أتقدم بتحية شكرخاصة لصاحب السمو الملكي رئيس الوزراء الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة لتوليه الملف الخاص بمرض فقر الدم المنجلي (السكلر) وتوصياته التي تحث على التطوير والارتقاء بالمستوى الخدمي الصحي عامة ولهذه الشريحة الكبيرة بشكل خاص والشكر موصول لوزيرة الصحة الأستاذة فائقة بنت سعيد الصالح على مبادرتها بالزيارة التفقدية الأخيرة لكل من قسم الطوارئ ومركز أمراض الدم الوراثية بمجمع السلمانية وما ترتب على هذه الزيارة من تخصيص مكانين بدائرة الطوارئ لمريضات السكلر الذين عادة ما يتم إبقائهم في غرفة صغيرة تعجز عن استيعاب العدد الكبير من المرضى مما يؤدي للإلقاء بهم في الأزقة الضيقة والممرات بلا ستر ولا خصوصية سابقاً ناهيك عن كارثة إشراكهم بغرف العزل الموبوءة بالطوارئ ونقلهم بعد طول انتظار في قسم الطوارئ لمدة لا تقل عن2 7 أيام للأجنحة المليئة بشتى الأمراض وغير المهيأة لعلاج السكلر فتنتقل الآفات والفيروسات بسهولة حيث ضعف مناعة أصحاب هذا المرض وما يترتب على ذلك من أثار سلبية تنعكس مباشرة على صحة المرضى. سعُدنا بتخصيص مكانين بالطوارئ ولكن المشاكل الآخرى تقف حائلا بين الفرحة الحقيقية بقلوب المرضى وهنا تبرز ثقتنا برئيس الوزراء ووزيرة الصحة التي هي أكبر من كل العقبات وأقوى من كل التحديات حيث حرصهم على إيجاد الحلول المناسبة لكافة المشاكل التي يواجهها المنجليون والتي تتمثل في مسألة التأخير في عملية التصنيف التي يضطر فيها مريض السكلر انتظار دوره بإحدى الغرفتين المخصصتين لتصنيف جميع حالات الطوارئ دون استثناء حاله كحال أي مريض آخر عوضاً عن توجيهه المباشر للغرفة المخصصة للسكلر وتصنيفه بالغرفة التي ما زالت تفتقر لطبيب موحد يشرف على علاج جميع المرضى. بالإضافة لذلك، القرارات المتعسفة المتعلقة ببروتوكلات العلاج، فهؤلاء المرضى الذين يعانون الكثير من مرارة الأوجاع الجسدية اللاتي تحدوهم للتوجه على مضض لمجمع السلمانية الطبي ليبقون يكابدون الآلم دون علاج لمدة قد تتراوح ما بين ساعة إلى أربع ساعات زمنية فأكثر بلا مُسكن للألم ولا مهدئ للعويل وذلك في ظل عزوف المستشفيات الخاصة عن استقبال وعلاج مرضى السكلر من جهة وتلكؤ بعض أطباء المراكز الصحية عن العلاج من جهة آخرى معولين أسباب امتناعهم عن العلاج بحجج واهية وأسطوانة مبررات تتناقض كلياً مع بنود ميثاق شرف مهنة الطب الإنسانية السامية والتي تتمثل في إحالتهم للتحقيق والمُساءلات القانونية. فأي منطق هو هذا وأي بند من بنود الميثاق الذي يعطي الطبيب صلاحية الامتناع أو المماطلة بعلاج مرضى الفقر الدم المنجلي (السكلر) دون سواهم وكأن علاجنا غدا جريمة يُحاسبون عليها مُتناسين بذلك الحقوق الأساسية لكل مريض دون استثناء والمُشار إليها بالموقع الإلكتروني الرسمي لوزارة الصحة البحرينية والتي تنص على من حق المريض تلقي الرعاية الرحيمة والمحترمة ورعايته صحياً بشكل وافٍ على أساس حاجته، مع عدم وجود أي تمييز في تلقي الرعاية الصحية. فما الحِكمة في منهجية الإنتظار وقد وصل عدد ضحايا مرضى السكلر إلى 30 ضحية حتى هذا اليوم جراء الإهمال والتهاون بالتعاطي الإيجابي لشكوى المريض وهنا تظهر الحاجة المُلحة للجدية والمصداقية في التشخيص والعلاج بالإضافة لتخصيص وحدة عناية مركزة وتوفير أكثر من جناح لمرضى السكلر فقط حتى لا يتم مزجهم بالمرضى الآخرين تفادياً لإنتقال الأمراض المُعدية وحرصاً أكثر على سلامة مريض السكلر. ] هدى محسن عبد الحسين