×
محافظة المنطقة الشرقية

عام / الجهات الحكومية بالقطيف تنجح في تنفيذ الخطط التي وضعت لمواجهة الأمطار

صورة الخبر

محيي الدين الشوتري (عدن) تشكل عملية القرصنة البحرية في خليج عدن والبحر الأحمر الهاجس المؤرق لدول العالم، لا سيما أن هاتين المنطقتين مستهدفتان بشكل كبير، حيث أشارت بعض الدراسات إلى تعرض 95 سفينة للاعتداء منذ 2007. وقد وقع ممثلو 20 دولة في صنعاء في أكتوبر 2008 على اتفاقية لمكافحة القرصنة والسطو المسلح عقب تزايد عمليات اختطاف السفن وتعرض الأمن البحري والحركة الملاحية الدولية لمنطقة البحر الأحمر للخطر. إلا أن هذا الاتفاق لم يحد من ظاهرة القرصنة إلى حين إطلاق التحالف العربي بقيادة المملكة العربية السعودية عملية عاصفة الحزم في مارس الماضي ضد متمردي الحوثي والمخلوع صالح، وأتبعها بعملية «إعادة الأمل»، حيث تلاشت هذه الظاهرة في ضوء الوجود المكثف للقطع العسكرية البحرية في المياه الإقليمية لليمن، الأمر الذي انعكس على الحد من القرصنة، وأيضاً منع تهريب الإمدادات العسكرية إلى المتمردين الانقلابيين. وقال الخبير العسكري العميد الركن ثابت حسين صالح نائب رئيس المركز الوطني للدراسات الاستراتيجية برئاسة الجمهورية «إن القرصنة في منطقة القرن الأفريقي كانت بفعل عصابات وقوی تهدف إلى ابتزاز دول المنطقة وشركات الملاحة الدولية لأغراض سياسية واقتصادية ومالية، وساعدها على ذلك انهيار الأنظمة وضعف أجهزتها الأمنية والعسكرية وفسادها، خاصة في الصومال واليمن وجيبوتي». وأضاف «إنه بعد انطلاق عاصفة الحزم التي وضعت ضمن أهدافها فرض حصار بحري على اليمن، خفت هذه القرصنة إلى حد بعيد، حيث استطاعت البحرية المصرية والسعودية السيطرة على المنافذ الرئيسة والشريط الساحلي لليمن والمنطقة المجاورة». وقال قاسم المحبشي الأستاذ في جامعة عدن «إن أعمال القرصنة في خليج عدن والبحر الأحمر تصاعدت منذ مطلع تسعينيات القرن الماضي بعد انهيار الصومال ودمج جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية (دولة الجنوب) التي كانت تحرس شواطئ ومياه خليج عدن وبحر العرب الممتد من باب المندب إلى المهرة بـ (الجمهورية اليمنية - دولة الوحدة بالغة الهشاشة والفساد، إذ أفضى اهتمام نظام صالح في صنعاء بتركيز السلطة هناك وترك قراصنة البحار يسرحون ويمرحون في خليج عدن والبحر الأحمر، بل وكان النظام يشجع القرصنة لغرض ابتزاز دول الإقليم ودول العالم الأخرى، ولا يخفى على أحد حادثة تفجير المدمرة الأميركية كول التي تمت بحسب المعلومات بتواطؤ النظام اليمني»! وأضاف «إنه على مدى السنوات الماضية، شهد خليج عدن والبحر الأحمر جرائم قرصنة كثيرة، الأمر الذي دفع بالكثير من الدول الكبرى، ومنها الصين وروسيا والولايات المتحدة وبريطانيا، إلى إرسال سفن عسكرية لحماية مصالحها في هذا الممر الدولي الحيوي، وهذا ما استفز إيران التي عملت منذ زمن طويل على تشجيع أعمال القرصنة في الجنوب بغرض تسهيل مهمة السيطرة عليها، وهذا ما كشفت عنه قوى الانقلاب الحوثي الحليفة لإيران بغزوها للجنوب، ودفع مليشياتها في المعركة على شواطئ بحر العرب وباب المندب وما زالت». وأشار إلى أن تهديدات حركة الملاحة الدولية في خليج عدن والبحر الأحمر اليوم باتت أكثر مما مضى، إذ وفرت الحرب في اليمن بيئة خصبة لأعمال القرصنة، ولولا وجود السفن المصرية والخليجية والسعودية في خليج عدن والبحر الأحمر لحولتها مليشيات الحوثي الإيرانية إلى بؤرة ملتهبة بجرائم القرصنة النوعية الهادفة لتحقيق مكاسب سياسية في صراع إيران مع العالم والإقليم. وقال المهندس جمال باهرمز «إن مضيق باب المندب المعبر الأسهل للسفن التجارية والعسكرية التي تتوجه عبر البحر الأحمر وخليج عدن إلى شمال آسيا وأفريقيا وحوض البحر الأبيض ودول أوروبا، فهو الممر المائي الأسهل من رأس الرجاء الصالح في المحيط الهندي، ومن يتحكم في هذا المضيق يستطيع التحكم بكثير من التبادل التجاري والتعاون العسكري بين الشمال والجنوب والشرق والغرب، كما أن التحكم في هذا المضيق يهدد أمن ووجود دول المنطقة المطلة أو القريبة منه بشكل خاص، ويهدد الأمن القومي العربي بشكل عام. وعلى سبيل المثال فالتحكم بالمضيق بالنسبة لمصر معناه تجميد 80% من النشاط التجاري لقناتي السويس بسبب عدم مرور السفن في هاتين القناتين». وأضاف «من له مصلحة في ذلك غير إسرائيل، وقد علمنا أن إسرائيل توغلت في السابق في المضيق عبر إثيوبيا وإريتريا وبالتعاون مع نظام الحكم السابق في صنعاء بإنشاء محطات لرصد السفن المارة بالرادارات وعمليات القرصنة وتأجير الجزر لإسرائيل. وقد كشفت الاستخبارات الأميركية أن لإسرائيل قوة عسكرية في الدول المطلة للمضيق، أهمها إريتريا وأن هذه القوة توجد في أرخبيل دهلك وميناء مصوع، وتقوم ببناء مهابط للطائرات ومحطات لرصد ومتابعة السفن في جزيرتي (فاطمة) و(حالب)، بالإضافة إلى شق مجري مائي في جزيرة دهلك لاستخدامه عند الضرورة، وبناء قاعدة عسكرية ومطار في تلك الجزر التي تسيطر عليها منذ عام 1990، ومركز للتنصت في جبال سويرا لجمع المعلومات الاستخبارية لتحركات الدول التي تعتبرها معادية لها في البحر الأحمر». وأضاف «إنه في الآونة الأخيرة عندما تمردت مليشيات صنعاء على الشرعية الممثلة بالرئيس عبدربه منصور هادي في اليم، بدأت دول التحالف العربي بقيادة المملكة العربية السعودية في ضرب المتمردين، وسيطرت على المياه الإقليمية، فلم نعد نرى أي قرصنة أو تهريب إرهابيين أو سلاح أو اتجار بالبشر، ما يدل على أن عصابات الإرهاب في صنعاء هي أحد أركان زعزعة الأمن القومي العربي، وأن وجودها واستمرارها هو تهديد للأمن القومي العربي، وللسلم العالمي».