في أغسطس الماضي أقيمت في بعض دول آسيا مراسم إحياء ذكرى مرور 70 عاماً على إلقاء أمريكا أول قنبلة ذرية على مدينة هيروشيما وناجازاكي ، وكان وزن إحدى تلك القنابل 4,5 طن وتم إلقاؤها من على ارتفاع 1980 قدماً وخلال ثوانٍ قليلة قتل قرابة 70 ألف إنسان وجرح مثلهم وانتشرت الأبخرة التي نتجت عن الإنفجار بمسافة قدرت بميل ونصف وأحرق كل شيء في محيط منطقة قطرها 3 أميال ، وبلغ إجمالي عدد القتلى في المدينتين جراء التسمم الإشعاعي الذي انتشر وغيرها من الآثار النووية الأخرى ما يتجاوز 220 ألف قتيل ، وفي ذلك الوقت لم يعترض أحد بأن ماحدث يعد إرهاباً أو إجراماً بل سارع الأمريكان إلى تبرير إستخدام السلاح النووي بأنه الوسيلة الوحيدة لإنهاء الحرب وإجبار اليابان على الاستسلام . وفي الستينيات تدخلت أمريكا في الحرب في فيتنام الجنوبية وواصلت إرسال قواتها بأعداد مضاعفة وامتدت العمليات للحدود إذ تعرضت لاوس وكمبوديا لقصف شديد وبلغ عدد الضحايا في تلك الحرب حوالي 4 ملايين من الفيتناميين وخسرت أمريكا حوالي 60 ألفاً من جنودها ولم تكن هناك أي دعاوى ضد أمريكا بأن ماقامت به يصنف كدعم للإرهاب . في فلسطين احتل اليهود أرض فلسطين وقاموا بالمذابح الواحدة تلو الأخرى وذلك بدعم غربي وخيانة عربية ساهمت في قتل الآلاف منذ ذلك الوقت وحتى الآن وتهجير الملايين من اللاجئين الفلسطينيين في العديد من الدول العربية والدولية ولم يتجرأ أي غربي أن يصف ذلك بأنه إرهاب وهناك العديد من النماذج الأخرى والصور المختلفة للإحتلال والاستعمارالذي ضرب العديد من الدول الإسلامية مثل أندونيسيا وليبيا والجزائر حيث قتل الاستعمار الفرنسي فيها الملايين ، وحرب البوسنة والهرسك والمجازر والإبادات التي وقعت فيها ، وماخلفته حرب العراق من مئات الآلاف من الضحايا الأبرياء كل ذلك لم يوصف بأنه إرهاب أو أن من قام به إرهابيون ، وأخيراً هاهو سفاح الشام يقتل ويفتك في قومه صباح مساء وهاهي القوات الدولية منقسمة على نفسها فمنهم من يعتبر ذلك القتل إرهاباً ومنهم من يعتبره دفاعاً . 70 عاماً مضت على الإرهاب الذري ومنذ ذلك الحين تتوالى المجازر والمآسي في العديد من الدول فمنها مايحظى بالمباركة الدولية فتنتفي عنها شبهة الإرهاب ومنها مايحظى بالإدانة والاستنكار الدوليين وتأكيد تهمة الإرهاب في ظل وجود متهمين معدين مسبقاً وهما القاعدة وداعش . Ibrahim.badawood@gmail.com