محمد سعيد حارب، مواليد 1978، دبي، خريج جامعة نورث إيسترن بوسطن، تخصص فنون عامة وتحريك صور. في زمن ما، تحرك نحو فكرة فنية إبداعية رائعة، حيث الذهاب نحو فريج إماراتي ذي طعم خاصة، فريج فني إمارتي أول، وأول عمل كرتوني ثلاثي الأبعاد في الشرق الأوسط، لتكون انطلاقة العرض الأول في رمضان 1427 ه، يوافقها سبتمبر/أيلول 2006، بشخصياته الرئيسية، أربع أمهات تراثيات (أم سْعيدْ، أم خَمَّاسْ، أم عَلاّوِي، أم سَلُّومْ)، فيما كان العام 2009، عام إصدار كتاب الألغاز، الذي يروي قصة الأمهات الأربع بحكايات ملغزة تستوجب حلاً من المشاهدين. محمد سعيد حارب، عمل، ولا يزال يعمل على إبراز الهوية الوطنية الإماراتية، وعمل ومازال يعمل على أن تكون الفئة الرئيسية المستهدفة من أعماله الفنية الكرتونية (الأطفال والنشء)، من دون أن ينسى، أو يتناسى فئة الشباب، وكل الشرائح المجتمعية، الكبار والصغار، الوطنية المحلية والوطنية العربية المقيمة. وفي رمضاننا الحالي 1436 ه، ذهب إلى النبش في التراث العربي الإماراتي، الذي لا يختلف كثيراً عن التراث العربي الخليجي، وبخاصة البحري منه، الذي هو محور الفكرة الدرامية للعمل، والرسالة التعليمية. ولعل اتكاءته على المندوس الإماراتي، ذلك الصندوق السحري المملوء بالأسرار والحكايات، إشارة إلى توجهه الصادق نحو تعريف الأجيال بالموروث والمصطلحات البحرية الغنية بقيم وحكايات الآباء والأجداد والمجتمع الإماراتي بحضارته التراثية الممتدة من جيل إلى جيل. محمد سعيد حارب، على الرغم من استفادته الضمنية غير المعلنة من المخزون التراثي الأصيل لدى والده الدكتور سعيد حارب، إلا أنه في المسلسل الكرتوني المثير للإعجاب والتصفيق والتأييد المندوس، يذهب علانية نحو الاستفادة من المستشار التراثي جمعة خليفة بن ثالث الحميري، صاحب موسوعة الإمارات البحرية، الصادرة في العام 2012 عن هيئة المعرفة والتنمية البشرية التابعة لحكومة دبي. وهو، بهذه الاستشارة التراثية، يؤكد عدم عشوائية أعماله الفنية، التي يؤكد عبرها، يوماً بعد يوم، أنه معني تماماً، كما سواه من المثقفين الإماراتيين، بإيصال الرسالة الوطنية الإماراتية إلى أبعد بقعة جغرافية ما أمكن ذلك، الأمر الذي يتطلب مساندة العمل الكرتوني المميز هذا المندوس، الذي تكفل بإنتاجه مركز الجليلة لثقافة الطفل. يتطلب الأمر تبنيه عالمياً، كما سواه من الأعمال الفنية الكرتونية الإماراتية الأخرى، فعالمية الأعمال الفنية والأدبية وعموم الأعمال الثقافية، تتطلب الترويج لها وحسن توزيعها، وهو دور منوط بالملحقيات الثقافية في الدول العربية والأجنبية على السواء، فكما ترد إلينا الأعمال العالمية مترجمة أو مدبلجة، فإن أعمالنا بحاجة إلى ترجمتها ودبلجتها بلغات ولهجات عربية وعالمية أخرى، وهو دور تتشارك فيه أطراف عدة، منها وزارة الخارجية، والملحقيات الثقافية الإماراتية، ووزراة الثقافة وتنمية المجتمع، ومختلف شركات الإنتاج المحلية التي لها القدرة المادية، أو لها الصفة الرسمية في ذلك. a_assabab@hotmail.com