوص1»، الذي يضمّ شهادات ونصوصاً لعدد كبير من الكتاب ينتمون لأجيال مختلفة، وصدر عن كرسي الأدب السعودي في جامعة الملك سعود، «إن القارئ سيجد فيه تنوعاً جميلاً من مختلف مناطق المملكة، أي أن الكتّاب صورة أخرى لبيئتهم ومنطلق كتابتهم، والكتّاب يحملون ثقافات تأسست وتشكلت مما يختلط بهم ويبلور تفكيرهم وإبداعهم، وسيجد القارئ موسوعة قرائية اختزنها الكاتب في ذاكرته، وموسوعة تراثية وإرثاً كبيراً من الصغر وعالم الطفولة، ومن المكان والزمان، من الحكايات ومجالس الآباء والأجداد، أي أن المؤثرات التي مرت على الكتّاب انبعثت من جديد في هذه الشهادات». ولفت إلى أن الجيل الجديد القارئ لتجارب من سبقهم، فإن هذا الكتاب - في جزئه الأول - «يجمع لهم خلاصة تجارب كتّاب السرد القصصي، وكيف بدأت النواة الأولى لديهم، وكيف يستفيد المتطلع للكتابة من إبراز موهبته وتغذية أدواته وتنمية مهاراته الكتابية، وهذه الشهادات هي تجارب عقود متتالية». وأشار اليوسف إلى أنه كان يتمنى وجود الكاتب الراحل إبراهيم الناصر الحميدان، الذي كان وعده قبل رحيله بكتابة شهادته، «لكن القدر لم يمهله فانتقل إلى جوار ربه». وقال إنه أراد إثبات هذه الشهادات بشهادات إبداعية، «فتم نشر قصة قصيرة تالية للشهادة من كل كاتب وكاتبة، وهي من اختيار كتّاب القصة أنفسهم، وتقدم نماذج قصصية مميزة لكتّاب مميزين، ولعلنا بهذا الكتاب نسدّ فرجة فارغة في أدبنا المحلي، ونطلع المتلقي على شيء يتوق معرفته، وقراءة تفاصيل الحال الكتابية عند المبدعين». وأوضح اليوسف أن الكتاب عبارة عن بوح و«حديث الروح الجميل، وهو صدق الكتابة وتسطير الكلمات والمعاني، وهو قول الذات عمّا تجده ووجدته في طريقها، يختلط فيه ما يختلج القلب ويخامر العقل في حالات الإبداع مع الرؤى العميقة والأحلام العريضة بآمال كبيرة، وفلسفة الكتابة الخاصة بصاحبها. هذه هي الشهادة عن التجربة الكتابية وما تنهض به ويهيجها أو ما يعوق طريقها ويطفئ جذوتها. الشهادة عن كيفية التهيؤ للكتابة وما يكتنف لحظاتها أو ساعاتها». ومن أبرز الأسماء التي ضمها الكتاب أحمد الدويحي، وجبير المليحان، وإبراهيم شحبي، وجمعان الكرت، وحسن الشيخ، وحسن النعمي، وخالد خضري، وخليل بن إبراهيم الفزيع، وشريفة الشملان، وعبدالحفيظ الشمري، وعبدالعزيز الصقعبي.