في أحد الصالونات الأدبية وبحضور وجوه معروفة من الأدباء والشعراء طُرح موضوع كان باعثه الأجواء الخلاّبة هذه الأيام وكيف أنها كانت سبباً لاجتماع الناس، واستشهد العديد منهم بقصائد تعبق برائحة حطب السمر والطلح والقهوة في دلة (الرسلان والبغدادية) وقصائد المجالس الهادفة التي كانت تشمل كل أغراض الشعر، بما فيها قصائد الحكمة ومكارم الأخلاق التي يستقي منها النشء كل أمر مُشرِّف أسوة بمن سبقوهم من سلفهم. وقاد هذا الحديث إلى موضوع آخر تَفَرَّع منه، وهو لماذا لم تعد الأبواب مفتوحة وبات أكثرها موصداً، وهناك من برَّر ذلك بارتباطات الناس بمشاغلهم العديدة وهناك من لم يقتنع بوجهة النظر هذه، وقال قد يكون البخل والانعزال عن الناس من قبل البعض هو السبب، فالأمور لا تقبل أنصاف الحلول، إمَّا أن تكون كريماً اجتماعياً أو منعزلاً لأسبابك، أو بخيلاً. وأضاف صاحب وجهة هذه النظر: لماذا لم يُوصد آباؤنا وأجدادنا أبواب بيوتهم في وجوه أصدقائهم ومعارفهم رغم شح بعض مواردهم وقلة ذات يد بعضهم، واستشهد بحديثين شريفين هما: عن أبي هريرة رضي الله عنه، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «لو كان لي مِثْلَ أُحُدٍ ذَهَباً، لَسَرَّني أَنْ لا تَمُرَّ عَلَيَّ ثَلاثُ لَيَالٍ، وعندي منه شيء، إلاَّ شيءٌ أُرصِدُهُ لِدَينٍ» متفق عليه. وعن جابر رضي الله عنه قال: «ما سُئِلَ رسولُ اللَّه صلى الله عليه وسلم شيئًا قَطُّ فقالَ: لا». متفق عليه. وفي المقابل كانت وجهة نظر أخرى فحواها أن الجيل القادم يتأثر ويؤثر بعد ذلك بما أُنْشِئ عليه، فإن لم يَتَعَوَّدْ على ما استقاه من العادات الاجتماعية الحميدة فلن يُورِّثها لغيره، بينما كانت وجهة نظر البعض أن في كل زمان ومكان من يفوق غيره في الطيب والكرم، وهذا الأمر ليس مرتبطاً بجيل دون غيره، واستشهد بقول الشاعر ابن شريم -رحمه الله: الطيب له جملة دروبٍ كثيرة ونفسٍ تحب الهون ما تدرك الجود والمرجلة بنتٍ هنوفٍ ستيره كل يبيها مار من دونها كود (ومدارات شعبية) بحياديتها وشفافيتها تطرح كل وجهات النظر. مقالات أخرى للكاتب عبير الوفاء يَتفوَّق على الجمال في الشعر لماذا تدنَّى مستوى الشعر النسائي؟! شعراء الشورت و«التي شيرت».! حضور مُشَرِّف للقنوات الفضائية الشعبية الشعر بين الأصالة والدراهم..!