دعا عالم الدين الشيخ حسن الصفار إلى النأي عن البكائيات والشعارات الشتائمية الداعية بالهلاك والانتقام من الشعوب الغربية والطوائف الإسلامية، معللاً بأن تلك الدعوات خلقت أرضية العنف والإرهاب في مجتمعاتنا، حسبما نقل موقعه الإلكتروني. جاء ذلك خلال حديث أمس الجمعة (20 نوفمبر/ تشرين الثاني 2015) في مسجد الرسالة بمدينة القطيف شرق السعودية. وقال الصفار إن التعبئة الانفعالية تجاه الشعوب والطوائف الأخرى هي التي خلقت في مجتمعاتنا أرضية العنف والإرهاب الذي بات يضرب العالم اليوم. ودان الصفار في السياق الهجمات الإرهابية التي طالت الأبرياء في مدينة باريس الجمعة الماضية. وأوضح أمام حشد من المصلين أن المنابر الدينية في المجتمعات الإسلامية سادت فيها طويلاً المسلكية الانفعالية والنفسية الإنهزامية والاستسلام لنظرية المؤامرة والتوجس الدائم من الغرب. وحثّ المنابر الدينية على النأي عن خطاب التعبئة وزيادة مخزون الاحتقان تجاه الآخر الديني والمذهبي. ووفقاً للصفار فقد سادت في منابرنا البكائيات والشعارات الشتائمية الداعية بالهلاك والانتقام من الشعوب الغربية عوضاً عن الاستفادة من التقدم والنهضة العلمية الموجودة عندها. في مقابل ذلك تناول الصفار المنهجية العقلانية التي اتبعها الشعب الياباني في الاستفادة من الغرب في تحقيق نهضة علمية واقتصادية كاسحة، والخروج من ذيول الهزيمة وفرض الاستسلام بعد الخسائر البشرية الهائلة التي تكبدها على يد الغرب نفسه أبان الحرب العالمية الثانية. وقال الشيخ الصفار إن اليابانيين عبأوا شبابهم باتجاه السباق العلمي والاقتصادي والصناعي مع الغرب، فيما اتجهت منابرنا لحقن وتعبئة شباب الأمة بالأحقاد والرغبة في تفجير أنفسهم انتقاماً من الغرب. وقال إن شعوب المنطقة باتت تدفع ثمن الجرائم الإرهابية من سمعتها وتنميتها واستقلالها النسبي الذي تحقق بعد مرحلة الإستعمار. وأضاف أن أجواء بلادنا وأراضيها تحولت نتيجة المسلكية الإنفعالية السائدة إلى مسرح مفتوح للقوى الخارجية تحت عنوان (مكافحة الإرهاب) وعلى نحو أسوأ مما شهدته المنطقة أبان مرحلة الإستعمار الغربي. وحثّ على اتخاذ العقلانية مرجعية ومنهجاً في إدارة الصراعات والنأي في قبال ذلك عن المسلكية الانفعالية والغرائزية. وأضاف أن المنهجية العقلانية في حل الصراعات أمر مطلوب على مستوى الأفراد كما الشعوب والأمم. وأوضح أن السلوك الانفعالي المندفع والمتعجل لا يحل المشاكل الاجتماعية والسياسية غالباً وإنما هو أقرب إلى ايقاع الإنسان في المآزق والأضرار