×
محافظة المنطقة الشرقية

أسرار عن فوائد الزيتون ربما لا يعرفها الكثيرون!

صورة الخبر

من المؤلفات النقدية الجميلة والممتعة كتاب (أكثر 38 خطأ في الكتابة القصصية وكيف يُمكن تحاشيها)، ويمتاز هذا الكتاب بأن مؤلفه مُتخصص في الفن الذي يكتب عنه، ويمتلك خبرة طويلة ساعدته على تتبع ورصد أبرز الأخطاء التي يقع في الكُتاب الشباب باستمرار، ويُمكن أن يستفيد منه كُتاب القصة والرواية جميعًا بغض النظر عن خبرة الكاتب في ممارسة الكتابة. وكم نحن في حاجة لمثل هذه النوعية من المؤلفات في مجال الشعر أيضًا لتكون مرجعًا يستعين به الشعراء الشباب، فوجود مثل هذا النمط من الكتب سيكون له أثر كبير في اختصار الطريق على الشاعر وتجنيبه مغبة الوقوع في أخطاء فنية وقع فيها الشعراء الذين سبقوه في كتابة الشعر، وقد أدّى غياب –أو ندرة-مثل هذه المؤلفات النقدية، وميل بعض النقاد للتوسع في تبرير أخطاء الشعراء وإدراجها تحت مفهوم "الضرورات الشعرية" و"يجوز للشاعر ما لا يجوز لغيره"، أدى إلى استمرار ارتكاب الشعراء لأخطاء بسيطة وصريحة في كتابة القصيدة. في كتاب (ذم الخطأ في الشعر) يعترض ابن فارس على مساحة الحرية التي تُمنح للشاعر تحت مُسمى "الضرورات الشعرية" ويتساءل: "ما الوجه في إجازة ما لا يجوز إذا قاله شاعر؟ وما الفرق بين الشاعر والخطيب والكاتب؟ فإن قالوا: إن الشعراء أُمراء الكلام. قيل: ولِمَ لا يكون الخطباء أمراء الكلام، لِمَ أجزنا لهؤلاء أن يخطئوا ويقولوا ما لم يقله غيرهم؟". ويستمر في طرح تساؤلات منطقية تُعبّر عن رفضه لترك الحبل على الغارب عند التعامل مع أخطاء الشعراء اللغوية. وقد رأينا في حالات عديدة استهتار بعض الشعراء وعنادهم في مسألة قبول نقد أخطائهم كما فعل النابغة الذبياني الذي لم يأبه بما لوحظ في قصيدته الشهيرة في المتجردة من "إقواء"، وكما فعل الفرزدق الذي هجا نقاده وخاطبهم بثقة: "علينا أن نقول وعليكم أن تتأولوا"! هناك مؤلفات أخرى توجهت عناية مؤلفيها بشكل مُباشر نحو رصد أخطاء الشعراء وتسليط الضوء النقدي عليها، ككتاب (الموشح في مآخذ العلماء على الشعراء) للمرزباني، و(أوهام شعراء العرب في المعاني) لأحمد تيمور باشا وغيرها، لكن التأليف عن أخطاء الشعراء لا يستهوي النقاد لصعوبته البالغة ولأن الذي يخوض تجربة الكتابة عن أخطاء الأدباء بجرأة لا يسلم من تُهمة "تصيُّد الأخطاء" و"الاصطياد في الماء العكر"! قِلة الإصدارات النقدية التي تُنبه لأخطاء الشعراء الشائعة جعل اعتماد الشاعر الشاب في معرفة أخطاء كتابة القصيدة مقصورًا على ما يسمعه من الشعراء الآخرين، أو ما يُصادفه من مُلاحظات نقدية تتوزع في مؤلفات النقد الأدبي، وهي ملاحظات يصعب على الشاعر الإلمام بها لكثرتها وتناقض مضمونها باختلاف أذواق وأهواء النقاد. أخيرًا يقول سالم حمد الملعبي: لا حدّرت دمعة ولا ناح نايح لاني بمتضايق ولاني بمجروح حلّلتك مْن اليوم هذا ورايح الله معك ما عندي أغلى من الروح من جيت وأدري بك مع الوقت رايح حتى العمر واهو العمر وقت ويروح