عقب وصول السوق الصيني إلى حد الإشباع وتوجه الشركات الصينية إلى أسواق أخرى، بدأت مرحلة ازدحام التساؤلات الكبرى التي تحتاج إلى العثور على إجابات واضحة ودقيقة، من ينافس من في سوق الهواتف الذكية؟ وهل سيثق المستخدم العربي بهواتف الشركات الصينية؟ لعل في العودة إلى بعض الوقائع محاولة للتفسير. إنها مواجهة بين من يسعى جاهداً لانتزاع الهيمنة وبين أباطرة السوق، فخلال فترة انخفاض مبيعات كبرى الشركات وفقدانها لصدارة بعض الأسواق كما حصل مع آبل في الصين، بدأت شركة هواوي الصينية باعتلاء منصات التتويج ومنافسة ومقارعة الكبار. حيث تضاعفت شحنات الهواتف الذكية الخاصة بشركة هواوي إلى أوروبا بمعدل نمو بلغ 98 بالمائة في العام على أساس سنوي، ووصلت حصة الشركة إلى 12.4 بالمائة من مجمل السوق الإسبانية، بينما استحوذت على ما يقارب النصف من حصة السوق الإسبانية فيما يخص قطاع الأجهزة مرتفعة المواصفات. واستطاعت هواوي احكام قبضتها على 10.9 بالمائة من حصة السوق الإجمالية في إيطاليا، ونسبة 27.9 بالمائة فيما يخص قطاع الأجهزة مرتفعة المواصفات في إيطاليا. وحققت شحنات هواوي على مستوى السوق الصينية ما نسبته 81 بالمائة على أساس سنوي، وبلغت حصتها 15.2 بالمائة في السوق، لتنتزع المرتبة الأولى في الصين من شركة شاومي. وبلغت حصتها في السوق العالمية 9.5 بالمائة اعتباراً من نهاية الربع الثالث من العام الجاري، مما جعلها تحجز مكانها ضمن الثلاثة الكبار في سوق الهواتف الذكية العالمية، وعلاوة عن تواجد هواوي فيما يزيد عن 170 دولة ومنطقة يأتي ثلثي ما تحققه من عائدات من الأسواق خارج الصين. أما على صعيد المنطقة فقد شهد الشرق الأوسط وأفريقيا ارتفاع كبير في نسبة شحنات الشركة حيث بلغت 70 بالمائة، حيث احتلت هواوي المرتبة الثانية في السوق المصرية لأجهزة الهواتف الذكية. وفي غمرة الأحداث المتسارعة جاء إعلان هواوي رسمياً عن هاتفها الذكي Huawei Mate 8، الذي وصفته بأنه “أكثر هواتفها الرائدة تقدمًا”، ليصعد المنافسة وليوصل الشركة إلى منطقة اللاعودة. وأخيراً: وعلى رغم التحركات والتموجات في سوق الهواتف العالمية، لا شيء يوحي إلا أن هواوي قادرة فعلاً على مقارعة الأباطرة وستكون وشيكة من انتزاع صدارة هذه السوق. يبقى سؤال المرحلة: هل سيثق المستخدم العربي بشركة هواوي، على الرغم من تجربة سيئة في الماضي مع الشركات الصينية وما هي العوامل التي ستدفعه لمنح ثقته؟