ماذا جرى للبرتغالي كريستيانو رونالدو؟ هو السؤال الذي يطرح نفسه في الوقت الحاضر حيث يطلق نجم ريال مدريد تصريحات مبهمة بالتزامن مع نتائج متفاوتة. لذا، يتوجب على البرتغالي الحاصل على الكرة الذهبية لافضل لاعب في العالم 3 مرات (اعوام 2008 و2013 و2014) ان يستعيد نهمه لتسجيل الاهداف وتعطشه للفوز في الكلاسيكو ضد الغريم التقليدي برشلونة السبت على ملعب سانتياغو برنابيو في المرحلة الثانية عشرة من الدوري الاسباني لكرة القدم. وقياسا على هذه الفترة من الموسم، سجل رونالدو 8 اهداف اي بوتيرة اقل عن نفس الفترة في الموسم الماضي: 13 هدفا في 11 مرحلة من الدوري المحلي و4 جولات في دوري ابطال اوروبا مقابل 21 عن نفس الفترة الموسم الماضي. ويجب ايضا ملاحظة ان اهدافه جاءت مجتمعة في فترة قصيرة ومتأخرة في ايلول/سبتمبر: خماسية في مرمى اسبانيول (6-صفر) وثلاثية في مرمى شاختار دانييتسك الاوكراني (4-صفر) بعد 3 ايام فقط. وعلق رونالدو بنفسه على هذا الامر ساخرا لا اعرف ما اذا كنت في السابق سيئا وانا الان جيد لاني سجلت 8 اهداف. ومع انه اصبح في منتصف تشرين الاول/اكتوبر افضل هداف في تاريخ الفريق الملكي، الا ان الانفراج النسبي لم يدم طويلا لانها اسوأ بداية له منذ موسم 2009-2010 حيث سجل حتى الان 8 اهداف في 11 مباراة في البطولة المحلية علما بان الحد الادنى له هو هدف واحد على الاقل في المباراة الواحدة في السنوات الخمس الاخيرة (اي 11 هدفا على الاقل). احد اسباب هذا التراجع مرتبط بالاصابات التي اعاقت مسيرة ريال مدريد في بداية هذا الموسم. ومع انها لم تطل رونالدو بشكل مباشر، الا انه وجد نفسه معزولا في الهجوم في غياب الفرنسي كريم بنزيمة والويلزي غاريث بايل. وتعين على البرتغالي في ظل هذا الغياب ترك موقعه المفضل في مركز الجناح الايسر ليقوم بدور رأس الحربة وهو المكان الذي لا يفضله كثيرا على ارض الملعب. وتهدد رغبة غاريث بايل بشغل مركز لاعب المحور وتلبية المدرب رافايل بينيتيز لهذه الرغبة، بوجود زحمة في خط الهجوم ما يعيق حرية الحركة عند رونالدو. وفضلا عن ذلك، دافع رونالدو في نهاية الموسم الماضي عن بقاء المدرب الايطالي كارلو انشيلوتي دون ان ينجح، واستبدله النادي الملكي بالاسباني بينيتيز الذي كان يشرف على نابولي الايطالي، فلم ترق العلاقات بينهما الى اعلى مستوى من التفاهم. وجاءت الاشارة الاولى على هذا الفتور من جانب بينيتيز الذي خالف لدى استلامه مهامه التقليد السائد في ريال مدريد عندما تجنب وصف رونالدو بافضل لاعب في العالم. هناك سؤال آخر يطرح نفسه ايضا هو: هل سيكون آخر كلاسيكو لرونالدو على ملعب سانتياغو برنابيو؟ الفرضية ليست غريبة بالنسبة الى لاعب سيبلغ الحادية والثلاثين من العمر في شباط/فبراير المقبل وترك الباب مفتوحا على مصراعيه امام الرحيل حين قال نهاية ايلول/سبتمبر لا احد يعرف ماذا سيحصل العام المقبل. وفي مطلع تشرين الثاني/نوفمبر حين واجه باريس سان جرمان الفرنسي في دوري ابطال اوروبا، قام النجم البرتغالي بمشهد تآمري مع المسؤولين عن النادي الفرنسي كلمة مديح في اذن المدرب لوران بلان حسب الاخير، وعناق مصور تلفزيونيا مع رئيس النادي، القطري ناصر الخليفي. وزاد الغموض الكامل وغياب ممثل ريال مدريد عن العرض الترويجي للفيلم الوثائقي عن حياة كريستيانو في 9 تشرين الثاني/نوفمبر في لندن، من طرح علامات استفهام كبيرة في اسبانيا. ومن اجل ازالة كل هذه الشكوك، ينبغي على رونالدو ان يقوم بجهد ملحوظ في الكلاسيكو السبت. ويحب رونالدو الذي سجل 15 مرة في مرمى برشلونة، جدا هذه اللقاءات الكبيرة، وقد يكون مردوده جيدا في حال لعب بنزيمة وبايل الى جانبه. والتقط رونالدو بعد تأهل البرتغال مباشرة الى نهائيات كأس اوروبا 2016 في فرنسا، الانفاس واستغل فترة اقامة المباريات الدولية في الاسبوعين الماضيين للتحضير بجدية للقاء الصدمة مع الغريم الكاتالوني، فهل يكون ذلك كافيا لفتح شهيته السبت على ملعب برنابيو؟