أكد الدكتور طارق الحبيب أن شخصيات مختطفي الأطفال المنتشرة في المملكة تكون غالباً سايكوباتية تمتلك بعدا إجراميا خفيا، تتلذذ بخطف الأطفال والابتزاز بجمع المال. وأضاف الحبيب أن المختطف قد يكون لديه حالة نفسية مرضية تسمى بيدوفيليا، تجعل الإنسان في شوق للمعاشرة الجنسية مع الأطفال ولا يرتاح للكبار. ضعف الروابط الأسرية من جهتها، أشارت الأخصائية وداد السويدي إلى أن ضعف الروابط الأسرية أنتج أفرادا خرجوا إلى الحياة بدون رعاية تربوية، ففشلوا في حياتهم الدراسية والعملية، ولم يستطيعوا التأقلم مع النمط السائد في المجتمع، فأحدث ذلك صدمة نفسية لهم، إلى حد الانقلاب على المجتمع، الأمر الذي أوجد مشاعر تؤصل الإجرام في نفوس تلك الطائفة المنهزمة نفسيا والمنبوذة اجتماعياً. إلى ذلك، شدد الدكتور الحبيب على خضوع الطفل لجلسة علاجية بعد العثور عليه، لا سيما بعد الصدمة النفسية والاضطراب الذي يتعرض له إثر الخطف. وعن العوارض التي يعيشها الانسان أو الطفل بعد اطلاق سراحه، فتكلم الحبيب عن عوارض أساسية، منها ارتفاع درجة القلق حيث يعيش الانسان حالة خوف دائم وتوجس مستمر، كما يتجنب المختطف كل ما يذكره بهذا الشيء من مكان أو قصة أو اسم. أما لجهة انتشار عمليات الخطف مؤخراً، فأشار الأخصائي الاجتماعي أحمد السعد إلى أن تلك الحالات غالباً ما تحصل بسبب الإهمال وعدم الرقابة وكذلك البيئة، مشدداً على ضرورة زيادة الحرص ومتابعة الأبناء الدورية خاصة في استخدام وسائل التواصل الاجتماعي، لأن ضعاف النفوس منتشرين ويستخدمون مغريات مختلفة لجذبهم. يذكر أن من بين كل 7 عمليات خطف، يكون نصيب المواليد الجدد منها 5، ما دفع بعض مستشفيات الولادة والأطفال إلى وضع سواره لحماية المواليد من خطر الاختطاف أو الاختلاط. عقوبة الخطف من جانبه أوضح المستشار القانوني وعضو برنامج الأمان الأسري محمد الوهيبي أن عقوبة الخطف تخضع لتقدير القاضي الناظر في القضية، ولكنها قد تصل إلى حد الحرابة؛ كون الجاني يعد من المفسدين في الأرض، ويطبق الحد هنا إذا قام الشخص بهتك العرض أو كان من أرباب السوابق، كما يطبق حد الغيلة إذا كان الشخص المرتكب للجرم مؤتمناً على من قام بخطفه وعمل على استدراجه وهتك عرضه. وطالب عضو هيئة التدريس في جامعة الملك خالد الدكتور محمد آل ناجي بإيجاد دراسات تقدم أسبابا علمية للظاهرة وتطرح توصيات بعد دراسة للحالات التي عانى أصحابها من هذه المشكلة، لافتا إلى أن المجتمع يعيش تغيرات كبيرة متعلقة بالأسرة والتربية وتركيبة المجتمع. وكانت الطفلة جوري الخالدي اختُطفت قبل أكثر من أسبوع، من أمام مستوصف طبي في مدينة الرياض، حيث كانت برفقة والديها، قبل أن يقوم الخاطف بملاعبة الطفلة بهاتفه المحمول حتى تمكن من اخراجها خارج المستوصف وأخذها معه. المصدر - العربية.نت