حوار - أكرم الكراد: أكد محمد حسين الشعالي رئيس مجلس إدارة شركة جلف كرافت على أن المشهد الملاحي الترفيهي القطري في ازدهار مستمر خاصة في ظل الإقبال على شراء أحدث اليخوت، مشيرا إلى أن دولة قطر باتت خلال فترة قصيرة سفيراً معتمداً للمشهد الملاحي على مستوى العالم، وواحدة من أنشط المجتمعات الملاحية في منطقة الخليج، وذلك بفضل ما يشهده المشهد الملاحي الترفيهي في قطر من تحوّل من القوارب إلى اليخوت، فضلاً عن الزيادة في أحجام المراكب. وأشار الشعالي خلال لقاء مع الراية على هامش معرض قطر الدولي للقوارب إلى تزايد القوة الشرائية في القوارب واليخوت نظرا لانتشار الثقافة الملاحية لدى الشعب القطري فضلا عن الاستثمار المتواصل في مشاريع المدن البحرية مثل مدينة لوسيل واللؤلؤة قطر. وأوضح أن المشاركة في معرض قطر الدولي منذ انطلاقته تنبع من دعم السوق القطري بأحدث المنتجات الموجودة عالميا في مجال اليخوت خاصة أن المعرض يلبي احتياجات السوق النشط في الدولة لافتا إلى أن حصة جلف كرافت من السوق القطري تبلغ 40%. > في البداية كيف ترى تطور السوق القطري بالنسبة للمراكب الترفيهية خلال السنوات العشر الماضية، وما هي توقعاتك للمستقبل؟. - إن المشهد الملاحي الترفيهي في قطر يشهد تحولاً من ركوب القوارب إلى ركوب اليخوت، فضلاً عن الزيادة الحاصلة في أحجام المراكب، ففي السابق كان من النادر مشاهدة يخت سوبر في قطر، أما اليوم فيمكن للمرء أن يراها مراراً راسية أو تمخر عُباب الماء، حتى برهنت البلاد على قدرتها على أن تكون سفيراً معتمداً للمشهد الملاحي على مستوى العالم، ولقد أصبحت قطر واحدة من أنشط المجتمعات الملاحية في منطقة الخليج، حيث نجد أن أصحاب المراكب لا يزيدون حجم مراكبهم بدافع الترف فحسب، وإنما أيضاً للاستمتاع بتجربة إبحار أكثر راحة وأماناً عند الإبحار في أنحاء المنطقة. الأنماط الشرائية > كيف تصفون الأنماط الشرائية الرئيسية لسكان قطر في سوق الملاحة الترفيهية، وما الذي يحرّك هذه الأنماط؟ - للثقافة القطرية تاريخ وإرث بحري ثر، لطالما لعبت فيه الأنشطة البحرية والملاحية دوراً حيوياً، فقد استخدمت القوارب لصيد السمك والغوص، وبمرور الوقت تحوّل استخدام القوارب إلى نمط حياة، وازداد اهتمام هواة الملاحة في قطر بالرحلات البحرية الفاخرة وقضاء أوقات عائلية في عرض البحر، وهذا الأمر يتماشى مع التوجهات العالمية، فبتنا نشهد اهتمامات متنوعة بالترفيه البحري، وبالتالي حاجة متزايدة إلى مجموعة متنوعة من المراكب التي تلبي تلك الاهتمامات. ويمكن أن يُعزى هذا التوجه الناشئ إلى ثلاثة محركات رئيسية هي زيادة القوة الشرائية، إذ ازداد أعداد القادرين على شراء اليخوت أكثر من أي وقت مضى، كما انتشرت ثقافة الملاحة المثيرة للاهتمام والتي أتاحت المجال للاستمتاع بتجارب بحرية ومائية جديدة، علاوة على الاستثمار المتواصل في مشاريع الواجهات البحرية في قطر، مثل مدينة لوسيل واللؤلؤة قطر. السوق القطري > ماذا عن سبل تعزيز مشهد الملاحة الترفيهي في قطر؟ - إن المشهد الملاحي مزدهر في قطر، ولكن هناك حاجة إلى الترويج لركوب اليخوت والقوارب كنمط حياة، فإن هذه الرياضة انبثقت في الأصل من حب البحر، ولكننا بحاجة إلى جعل الاستمتاع بالملاحة أمراً يسيراً وسهل المنال وذلك عن طريق تعزيز البنية التحتية الملاحية في البلاد من خلال تطوير المراسي وتحويل السواحل إلى وجهات جميلة يمكن الاستمتاع فيها بنمط الحياة المنشود، فضلاً عن إنشاء مراكز للخدمة الملاحية ورفع قدرات الدعم الفني المتاحة لمستخدمي البحر، وكل هذا يلعب دوراً مهماً في تشكيل نظرة الناس إلى الاستجمام والترفيه والسفر المرتبطة بالبحر، وتحويلها من وسيلة لتحقيق غاية ما إلى تجربة ثرية وممتعة. مواكبة النمو > ما تطلعاتكم من معرض قطر الدولي للقوارب؟ - يلبي معرض قطر الدولي للقوارب احتياجات سوق اليخوت النشطة في البلاد، ونحن نرى في استمرار مشاركتنا بالحدث، ومواكبة نموه، جزءاً من التزامنا الثابت تجاه خدمة محبي البحر والملاحة في قطر، كما نرغب من خلال مشاركتنا في دعم نمو الحدث ليصبح ملتقىً سنوياً لمحبي اليخوت، ولإعطائنا منصة لتكرار التواصل مع عملائنا في قطر وإقامة علاقات مع عملاء جدد، فمعرض قطر الدولي للقوارب يمهد الطريق لنا للمساهمة في ازدهار المجتمع الملاحي في البلاد. وخلال مشاركتنا هذا العام قمنا بعرض أكبر يخت سوبر في المعرض، وهو اليخت ماجستي 135، كما قدمنا لزوار المعرض أكبر تشكيلة من اليخوت والقوارب، ضمن أوسع أسطول نجلبه إلى المعرض، وأستطيع القول إن كل قطعة تم عرضها لدينا كانت في حد ذاتها تجسيداً للابتكار، سواء كان يختاً من مجموعة اليخوت السوبر ماجستي الفاخرة، أو يخوت نوماد العابرة للبحار، أو قوارب أوريكس الرياضية، أو قوارب الصيد والرحلات الترفيهية سيلفر كرافت، وهذه المراكب جميعها تلعب دوراً حيوياً في تلبية الاحتياجات الملاحية المتنوعة لعملائنا في قطر، سواء كانوا من هواة اليخوت السوبر أو من المالكين الجدد، ومن الإنجازات التي احتفلنا بها في معرض قطر للقوارب، تدشين مركبين جديدين لأول مرة على مستوى العالم، واحد من مجموعة سيلفر كرافت، والآخر من مجموعة أوريكس. السوق القطري > ما حصة جلفت كرافت من السوق القطري؟ - تستحوذ جلف كرافت على 40% من سوق الملاحة الترفيهية في قطر، وترتبط مع السوق القطرية بعلاقة فريدة، نظراً لطبيعة عملها مع عملائها، وقد نجح سكان قطر في سبر أغوار الملاحة باليخوت والقوارب، وتمكّنوا من صوغ ملامح جديدة للتجربة الملاحية، وهي العملية التي نعتقد أننا متأصلون فيها، نظراً لقدرتنا على بناء المراكب وفق مواصفات خاصة وحسب حاجات العملاء وتطلعاتهم وتوقعاتهم المتغيرة، وحرصنا على الوفاء بتلك الاحتياجات والتطلعات في كل خطوة نخطوها معهم، لذلك فقد تطورنا مع عملائنا، ما يجعلنا شركاء في تطوير المشهد الملاحي برمّته، بدلاً من مجرد مورد للمراكب، وبالتالي فأنا أرى أن أي شركة يمكن أن تقيم مثل هذه العلاقة المتميزة مع عملائها سيكون من الطبيعي أن تكون الشركة المفضلة في السوق. > ما هي خططكم المستقبلية في قطر؟ - نحن ملتزمون بالتأكيد بتعزيز مستوى خدمات الدعم المقدمة في قطر، وهذا الالتزام يشكل اليوم نقطة نقاش رئيسية نتدارسها بعناية وفق عدة سيناريوهات لنرى كيف يمكننا تحقيق هذا الأمر. اليخت ماجستي 155 > دشّنت الشركة حديثاً اليخت ماجستي 155، فكيف كان صدى هذا التدشين؟ - لقد كانت ردة الفعل على إطلاق اليخت ماجستي 155 رائعة، سواء في منطقة الخليج أو على الصعيد العالمي، حيث شكّل هذا اليخت السوبر بطوله البالغ 47 متراً محطة مهمة من محطات الإنجاز في مسيرة جلف كرافت، وجاء تتويجاً لحِرفية متميزة وقدرات تقنية رفيعة، وأن أحجام اليخوت والقوارب التي نبنيها ليست محدودة بسقف معيّن، ولذلك فإن اليخت ماجستي 155 لن يظلّ طويلاً أكبر يخوتنا السوبر وأكثرها تميزاً، وعلى عشاق اليخوت في العالم أن يأملوا بالاطلاع قريباً على أحدث ابتكارات جلف كرافت، حيث أنه وبفضل تطور القطاع الملاحي واشتماله على التطورات التقنية المتواصلة، فإن هذه القدرة الابتكارية رفيعة المستوى لا تقتصر على مراكبنا الأكبر حجماً، وإنما يمكن لمسها وتجربتها في جميع مراكبنا، والتي من بينها المركبان اللذان تم تدشينهما في معرض قطر الدولي للقوارب لأول مرة على مستوى العالم.