سلطت جائزة رأس الخيمة للتميز التعليمي الضوء على المشاريع الابتكارية المنفذة في التدريس بمدارس المنطقة التعليمية، من خلال استحداثها فئة المعلم المبتكر، وإعطاء المعلمين فرص الإبداع في طرق التدريس، لإبراز مهاراتهم وابتكاراتهم لتحويل تحدياتهم إلى بيئة جاذبة للتعليم في جنبات مدارسنا الحكومية. ففي توظيف البرامج الإلكترونية، والمشاريع المحببة للتدريس، حظيت 3 معلمات مواطنات بالجوائز المقدمة في هذا الإطار و استحققن لقب المعلمات الملهمات حيث ساهمت مشاريعهن المطبقة في طرق التدريس في زيادة المستوى التحصيلي للطالبات. الخليج التقت المعلمات الثلاث للوقوف على مشاريعهن الابتكارية التي نلن من خلالها جائزة، و أثبتن من خلالها قدرات المعلم على الابتكار في طرق التدريس. المدرسة الذكية آمنة عبدالله قضيب الزعابي، معلمة رياضيات، فازت بفئة المعلم المبتكر في جائزة رأس الخيمة للتميز التعليمي في الدورة الحادية عشرة، وهي ذات خبرة امتدت 15عاماً في التدريس، وتقوم بأعمال منسق الجوائز للمسابقات في مدرسة الظيت للتعليم الثانوي، أشارت إلى أن خبرتها في المشاركة في مختلف الجوائز المتخصصة أفادتها في كيفية طريقة كتابة التقارير بمنهجية التقييم. وأوضحت أن المبادرات التي تبنتها انعكست آثارها في الطالبات وأولياء أمورهن وفي محيطها التربوي، إذ إنها بدأت قبل أربع سنوات بمشروع الرياضيات الذكية قبل أن يتوسع ويصبح المدرسة الذكية والتي وظفت فيها التقينات الحديثة للتعامل مع الطالبات والمعلمات، مستخدمة المنصات التعليمية edmodo وهي عبارة عن مجموعات إلكترونية خاصة يستخدمها المعلم للتواصل مع الطلبة وأولياء أمورهم، كما يتسنى له التواصل مع بقية المعلمين من خلال تحميل البرنامج الإلكتروني على الهاتف الذكي أو الحواسب الآلية، ويقدم فيه الامتحانات المباشرة بعد تحديد ساعات معينة للاختبار، وتستطيع الطالبة حل الامتحان وهي في المنزل مستعينة بالكتاب أو الوسائل الإيضاحية التي اختارتها لتمكنها من الحل بشكل صحيح. وأردفت: إن تلك الطريقة الإلكترونية ساعدت الطالبات، على فهم المسائل الرياضية بشكل أسرع فقد أصبح حلها يشكل تحدياً بين الطالبات اللواتي يتسابقن في حل الاختبار في المنازل، كما وضعت بالمنصة التعليمية مكتبة إثرائية فيها الكثير من مقاطع الفيديو التعليمية، ويمكن اتخاذها كمرجع تعليمي للطالبات. وأضافت آمنة الزعابي: عرضت المشروع الإلكتروني الذي طبقته على مديرة المدرسة مريم درويش آنذاك وتحمست لتطبيقه في المدرسة، لتصبح مدرستنا مدرسة ذكية قبل أن تطبق البرنامج الإلكتروني الشبيه لمبادرة صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، للتعلم الذكي في مدارس الحلقة الثانية، فنظمت دورات للمعلمات لكيفية توظيف عدة تطبيقات إلكترونية، وخاصة تلك التي أوظفها لأخذ الحضور اليومي وأدخل مستويات الطالبات من خلالها، بحيث إذا سأل ولي الأمر تكون قاعدة بيانات الطالبة ونشاطاتها ومستواها التعليمي جاهزاً في أي وقت. كما صممت استبانات إلكترونية لتحليل نتائج التحصيل التعليمي للطالبات، فقد كان الوقت المستغرق لتحليل النتائج لكامل طالبات المدرسة، أكثر من شهر، وبعد استخدامي للبرنامج الإلكتروني الذي اشتريته من حسابي، وعممته على المعلمات، أصبح الوقت أقل، حيث ساعدتي عدة معلمات لإدخال كافة البيانات اللازمة، وبعدها يسهل علينا تحليل النتائج بين الفصول الدراسية، وتحديد مستوى الطالبات في الفصل الدراسي الواحد، كما سهل البرنامج علينا تحديد الطالبات المتميزات في التحصيل الدراسي والطالبات الضعيفات. وتؤكد معلمة الرياضيات الزعابي، أن تطبيق تلك البرامج سهل في نشر ثقافة التعلم الذكي، حتى باتت التعاميم التي تصلنا سابقاً من المنطقة التعليمية، تصلنا مباشرة من خلال البريد الإلكتروني الذي ترسله سكرتيرة المدرسة. العصف الذكي وتوضح آمنة أن آخر وسيلة إلكترونية طورتها هي تصميم ألواح إلكترونية للعصف الذكي، إذ تعاني المعلمات ضيق الوقت، خاصة أثناء الحصص الدراسية، لذلك ارتأينا أن نطبق الألواح الإلكترونية للعصف الذهني بوضع محاور النقاش ونحدد ساعات زمنية معينة بحيث تبدي كل معلمة رأيها، وتشاهده مباشرة كل المعلمات والتربويات المشاركات في العصف ويتم تبادل النقاش إلكترونياً وعمل تقرير مفصل في نهاية العصف الذهني، وهو مشروع قدمته المدرسة كإحدى المبادرات الذكية لأسبوع الابتكار. أستاهل امتياز أما عن مشروع آمنة عبدالله الزعابي الثاني الذي فازت من خلاله على أفضل معلم مبتكر هو مشروع أستاهل امتياز وهو مشروع تحفيزي أطلقته قبل 8 سنوات لمادة الرياضيات، وهو عبارة عن تصميم له شعار الكرة الصفراء المبتسمة، بدأته في البيئة الامتحانية، التي تقدم فيها للطالبات هدايا عينية، وكذلك تعمل على ترتيب السبورة بحيث تكون جاذبة وتضع عليها العبارات المحفزة، وبعدها انتقلت في المشروع إلى المواد الأخرى كالأنشطة، كما استطاعت أن تنقل تجربتها إلى عدة مدارس، بعدها لاحظت الأثر الإيجابي الذي تركه المشروع في تقدم الطلبة في التحصيل الدراسي وفي انجذابهم للحصة الدراسية وبالأخص دروس الرياضيات، وبحمد لله تعالى استطاعت من خلاله أن تحفز طالبات استطعن أن يصلن لمراكز متقدمة على مستوى الدولة في التحصيل الدراسي. مقامات رائعة المعلمة شيخة أحمد سالم الشرهان النعيمي، معلمة لغة عربية في مدرسة الظيت للتعليم الثانوي، وخبرتها في التدريس امتدت إلى 20 عاماً، وفازت مؤخراً كأفضل معلمة مبتكرة من خلال طريقة التدريس التي تعتمد على المقامات، فهي مقامات رائعة وبالعربية زائعة، وهدف المشروع التجديد والابتكار بطريقة تدريس اللغة العربية. وأكدت أن طريقة المقامات جعلتها تحول دروس اللغة العربية إلى حكاية مسلية تقدمها للطالبات وتيسر من خلالها المفاهيم اللغوية ومبادئ اللغة وعرضها بأسلوب جذاب، فالمقامات هي نص نثري مسجوع ليس له طول محدد، وليس له موضوع معين يمتزج بالشعر غالباً، ويأخذ شكل الحكاية. وربطت الشرهان، قواعد النحو بمواضيع وطنية وشخصيات رائدة في المجتمع المحلي، وبأحاديث دينية، فمنها تعلمت الطالبة النحو، و الاستفادة من تلك المعلومات في حياتها العامة، موضحة أن هنالك طالبة استفادت من حديث شريف يوضح كراهية الاغتسال بعد الطعام وآثاره الصحية في دماغ الإنسان، إذ أثبت الدراسات الطبية بأن الدماغ حين يكون مشغولاً يهضم الطعام، وحينما تأتي عملية الاغتسال والاستحمام تعرقل عملية الهضم، فينتج عنها إصابة الإنسان بصداع، وأضافت: كانت هناك طالبة تشتكي دوماً من الصداع، ولم تعرف سببه، وسافرت خارج الدولة للعلاج، فلما علمت بالحديث الشريف أخبرت والدتها عن ذلك، وكفت عن الاستحمام بعد الطعام مباشرة فخف صداعها بعد أسبوع. وأكدت أن معلم اللغة العربية من السهل أن يربط تدريس اللغة بأشياء مفيدة ومعلومات غنية بشرط التبحر في العلم في مختلف المجالات. وأوضحت أن نتائج التدريس بالمقامات واضحة على مستوى طالباتها اللواتي حصدن الدرجات العالية في الامتحانات النهائي، مشيرة إلى أن الطالبات أحبت مادة اللغة العربية حيث صقلت مهاراتهن وشخصياتهن من خلال التفاعل مع المواضيع الوطنية والدينية. رسوم متحركة نفلة بورقيبة الخاطري، معلمة اللغة العربية في مدرسة الصباحية للتعليم الثانوي، أكدت أن تعليم اللغة العربية بشكل جامد، يدخل الرتابة والملل لدى الطلبة تجاه المادة ومواضيعها، وارتأيت تقديم عمل ابتكاري من وحي البرنامج التي استطاعت أن تستقطب الطالبات، فاجتهدت على تطويع تلك البرامج والرسوم المتحركة الخاصة بالإنمي استوديو والمانجا الخاص بشرق آسيا، وبدأت بالمشروع منذ 2008 وحين اكتمل تحكمي بالبرنامج التعليمي ربطته بعدها بدروس اللغة العربية، وأشركت الطالبات معي في إدخال الأصوات إلى برنامج الرسوم المتحركة من خلاله استطعت أن أشد الطالبات نحو النحو والبلاغة، كما ارتفع التحصيل الدراسي، وأصبحت الطالبات لا يخشين من موضوعات اللغة العربية وخاصة الصرف والعروض. وأضافت الخاطري: استطعت من خلال البرنامج أن أبعث للطالبات الغائبات عن الحصة رابط الأسئلة من خلال رسالة نصية، أوجهها للموقع الخاص بالبرنامج على الإنترنت وتحل الأسئلة الموضوعة من خلال المجلة الإلكترونية الخاصة بالفصل الدراسي.