أفاد مسؤولو الصحة بأن ليبيريا وضعت 153 شخصاً تحت المراقبة، في إطار سعيها لمنع تفشي وباء «إيبولا» مجدداً في العاصمة مونروفيا، بعد أكثر من شهرين على إعلان خلوها من الفيروس. وظهرت ثلاث إصابات بالفيروس في ليبيريا الجمعة الماضي، وكانت الحالة الأولى لصبي عمره 15 عاماً، ويدعى ناثان جبوتوي من بينسفيل شرق مونروفيا. وتأكدت إصابة اثنين من أفراد العائلة بالفيروس، ونقلا إلى المستشفى لتلقي العلاج. ولم تُعرف كيفية إصابة العائلة بالمرض. وقال كبير مسؤولي الطب في ليبيريا، الدكتور فرنسيس كاتيه، أن «هناك ثلاث حالات إصابة مؤكدة، وأحصينا 153 شخصاً كانوا على اتصال بهم، وصنفناهم على أساس احتمالات العدوى العالية والمتوسطة والمنخفضة». وأعلنت «منظمة الصحة العالمية» خلو ليبيريا من الوباء مرتين واحدة في أيار (مايو) الماضي والثانية في الثالث من أيلول (سبتمبر) الماضي، ليعاود المرض الظهور مجدداً. وعانت ليبيريا من أعلى عدد وفيات في أسوأ تفشٍ مسجل لـ «إيبولا» في التاريخ. ويبدو انتقال المرض عبر الحدود غير مرجح، لأن غينيا جارة ليبيريا لم تسجل أي حالة، وقامت سيراليون بإعلان خلوها من «إيبولا» هذا الشهر بعد مرور 42 يوماً من دون ظهور أي حالة. وقتل الفيروس حوالى 11 ألف و300 شخص في غينيا وسيراليون وليبيريا. وتشير إحصاءات الأمم المتحدة إلى أن اكتشاف هذه الحالات يمثل «انتكاسة» لليبيريا التي شهدت أكثر من 10 آلاف و600 حالة إصابة، وأربعة آلاف و808 وفاة بـ «إيبولا» منذ بدء الإعلان عن ظهور المرض في آذار (مارس) العام الماضي. ويتعيّن على المناطق التي تعاني من تفشي الوباء أن تقضي 42 يوماً من دون تسجيل أي حالة جديدة، على رغم فرض «منظمة الصحة العالمية» 90 يوماً إضافية إلى رصد أي حالة إصابة جديدة بالمرض. وذكر أطباء مختصون بالمرض أن «حالات عودة المرض للظهور قد تسجل لدى 10 في المئة من المرضى الذين تماثلوا للشفاء. وقد يطيل العجز عن إيجاد تفسير لعودة ظهور الفيروس أمد جهود مكافحة الوباء لعام ثالث». وأوضح الباحثون أن «الاتصال الجنسي هو التفسير المرجح لإعادة ظهور الوباء في المنطقة، لأن الفيروس يبقى في الأنسجة الملساء بالجسم وفي السائل المنوي فترة تتجاوز فترة الحضانة البالغة 21 يوماً لتصل إلى 90 يوماً».