الفن والحرب، تلك الثنائية التي طالما كانت عبر التاريخ أعمالاً خالدة، كانت ومازالت وستبقى شاهدة على فظائع الحروب، وروعة وشفافية الفنون في تجسيد هذه الفظائع. وجوه من الحياة على مقربة من لوحات الفنان، عبدالقادر الريس، التي يعرضها هنر جاليري في فن أبوظبي، يعرض الجاليري أيضاً أعمال الفنانة الدكتورة، نجاة مكي، التي تقدم وجهاً آخر من وجوه الحياة بعيداً عن الحرب ومآسيها، ملتزمة أسلوبها الفني الذي يحمل قدراً عالياً من الروحانية والشفافية، حيث فاضت لوحاتها بألوان مبهجة، مثل الأزرق والأخضر، وهما لونا الخير والأمل اللذين يتمناهما الجميع للوطن على الدوام. ثنائية الفن والحرب لم تغِبْ عن فن أبوظبي، الذي يمثل ملتقى فنياً وثقافياً لأفكار وخبرات فنانين من مختلف أنحاء العالم، فكانت حاضرة في عدد من الأعمال الفنية المعروضة التي قدمها فنانون من جنسيات مختلفة، تجسيداً لتجارب عاصروها. لكن الجديد أن تحضر الحرب في أعمال فنانين إماراتيين، كما في مشاركة الفنان الإماراتي، عبدالقادر الريس، في فن أبوظبي، التي عمد فيها إلى تخليد تضحيات شهداء الوطن البواسل في حرب تحرير اليمن، التي تشارك فيها دولة الإمارات ضمن قوات التحالف العربي، في ثلاث لوحات حملت الروح نفسها، حيث طغى عليها اللون الأصفر بشكل واضح، رغم موضوعها الذي يمس في القلوب مشاعر الحزن، وهو ما قصد به الريس، بحسب ما أوضح لـالإمارات اليوم، أن يعبر باللون عن روح التحدي والأمل والطموح والطاقة، بالإضافة إلى أن الأصفر هو لون الذهب والصحراء. من هذه اللوحات لوحة أصلها ثابت التي جسد فيها دولة الإمارات على هيئة جذع نخلة، وسجل على خلفية اللوحة تواريخ مهمة، مثل بداية الأحداث في 26 فبراير 2015، والرابع من سبتمبر، عروج كوكبة من الشهداء، وكذلك لوحة عظم الله أجرك يا وطن التي توسطتها سفينة خشبية وبرميل نفط، في إشارة لمرحلتي ما قبل النفط ثم مرحلة اكتشاف النفط، وفي خلفية اللوحة سجل تواريخ أخرى مثل تحرير عدن فجر يوم عيد الفطر 17 يوليو، وتحرير سد مأرب في 29 سبتمبر، وتحرير باب المندب في الثاني من أكتوبر، بينما قام بتأطير اللوحة بكلمات قصيدة الخلاصة يا زعيم المرجلة، وكلمات لصاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، وصاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة. على مقربة من لوحات الفنان، عبدالقادر الريس، التي يعرضها هنر جاليري في فن أبوظبي، يعرض الجاليري أيضاً أعمال الفنانة الدكتورة، نجاة مكي، التي تقدم وجهاً آخر من وجوه الحياة بعيداً عن الحرب ومآسيها، ملتزمة أسلوبها الفني الذي يحمل قدراً عالياً من الروحانية والشفافية، حيث فاضت لوحاتها بألوان مبهجة مثل الأزرق والأخضر، وهما لونا الخير والأمل اللذين يتمناهما الجميع للوطن على الدوام. الحرب وتداعياتها ظهرت في أعمال فنية أخرى في فن أبوظبي، كما في أعمال عدد من الفنانين اللبنانيين، عرضها جاليري جانين ربيز، التي تعبر عما عاناه بلدهم خلال الحرب الأهلية (1975-1990)، مثل لوحة الفنانة اللبنانية لور غريب الملحمة الإنسانية، التي تشبه جدارية باللونين الأبيض والأسود، مقسمة إلى أجزاء طولية، حشدت فيها الفنانة العديد من العناصر، مثل رسومات الشخوص، التي تبدو مثل الكاريكاتير، ويجمع بين أغلبها نظرة الانكسار الواضحة في العيون، كما استخدمت العبارات والجمل التي تعكس الحالة العامة نفسها من المعاناة النفسية والرغبة في الهروب مثل: اكتب بداية ونهاية، وفي ظل دوار الشمس، وأنادي الأسماء التي أعرفها، وكم أشتاق إلى المستقبل وكذلك عبارة أنا عربية في لائحة مجهولة.. أبكي أو أفخر. أيضاً هناك لوحتان للفنان اللبناني، عبدالرحمن شريف، بألوانهما الزاهية، حيث جسد في كل منهما مزهرية، ولكن بدلاً من أن يضع فيهما أزهاراً، رسم رؤوساً نووية تنقض عليها، مخلفة دخاناً أسود كثيفاً يخرج من المزهرية المكسورة. أما الفنان، ألفريد طرزي، فتعرض له لوحة بعنوان عندما تتعامد الشمس في الظهيرة، جسد فيها أشخاصاً باللون الذهبي يقفون ثابتين مثل نصب أو تماثيل ثابتة لا روح فيها، ويقسّم شرخٌ أسود كلاً منهم إلى قسمين، بينما تحلق فوقهم طائرات صغيرة الحجم في سماء دموية. بينما اعتمد الفنان اللبناني، غسان غزال، على اللون الأسود في لوحته الفاتحة ليعكس حالة من الحزن العميق والقتامة المخيمة على اللوحة المطلية باللون الأسود واستخدم الدبابيس السوداء أيضاً للكتابة عليها، فيما التقنية نفسها نفذها أيضاً في عمل بعنوان صندوق أسود.