أعلنت وزارة الدفاع الروسية إنقاذ طيّار الطائرة الحربية الروسية التي أسقطتها تركيا في سوريا، أول من أمس، بينما لا تزال جثة الطيار الأول في عهدة «الفرقة الثانية الساحلية»، وهي الفصيل التركماني الذي يقاتل في ريف اللاذقية، والذي «قد يسلّمه لتركيا لتتولى مهمة تسليمه أو التفاوض عليه مع تركيا»، وفق ما كشف عمر الجبلاوي المتحدث باسم ثوار سوريا في اللاذقية، لـ«الشرق الأوسط». وأوضح وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو أن إنقاذ الطيار تم خلال عملية مشتركة أجرتها القوات الروسية والسورية الخاصة، ولفت في بداية اجتماع للهيئة القيادية في وزارة الدفاع الروسية أن العملية استمرت لـ12 ساعة. كذلك، قالت وكالة «سانا» للأنباء (السورية الرسمية): «نفذت مجموعة من وحدات المهام الخاصة في الجيش العربي السوري ليل أمس عملية نوعية مشتركة مع القوات الخاصة الروسية، اخترقت خلالها مناطق وجود الإرهابيين بعمق 4.5 كيلومتر، وتمكنت من إنقاذ أحد طياري الطائرة الروسية (سو 24) التي أسقطت بنيران الإرهاب التركي، أمس». في المقابل، ذكرت وسائل إعلام روسية أن 18 من أفراد القوات الخاصة السورية و6 مقاتلين تابعين لحزب الله شاركوا في عملية الإنقاذ، مشيرة إلى أن العثور على مساعد الطيار تم بفضل جهاز بث إلكتروني. وأوضحت أن هذه القوة فتشت عن ملاح الطائرة في غابات منطقة الكوم الحدودية، وأنها عثرت عليه مختبئًا بعد أن توغل 6 كيلومترات داخل الغابات وقد نُقل إلى قاعدة حميميم الجوية بسوريا، وحالته الصحية لا تدعو إلى القلق. كما نقلت وكالة رويترز عن وكالة أنباء محلية روسية، عن الطيار الناجي من حادث إسقاط الطائرة الروسية، قوله: «ليس من الممكن أن يكون قد دخل المجال الجوي التركي»، لافتا إلى أن طاقم الطائرة يحفظ المنطقة عن ظهر قلب، ومؤكدا أنه لم يرَ أو يسمع تحذيرات من تركيا. وقال الطيار قنسطنطين موارشتين في حديث لـ«قناة روسيا 1»: «في الواقع لم يكن هناك أي تحذيرات. لا عبر اللاسلكي ولا بصريا». واستبعد احتمال اختراق طائرته المجال الجوي التركي. وقال: «هذا مستبعد، حتى لثانية واحدة، خصوصًا أننا كنا نحلق على ارتفاع 6 آلاف متر، وكان الطقس صافيًا. وكان كل تحليقنا حتى لحظة انفجار الصاروخ تحت سيطرتي. لقد شاهدت جيدا، كما على الخريطة، كذلك على الأرض أين الحدود وأين نحن؟!». وأكد أنه «لم يكن هناك حتى خطر بالدخول إلى تركيا». من جهته، قال الجبلاوي إن اللواء العاشر الذي عثر على جثة الطيار في منطقة عطيرة، سلّمها لغرفة عمليات الفرقة الثانية الساحلية، (الفصيل التركماني) وقد عرضت على أطباء شرعيين قالوا إن وفاته كانت نتيجة تعرض الطائرة للقصف وقد ظهر على جسمه وجسده آثار للرصاص. وأوضح: «عرض اللواء العاشر على أنقرة تسلم الجثة لتفادي أي مشكلات، لكن الأخيرة طلبت من (الجيش الحر) التفاوض عليه، إلى أن اتخذ القرار أن تتسلّمها الفرقة الثانية المحسوبة على الأتراك، ليتم بعدها التنسيق بين الطرفين بشأن تسليمها إلى موسكو أو التفاوض عليها». وأشار الجبلاوي إلى أن فصائل المعارضة، كانت قد رصدت تواصل الطيار الثاني الناجي مع قيادة مطار حميميم، من منطقة قريبة من جبل 45 الخاضع لسيطرة النظام قد أن تنقطع إمكانية رصده. وكانت هيئة الأركان الروسية قد أكدت، أول من أمس، مقتل قائد الطائرة التي أسقطتها مقاتلة تركية بسوريا، وأحد عناصر مشاة البحرية الذين شاركوا في عملية إنقاذ أطلقتها روسيا في ريف اللاذقية الشمالي مباشرة بعد إسقاط الطائرة. كما وقع الرئيس الروسي على مرسوم يقضي بمنح جوائز حكومية إلى العسكريين اللذين قضيا في سوريا، وتكريم ملاح الطائرة الذي تم إنقاذه. وجاء في المرسوم: «تم منح لقب بطل الاتحاد الروسي إلى اسم المقدم الطيار أوليغ بيشكوف تكريما لما أبداه من البطولة والشجاعة والبسالة في سبيل أداء واجبه العسكري.