نشرت صحيفة الديلي ميل البريطانية حوارا مع فتاتين نجتا من الموت بأعجوبة خلال الهجمات التي تعرضت لها باريس، بعد أن حاول مسلح قتلهما من مسافة قريبة جدا، ولكن فجأة نفدت الرصاصات من بندقيته. وقالت الصحيفة، في تقريرها الذي ترجمته عربي21، إنه أثناء المجزرة التي هزت العاصمة الفرنسية في 13 تشرين الثاني/ نوفمبر الجاري، لم تدرك صوفيا بيجالي وباربرا سيربينتيني أنهما كانتا محظوظتين جدا لبقائهما على قيد الحياة، إذ كانت الصديقتان تجلسان في مقهى لا كازا نوسترا في الشارع الذي شهد الهجوم الأول، وعندما بدأت زخات الرصاص بتحطيم الواجهة البلورية نزلتا تحت الطاولة وتمددتا على الأرض مغمضتا العينين. ويظهر تسجيل الفيديو أن المسلح توجه نحوهما ووجه إليهما فوهة البندقية، وحاول مرتين إطلاق الرصاص من بندقية إي كاي 47 التي كان يحملها، ولكن فجأة نفد منه الرصاص. ولم تدرك الصديقتان أنهما كانتا قريبتين جدا من الموت في تلك اللحظات إلا عندما شاهدتا فيما بعد تسجيل الفيديو الذي أخذ من كاميرات المراقبة في المقهى. وذكرت الصحيفة أن بيجالي، التي تبلغ من العمر 40 سنة، شعرت أثناء مشاهدتها تسجيل الفيديو بالرعب، وقالت إنها كانت مغمضة العينين ولا تدرك ما يحصل حولها، ولو علمت أن المسلح يريد قتلها لما استطاعت الوقوف بعد ذلك والركض بعيدا عن المقهى. أما صديقتها سيربينتيني التي تبلغ من العمر 18 سنة، وهي طالبة علوم السياسة والفلسفة في جامعة باريس، فقد قالت إنها ظنت أن المسلح لم يعرف بوجودهما تحت الطاولة، ولم تتوقع أن يكون قد حاول قتلهما. وقالت سيربينتيني إنه من الغريب أن تكون حياتها قد أُنقذت بفضل نفاد الرصاص، إذ إن مخزن أسلحة الكلاشنكوف يحتوي على 30 رصاصة، ولكنها رغم ذلك نجت لأن الرصاصات نفدت قبل ثوان. وقالت إنها سعيدة ومحظوظة؛ لأن تلك المرأة التي تظهر في الفيديو قد نجت، كأنها لا تصدق إلى حد الآن أنها هي تلك المرأة الناجية. وذكرت الصحيفة أن المسلح الذي قام قبل ذلك بإطلاق الرصاص بشكل كثيف على المقهى، قتل رجلا كان يمر مستعجلا لأخذ بيتزا، ولكنه عندما صوب بندقيته نحو الفتاتين اكتشف أن مخزن الرصاص قد نفد، أو ربما قد تكون البندقية قد تعطلت. وقد ظهر مطلق النار في الفيديو وهو يمشي مبتعدا عن الفتاتين ويركب السيارة، ثم بعد ثوان وقفت الصديقتان وركضتا بعيدا عن المكان، في الوقت الذي قام فيه المسلح بإعادة شحن مخزن السلاح والتوجه إلى مقهى آخر في الشارع ذاته، لقتل المزيد من الأبرياء الذي خرجوا للتنزه في تلك الليلة. وذكرت الصحيفة أن سيربينتيني وبيجالي التقتا مجددا يوم الجمعة في مقهى يبعد 20 دقيقة عن مكان الحادث، للتحدث حول تلك التجربة المروعة التي عاشتاها قبل أسبوع، في الساعة التاسعة و20 دقيقة، بعد أن قدمت لهما ياسمين اليوسي العصير والشاي، وهذه النادلة أصبحت فيما بعد من أبطال تلك الليلة. وقالت الصحيفة إن الحظ لعب دورا في نجاة هاتين الصديقتين، حيث أن اختيارهما للمكان الذي جلستا فيه مكنهما من سماع صوت إطلاق النار قبل أن تصل إليهما زخات الرصاص، وتلك الثواني الثمينة مكنتهما من النزول تحت الطاولة والاختباء قبل لحظات من تناثر الرصاص في كل مكان. ونقلت الصحيفة عن بيجالي، التي تنحدر من أصول جزائرية وتعمل في شركة للخدمات القانونية، قولها: لو كنت اخترت المطعم الآخر لكنت الآن ميتة، وربما أيضا ما كنت لأنجو لو لم أصرخ وأنزل مع صديقتي تحت الطاولة. كما ذكرت أنها هي وسيربينتيني انضمتا منذ 4 أسابيع إلى منظمة إغاثية للقيام بعمل تطوعي، يتمثل في مساعدة اللاجئين على العثور على مأوى. وقالت أيضا إنها لا تتذكر كثيرا عن تلك الحادثة، ولكنها تذكر أن السيارة السوداء توقفت بجانب الرصيف أمامهما مباشرة، وفجأة سمعت أصوات مفرقعات، وظنت في البداية أنها ألعاب نارية، ولكنها بعد ذلك اكتشفت أنها زخات من الرصاص، فنزلت مباشرة مع صديقتها تحت الطاولة، وشاهدت الرجل ينزل من السيارة، ولكن بسبب الصدمة التي تعرضت لها في ذلك الوقت فهي لم تعد تذكر شيئا من التفاصيل. كما نقلت الصحيفة شهادة سيربينتيني التي قالت إنها عندما اختبأت تحت الطاولة كانت تضع يديها على عينيها لعل ذلك يمنع القاتل من رؤيتها، ولكنها عندما توقف الرصاص فتحت عينيها فرأته واقفا أمامها، وشاهدت ساقيه فقد، ولم تتمكن من رفع رأسها خوفا من أن تلتقي عيناها بعينيه، وهي تذكر أنه كان يلبس حذاء رياضيا أسود، ويقف على بعد 20 سنتيمترا منها. وقالت الصحيفة إن النادلة ياسمين اليوسي، لعبت دوار بطوليا في تلك الليلة، فعند بداية الهجوم اختبأت وراء المشرب وحاولت مساعدة امرأة مصابة بيدها، قبل أن تقود بقية الزبائن إلى مكان آمن، ثم عادت دون تفكير في سلامتها الشخصية وحاولت تفقد الأشخاص الذين كانوا على الأرض.