خصص الخطباء في مكة المكرمة في خطب الجمعة أمس الحديث عن غزوة بدر الكبرى واستنتاج الدروس والعبر والمواقف من تلك الغزوة الفارقة في تاريخ الأمة الإسلامية، حيث أشار الدكتور سعد الشمراني إمام وخطيب جامع الأمين بحي العيسائي عن الصراع الأزلي بين الحق والباطل، مبينا أن ذلك سنة إلهية لا تتبدل حتى يرث الله الأرض ومن عليها، مؤكدا على عداوة الطغاة والمتكبرين للرسل والأنبباء، معدا مبعث النبي صلى الله عليه وسلم بالنور المبين الذي يحرر العقل من عبودية المخلوق إلى عبودية الخالق ومن أرضية التفكير إلى سماويته ويعزز مكارم الأخلاق وينبذ سيئها ويحارب الظلم ويقرر مبادئ العدل، وأنها بداية حقبة جديدة من الصراع بين الحق والباطل، لافتا إلى أن معركة بدر مفصل تاريخي في تاريخ انتصار الحق على الباطل وكسر شوكة الطغاة وتحطيم كبريائهم. - وعدد الدكتور محمد السهلي مواقف من الغزوة، موضحا فيها أن رمضان شهر الجهاد والفتوحات، فبين الصيام والجهاد علاقة وثيقة، وصلة عميقة، ونصر الله للمؤمنين رغم قلة العدد والعتاد، وفيها درس في نصر الله تعالى لأوليائه، حيث استجاب الله دعاء رسوله وأصحابه، ونصر حزبه، وأنجز وعده، مع وجود الفارق في العدد والعدة، (وَلَقَدْ نَصَرَكُمُ ٱللَّهُ بِبَدْرٍ وَأَنتُمْ أَذِلَّةٌ). - من جانبه تناول الشيخ عبدالإله الصبحي إمام وخطيب جامع حراء بالزاهر «التغيير الكوني»، موضحا أنه ليس في الشريعة ولا غيرها توقف البتة فإذا شغل العبد وقته بعبودية تقدم إلى ربه، متخذا من غزوة بدر وفي شهر رمضان المبارك منطلقا إلى هذا التغيير للارتقاء والوصول لنيل العزة في الدنيا والآخرة، مبينا أن رمضان هذا العام يأتي مختلفا عما سبق، يأتي بعد أن شهدت الأمة ولا تزال أحداثا عظيمة وتقلبات عجيبة، داعيا المسلمين إلى الاستفادة من الأحداث لتكون لهم دروسا مستقبلية في حياتهم، مؤكدا أن رمضان في حقيقته ثورة في تغيير النفوس الملولة الكسولة، معتبرا الأزمات والفتن بداية لتمحيص أحوال المسلمين على وجه الأرض ((ويمحص الله الذين آمنوا ويمحق الكافرين)) فيكون الفرج والنصر بإذن الله تعالى. - وزاد الدكتور عبدالرحمن الخليفي إمام وخطيب جامع عبدالله الخليفي بالعزيزية في حديثه عن غزوة بدر بتذكير المصلين بفضل العشر الأواخر من رمضان وعظم أجرها وأكرم الأوقات في العام، واحتوائها على أفضل ليلة ألا وهي ليلة القدر، معرجا على ما كان يفعله صلى الله عليه وسلم من شد المئزر والاجتهاد المتواصل في العبادة والطاعة للنيل والفوز بالجنان، وإدراك فضل ليلة القدر. - وواصل الشيخ سامي زمزمي خطيب جامع ابن معمر ببطحاء قريش حديثه عن غزوة بدر وفضلها، وبداية انطلاقة انتصار الحق على الباطل، ساردا تصوير مشاهد ما حصل في الغزوة من بطولات وتضحية قدمها المهاجرون والأنصار في سبيل الدفاع عن الرسول صلى الله عليه وسلم وحياض دين الحق الجديد، فاردًا فوائد مقتطفة من تلك الغزوة كالحب الحقيقي لله ورسوله والاستجابة لنداء الله ورسوله، ونصر الله لعباده المخلصين، وأن كثرة العدد والعتاد ليس معيارا للنصر، وأن الدعاء من مواطنه التقاء الجمعان، وأن الابتلاء سنة ربانية كتبها الله على عباده. المزيد من الصور :